افتتح يوم 14 يونيو الجاري في بكين منتدى الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان الذي عقد تحت شعار “المساواة والتعاون والتنمية: الذكرى الـ30 لإعلان وبرنامج عمل فيينا والحوكمة العالمية لحقوق الإنسان”.
وحضر المنتدى، الذي عقد برعاية مشتركة من قبل كل من مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة ووزارة الخارجية والوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، أكثر من 300 مشارك من حوالي 100 بلد ومنظمة دولية، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة.
وفي رسالة تهنئة بعث بها إلى المنتدى، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الصين تعمل على حماية حقوق الإنسان من خلال الأمن، وتدعو إلى تعزيز حقوق الإنسان من خلال التنمية، وتعمل على دفع حقوق الإنسان من خلال التعاون بروح الاحترام المتبادل والمساواة.
وتمت قراءة رسالة شي في مراسم افتتاح المنتدى من قبل لي شو لي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. كما ألقى لي كلمة رئيسية خلال المنتدى.
وأشار فو هوا، رئيس وكالة أنباء شينخوا، في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح المنتدى، إلى أن حقوق الإنسان هي إنجاز للإنسانية ورمز للتقدم، موضحا أن احترام حقوق الإنسان وحمايتها مبدأ أساسي من مبادئ الحضارة الحديثة، والهدف الثابت للحزب الشيوعي الصيني.
إبراز التعاون الدولي
وفي رسالته للتهنئة قال شي إن الصين مستعدة للعمل مع بقية العالم للتحرك وفقا للمبادئ المنصوص عليها في إعلان وبرنامج عمل فيينا، والدفع من أجل مزيد من الإنصاف والعدالة والعقلانية والشمولية في الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان، ودفع تنمية مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
ولا يمكن تحقيق النهوض بالقضايا العالمية لحقوق الإنسان إلا بتضافر جهود جميع أعضاء المجتمع الدولي. وقد أكد العديد من المشاركين هذه النقطة عند تبادل الآراء في المنتدى.
وقال سانت سير مازانغ، مفوض التعاون الدولي من وزارة خارجية جمهورية أفريقيا الوسطى: “يجب ألا ندخر جهدا لضمان أن تكون شعوب العالم هي الفاعل والداعم والمستفيد الرئيسي من قضية حقوق الإنسان”، مضيفا أن الدول الكبرى يجب أن تضطلع بمسؤولية في هذا الصدد.
وفيما يتعلق بالتعاون الدولي في مجال حقوق الإنسان، أكد العديد من المشاركين على دور الأمم المتحدة ومبادئها بشأن حقوق الإنسان.
وفي كلمته أمام المنتدى، قال ليو شين شنغ، خبير حقوق الإنسان في اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة له أهمية قصوى في الإدارة العالمية لحقوق الإنسان.
وأضاف أنه ينبغي تقديم المزيد من الدعم للبلدان النامية للمشاركة في الحوكمة العالمية واستكشاف سبل تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون للنهوض بالتنمية السليمة للحوكمة العالمية لحقوق الإنسان.
إقرار برؤية الصين
وخلال المنتدى، أقر العديد من الخبراء برؤية الصين إزاء احترام حقوق الإنسان وحمايتها، مشيرين إلى أنها يمكن أن توفر نظرة ثاقبة جديدة لحل التحديات العالمية لحقوق الإنسان.
وأشار روبرت لورانس كون، رئيس مؤسسة كون، في كلمته إلى أن رؤية الصين إزاء حقوق الإنسان تتجلى في الطريقة التي يشارك بها الشعب الصيني في الحوكمة الوطنية، ولا سيما الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية.
وقال كون إن دعوة الحزب الشيوعي الصيني تتمثل في توسيع المشاركة السياسية المنظمة للشعب، وتعزيز حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون، وضمان تمتع الشعب بحقوق وحريات واسعة وفقا للقانون، مضيفا أن تعزيز الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية يفضي بدوره إلى تعزيز حقوق الإنسان.
وبالإضافة إلى ذلك، ناقش المشاركون أيضاً وجهة نظر الصين بشأن حقوق الإنسان والتي تتمثل في دبلوماسيتها، ولا سيما في “مبادرة التنمية العالمية” و “مبادرة الأمن العالمي”.
وخلال كلمته، ناقش الباحث الزامبي الشهير فريدريك موتيسا العلاقة بين مؤشر التنمية العالمية والحق في التنمية. وأشاد بتنفيذ مؤشر التنمية العالمية بوصفه مثالا حيا آخر على سعي الصين إلى تعزيز تنمية مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وفي حديثه عن “مبادرة الأمن العالمي”، قال كريسبين كاهيرو، مفوض لجنة حقوق الإنسان الأوغندية، إن المبادرة تسعى إلى تغليب الحوار على المواجهة والشراكات على التحالفات، ولكن الأهم من ذلك، إنها تسعى إلى تغليب مواقف الكسب المشترك على تسويات لعبة المحصلة الصفرية. وأضاف أن “الصين لا تقترح الطريق فحسب، بل تشاطر تجاربها أيضا”.
حقوق الإنسان في العصر الرقمي
وخلال المنتدى، أولى المشاركون اهتماما أيضا للفرص والتحديات الجديدة التي تجلبها التكنولوجيا الرقمية سريعة التطور للحوكمة العالمية لحقوق الإنسان.
وأشار شي آن بين، أستاذ بكلية الصحافة والاتصال بجامعة تسينغهوا، إلى أنه في هذه الفترة الحرجة للحوكمة الرقمية، يجب على بلدان جنوب العالم مواصلة تعاون الجنوب-الجنوب، وتعميق التبادل والتعاون التكنولوجي على الصعيد الدولي، وتحفيز الابتكارات الداخلية.
وإلى جانب التحديات المطروحة، مكنت التكنولوجيا الرقمية أيضا البلدان من النهوض بحقوق الإنسان في جوانب عديدة. وفي كلمتها أمام المنتدى، عرضت ماريا فرانشيسكا ستايانو، المنسقة في مركز الأبحاث الصيني بكلية الحقوق والعلوم الاجتماعية بجامعة لابلاتا الوطنية الأرجنتينية، كيف استخدمت الأرجنتين التكنولوجيا الرقمية لتحسين التعليم والتخفيف من حدة الفقر.
وأعربت عن أملها في أن تعمل الصين على زيادة التعاون مع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في مجالات تشمل التكنولوجيا الرقمية لتقديم مساهمات جديدة لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.