أعلنت الصين اليوم الأربعاء عن رفع الرسوم الجمركية الانتقامية على الواردات الأمريكية إلى 84%، ارتفاعًا من 34% سابقًا، في خطوة جديدة ضمن مسلسل التصعيد المتبادل بين أكبر اقتصادين في العالم، وفقا لما ورد في وكالة CNBC.
ويأتي هذا التحرك ردًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى مستويات تجاوزت 100%، والذي دخل حيز التنفيذ في بداية يوم 9 أبريل.
تصعيد متبادل وسط غياب الحوار
في منشور له على منصة “تروث سوشيال” يوم الثلاثاء، قال ترامب: “نحن بانتظار اتصال من بكين… الصين تريد التوصل إلى اتفاق بشدة، لكنها لا تعرف كيف تبدأ”، فيما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن “الرئيس سيكون متسامحًا إذا اتصلت الصين، لكنه سيضع مصلحة الشعب الأمريكي أولًا”.
من جهتها، شددت الصين على موقفها المتصلب، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية، لين جيان، أن “الولايات المتحدة لا تُظهر جدية حقيقية في فتح حوار”، مضيفًا: “إذا كانت أمريكا تريد فعلاً التفاوض، فعليها أن تثبت استعدادها للتعامل بنديّة واحترام ومصلحة متبادلة”.
الأسواق تتفاعل والقلق يتصاعد
أدى إعلان بكين عن الزيادة الجديدة في الرسوم إلى تراجع حاد في الأسواق الأوروبية، حيث هبط مؤشر “ستوكس 600” بنسبة 4.2%، في إشارة واضحة إلى تنامي قلق المستثمرين من تداعيات هذه الحرب التجارية الممتدة.
ويرى محللون أن الطريق نحو تسوية النزاع التجاري بين واشنطن وبكين يبدو أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. وكتب “يياب جون رونغ”، استراتيجي الأسواق في مؤسسة IG: “نتوقع أن يكون الطريق نحو حل لأزمة الرسوم الجمركية ضيقًا للغاية، حتى إذا استؤنفت المفاوضات، فإن الوصول إلى توافق سيكون أمرًا بالغ الصعوبة، ما يعني أن التوترات مرشحة للاستمرار لفترة طويلة”.
خلفية التصعيد الجديد
يُذكر أن مكتب لجنة الرسوم الجمركية التابع لمجلس الدولة الصيني قد أعلن أن الزيادة في الرسوم ستدخل حيز التنفيذ بدءًا من 10 أبريل، وتستهدف الإجراءات الجديدة طيفًا واسعًا من الواردات الأمريكية، في وقت تسعى فيه الصين للرد بقوة على ما تصفه بـ”الابتزاز الاقتصادي الأمريكي”.
ويأتي هذا التبادل الحاد في السياسات الجمركية في سياق تصاعد التوترات الاقتصادية بين البلدين، والتي تشمل أيضًا ملفات التكنولوجيا، وسلاسل الإمداد، والأمن القومي.