اقترحت الصين فرض قيود جديدة على قواعد الطروحات اللأجنبية، إذ إنها تلزم تقريبًا جميع الشركات الساعية للقيد في بلدان أجنبية بالخضوع لتدقيق يخص الأمن السيبراني؛ في خطوة تنذر بتشديد الرقابة على عمالقة الإنترنت في الصين.
تشديد قواعد الطروحات الأجنبية
وستصبح الشركات التي تحتفظ ببيانات أكثر من مليون شخص مُلزَمة بالتقدم بطلب الخضوع لتدقيق يخص الأمن السيبراني، بالنظر إلى مخاطر التأثير على تلك البيانات أو السيطرة عليها أو استغلالها بواسطة الحكومات الأجنبية، بحسب بيان رسمي صدر عن إدارة الأمن السيبراني.
وترى وكالة بلومبرج أن هذا التحرك هو الأكثر تجسيدًا لرغبة الصين في تقييد قدرة شركات التكنولوجيا على جمع رءوس الأموال في الولايات المتحدة عبر نموذج تتبناه شركات مثل على بابا جروب القابضة وبيدو وديدي جلوبال.
وتدرس الجهات الرقابية أيضًا إلزام الشركات المدرجة بالفعل في البورصة بالحصول على موافقتها قبل طرح أسهم إضافية في البورصات الأجنبية.
وخلال العام الحالي، تم إدراج 37 شركة صينية في البورصة الأمريكية، متخطية مستويات العام الماضي، وجمعت هذه الشركات نحو 12.9 مليار دولار، بحسب بيانات جمعتها وكالة بلومبرج.
القيد في هونج كونج
ويرى فينج تشونشنج الشريك لدى شركة بلنيوم البحثية في بكين: “هذه القواعد ستدفع المزيد من شركات الإنترنت الصينية للذهاب إلى هونج كونج للإدراج في بورصتها بديلًا عن أي بلد آخر؛ حتى يتسنى لها تلافي الخضوع لمثل هذا التدقيق.
وأضاف أن حد الحصول على بيانات مليون مستخدم متدن للغاية بما يعني سريانه على جميع شركات الإنترنت التي تسعى للإدراج في البورصة.
وتسارعت وتيرة الضغوط الرقابية التي تفرضها السلطات الصينية على عمليات الإدراج في الخارج بعدما أشيع أن شركة ديدي ستمضي قدمًا في طرحها الأولي الذي نفذته في يونيو الماضي رغم مطالبتها بتأجيل خطة الطرح منذ ثلاثة أشهر.
وحتى قبل الإعلان عن هذا المقترح الصيني، قررت بعض الشركات التي خططت للإدراج في بورصة نيويورك سحب طرحها الأولي.
في هذا السياق، أصبحت شركة لينكدوك تكنولوجي التي تتخذ من بكين مقرًّا لها أول شركة معروفة تقرِّر إلغاء طرحها الأولي في أعقاب إعلان المقترح الجديد.
وقررت لاحقًا شركة صاحبة تطبيق كيب للياقة البدنية وشركة مياكاي الناشئة للخضروات إلغاء خطط القيد في البورصات الأمريكية.
ومن المتوقع أن تؤثر القواعد الجديدة على شركات تكنولوجيا مثل شركة بايت دانس مالكة تطبيق تيك توك، وشركة لالاموف للتوصيل ولوجيستيات تحت الطلب، إذ لإنهما تدرسان تدشين طرحين.