تستضيف مدينة تشانغشا، حاضرة مقاطعة هونان بوسط الصين، فعاليات المؤتمر العالمى للكمبيوتر، والمقرر إقامته خلال الفترة ما بين يومى 9 و11 سبتمبر المقبل، بحضور أكثر من 1300 شخص من شركات حول العالم، بما فيها «IBM» ومايكروسوفت الأمريكيتين، ومعاهد وإدارات حكومية، ومن المتوقع أن يقوم أكثر من 155 خبيرا ومديرا بارزا بإلقاء كلمات رئيسية.
ويأتى المؤتمر العالمى مع إعلان حكومة بكين وجود عشرين شركة صينية خاصة على قائمة أكبر 500 شركة عالمية بزيادة ثلاث شركات، مقارنة بالعام الماضى بقيادة شركة هواوى الصينية العملاقة للاتصالات والأجهزة الإلكترونية ومنها الموبايلات والموديمات.
وتصدرت شركة هواوى القائمة بحجم إيرادات بلغت 721.2 مليار يوان (102 مليار دولار أمريكي) فى العام الماضى 2018، رغم أنها أعلنت أن تأثير القيود التجارية التى فرضتها الولايات المتحدة على أنشطتها سيقلص إيراداتها بحوالى 30 مليارات دولار مع نهاية العام الجارى.
ومع ذلك أطلقت شركة هواوى بداية هذا الأسبوع جهاز أسيند 910 الذى وصفته بأنه أقوى معالج ذكاء اصطناعى فى العالم، فى إطار حوسبة ذكاء اصطناعى مايندسبور لجميع السيناريوهات فى مجالات البيزنس والعلوم والرياضيات، والذى سيتم استخدامه لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعى.
وقالت الشركة التى تتخذ من شنتشن مقراً لها، إن المواصفات المخططة لمعالج الذكاء الاصطناعى الجديد ينتمى إلى سلسلة شرائح «أسيند ـ ماكس» كجزء من استراتيجية الشركة لبناء مجموعة كاملة لجميع سيناريوهات الذكاء الاصطناعى.
ويتميز معالج أسيند 910 باستهلاك طاقة أقل بكثير من المخطط فى الأصل، ومن المقرر إقامة منتديات ومعارض حول مواضيع متعلقة مثل إيكولوجيا الحوسبة، وأمن الإنترنت وخوارزميات الذكاء الاصطناعى.
وذكرت وكالة شينخوا أن بكين شهدت أيضا مؤتمر الروبوت العالمى 2019 خلال الفترة ما بين 20 و25 أغسطس الجارى، وأن نمو إنتاج الروبوتات الصناعية تباطأ فى العام الجارى، وسط ركود الاقتصاد العالمى ومشاكل التنمية التكنولوجية، غير أن هذه الصناعة ستواصل النمو السريع بفضل تسريع التحديث الصناعى العالمى بجانب تنمية الإبداع التكنولوجى فيها.
وعرض المؤتمر أكثر من 700 من تكنولوجيات الروبوتات ومنتجاتها بعد أن باتت سوق الصين للروبوتات الصناعية الأكبر من نوعها فى العالم السنوات الأخيرة، ليساهم بحوالى %33 من إجمالى المبيعات العالمية، كما جاء فى تقرير صادر عن معهد الصين للإلكترونيات فى الشهر الجارى.
ويتوقع الاتحاد الدولى للروبوتات أن يكون هناك 130 روبوتا لكل 10 آلاف شخص فى الصين بحلول عام 2021، كما أكد مياو وى وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينى، أن حجم إنتاج الروبوتات الصناعية فى الصين وصل إلى 148 ألف وحدة العام الماضى، لتصل حصته إلى أكثر من %38 من الإجمالى العالمى.
وصرح إريك شو، نائب رئيس مجلس إدارة هواوى، فى مؤتمر صحفى لتقديم رقائق جديدة للذكاء الصناعى فى مقر الشركة فيشنتشن، بأن شركة هواوى تكنولوجيز مستعدة تماما لمواجهة القيود التجارية الأمريكية، وأن أنشطتها لم تتأثر كثيرا بقرار واشنطن الصادر الأسبوع الماضى، بتمديد مهلة 90 يوما تسمح لها بشراء إمدادات من شركات أمريكية.
وقال رين تشينج، الرئيس التنفيذى للشركة، إن أعمال هواوى ستزدهر؛ لأنها تطور تقنياتها بنفسها، ولا يتوقع إلغاء القيود الأمريكية الخاصة بالتصدير؛ بسبب التوترات التجارية والسياسية.
وأضاف تشينج أنه لا يرغب فى إلغاء العقوبات الأمريكية إذا كان ذلك يتطلب تنازلات صينية فى حرب التعريفة الجمركية، حتى إذا كان ذلك يعنى مواجهة ابنته، التى تخضع للإقامة الجبرية فى كندا بتهم جنائية وجهتها لها محكمة أمريكية، لصراع قانونى طويل الأمد.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية أعلنت أنها ستدرج 46 كيانا إضافيا فى قائمة الشركات التابعة لهواوى والتى سيشملها الحظر فى حال تم تطبيقه بشكل كامل، مما يرفع عدد الكيانات المدرجة فى القائمة إلى أكثر من 100 شركة بعد أن أعلنت السلطات الأمريكية فرض الحظر على هواوى بزعم أنها تتعامل مع الاستخبارات الصينية، ولكن هواوى تنفى ذلك.
وتوقع رين تشينج بعد أول تقييم لهواوى بخصوص تأثير القيود الأمريكية فى يونيو الماضى، أن إدراج الشركة فى القائمة السوداء سيلحق الضرر بإيراداتها بواقع 30 مليار دولار، مما سيحرمها من تحقيق نمو للإيرادات هذا العام، ولكن مجموعة أعمال المستهلكين التابعة لهواوى من المتوقع أن تسجل هذا العام أداء أفضل مما كان المحللون يعتقدون فى بادئ الأمر، حيث تشمل مجموعة أعمال المستهلكين التابعة لهواوى أنشطة الهواتف الذكية وتطوير نظام تشغيل خاص بها؛ استعدادا لأسوأ تصور فى حالة حرمانها من تطبيقات أساسية لنظام أندرويد التابع لعملاق البحث الأمريكى شركة جوجل.
وتضررت هواوى تكنولوجيز البالغ حجم أعمالها 100 مليار دولار بشدة منذ منتصف مايو الماضى، بعد أن وضعتها واشنطن ثانى أكبر مُصنع للهواتف الذكية فى العالم ضمن ما يُسمى قائمة سوداء للكيانات مما يهدد بمنعها من الحصول على مكونات وتكنولوجيا أمريكية مهمة تستخدمها فى تصنيع منتجاتها عالية التقنية والجودة.