حدد عدد من ممثلى قطاع الطيران المدني الفرص الاستثمارية الكامنة داخل هذا القطاع الحيوى، مؤكدين أنه يمكن ضخ استثمارات فى عدة مجالات مختلفة ومن بينها صيانة الطائرات، وإدارة المطارات بالشراكة مع الحكومة، ونقل البضائع، وإنشاء شركات على غرار شركة DHL العالمية وتفعيل مشروع مدينة المطار.
وأكدوا أن القطاع مليء بالفرص فى ظل زيادة معدلات النمو فى أعداد المسافرين من وإلى مطارات الجمهورية، كما طالب البعض منهم بالبدء فى تنفيذ مشروع مدينة المطار والمتوقع أن يجذب حجم استثمارات هائلة.
وكانت إحصائيات صادرة عن جهاز الإحصاء، أظهرت ارتفاع أعداد الركاب بنسبة %1.9 بواقع 31.1 مليون مسافر خلال 2018، مقابل 30.5 مليون مسافر فى 2017، وتشير نسب النمو المرتفعة فى أعداد المسافرين إلى حجم الطلب المتنامى على الطيران من وإلى المقصد المصري.
كما وصل عدد رحلات الطيران إلى 302.9 ألف رحلة بنسب ارتفاع قدرها %7.8 عن عام 2017، الذى بلغت رحلات الطيران خلاله 281 ألف رحلة.
فى هذا السياق، قال الدكتور حسن محمد رئيس شركة سياف المصرية للاستشارات المالية وتأجير الطائرات والمعدات، إحدى الشركات التابعة لوزارة الطيران المدنى، أن هناك فرص استثمارية داخل قطاع الطيران يمكن الاستفادة منها.
وأضاف محمد لـ”المال”، أنه يمكن الاستثمار فى مجال صيانة الطائرات داخل المطارات المصرية ماعدا مطار القاهرة، فهذا القطاع واعد.
طارق درويش: قطاع الشحن الجوى واعد خاصة بالسوق الإفريقية
ومن جانبه، قال طارق درويش رئيس لجنة النقل والطيران باتحاد الغرف التجارية، أن هناك فرص استثمارية كبرى تكمٌن فى قطاع الشحن الجوى ونقل البضائع، مؤكداً أن هذا القطاع واعد ويمكن ضخ استثمارات فيه فى ظل اهتمام الدولة المصرية به واستهدافها فتح أسواق جديدة فى السوق الإفريقي.
وأضاف درويش أن هناك دول إفريقية لا يمكن الوصول إليها عبر المنافذ البحرية لأنها لا تطُل على البحر وبالتالى لا ملجأ إليها سوى الطيران، مشيراً إلى أن هذا النشاط يحتاج لمستثمرين راغبين فى الاستثمار بالسوق الإفريقية.
حسن عزيز: فرص لإنشاء شركات على غرار DHL العالمية بالتعاون مع البريد
وفى السياق ذاته، قال حسن عزيز خبير الطيران ورئيس الاتحاد المصرى للنقل الجوى سابقاً، أن هناك فرص استثمارية هائلة تكمن فى قطاع الطيران يمكن الاستثمار فيها ومن بينها إدارة المطارات، موضحاً أنه يمكن للقطاع الخاص المتخصص فى هذا الشأن الدخول فى شراكة مع الدولة لإدارة المطارات.
وأضاف عزيز أن مطار القاهرة الجوى محاط بملايين الأمتار من الأراضى الفارغة والتى يمكن إنشاء مدينة فيها على غرار مدينة المطار بدبي.
وأشار عزيز إلى أن المدينة ستضم مكاتب إدارية لشركات الطيران العالمية، مصارف عالمية، مكاتب محاماة دولية، بيزنس بارك، ملاهى ترفيهية وفنادق بالإضافة إلى تدشين مخازن استراتيجية لقرية البضائع لتصبح مصر مركز إقليمى للتجارة الدولية.
وتابع عزيز أنه فى حال تنفيذ المشروع ستقوم شركات الطيران العالمية مثل بوينج وإيرباص بنقل مكاتبها الإقليمية إلى مصر بدلاً من دبى نظراً لأن السوق المصرية تمتلك مميزات لا مثيل لها ومن بينها المناخ المعتدل، عدم ارتفاع تكاليف المعيشة فضلاً عن تمتعها بموقع استراتيجى هام بين الدول.
وطالب عزيز وزير الطيران المدني بتنفيذ المشروع وطرحه على المستثمرين والذى يتماشى مع رؤية رئيس الجمهورية المتعلقة بتشجيع القطاع الخاص، موضحاً أنه منذ عهد الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني الأسبق وهذا المشروع يتم الحديث عنه ولكن لم يدخل حيز التنفيذ.
وتهدف رؤية مصر 2030 فى الجزء الخاص بالطيران المدنى إلى العمل على تعزيز دور ومشاركة القطاع الخاص حتى يؤدى دوراً فعالاً فى الاستثمار والمشاركة فى مشروعات القطاع.
مشروع الإيربورت سيتي يعد من أهم المشروعات
يشار إلى أن مشروع الإيربورت سيتي يعد من أهم المشروعات التى أعلنت وزارة الطيران عنها خلال الأعوام الماضية، حيث يقع المشروع على مساحة 10 ملايين متر حول مطار القاهرة، وكان متوقع أن يجذب 80 مليار جنيه استثمارات.
وتحتوى المنطقة الاستثمارية حول المطار على العديد من المشروعات والأنشطة السياحية والتجارية والترفيهية والخدمية واللوجستية والشحن الجوى، كما أعلن فى السابق أنه سيتم تقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين المصريين والعرب والأجانب وتشجيعهم على الاستثمار فى المشروعات الجديدة بالمنطقة الاستثمارية حول المطار.
ولفت عزيز إلى أنه يمكن الاستثمار أيضاً فى إنشاء شركات على غرار شركة DHL الدولية من خلال عقد شراكة مع البريد المصري.
وأضاف أن هناك فرصا أخرى تكمن فى استقطاب شركات محركات الطائرات لعمل أجزاء من مكونات الطائرة والمحركات فى مصر، بالإضافة إلى تدشين ورشة تعمير المحركات.