قال خبراء ومدراء شركات في مجال الطاقة الجديدة، إن منطقة الشرق الأوسط نشأت كوجهة رئيسية لشركات الطاقة الجديدة الصينية التي تتوسع في الخارج، ما يوفر فرصا تنموية واسعة على الرغم من التحديات التجارية العالمية المتزايدة، بحسب وكالة شينخوا.
وقال لي جينغ شريك استراتيجية الصفقات وعمليات الدمج والاستحواذ في شركة “كي بي إم جي” في الصين، إن منطقة الشرق الأوسط تقدم مزايا كبيرة نظرا لوفرة موارد الرياح والطاقة الشمسية فيها، بينما يتمتع المستهلكون الأثرياء والمؤسسات الكبيرة في المنطقة أيضا بقدرة شرائية قوية، ما يضمن إيرادات مستقرة للشركات الصينية الساعية للتوسع في الخارج.
وأضاف لي أنه بالمقارنة مع مشاريع البنية التحتية طويلة الأجل وكثيفة رأس المال، تتميز مشاريع توليد الطاقة المتجددة بدورات أقصر ونماذج أرباح أوضح، ما يفتح المجال أمام الشركات الصينية التي تتوسع في الخارج للاستفادة من مزاياها التكنولوجية وخبرتها التجارية لاغتنام فرص السوق ذات الصلة بسرعة.
وفي السياق ذاته، ذكر تقرير أصدرته الشركة المذكورة مؤخرا حول التوسع الدولي لشركات الطاقة الجديدة، أن منطقة الشرق الأوسط تحظى ما بين 22% إلى 26% من إجمالي الطاقة الشمسية على الأرض، وتزخر بإمكانات شمسية تعادل الطاقة الناتجة عن نحو مليون إلى مليوني برميل من النفط سنويا لكل كيلومتر مربع، ما يُمكّن من تلبية 50% على الأقل من الطلب العالمي على الطاقة.
وفي سياق متصل، قال تساي تشونغ تشيوان الشريك الإداري للطاقة والموارد الطبيعية للصين ومنطقة آسيا-المحيط الهادئ في شركة “كي بي إم جي” إنه في مواجهة التعريفات الجمركية المتزايدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى الحد من المزايا الصينية في سلسلة إمدادات الطاقة الشمسية العالمية، اضطر المصنعون الصينيون إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهم الخارجية.
وأضاف تساي أن السوق الخارجية أصبحت جزءا حاسما في التخطيط الاستراتيجي لشركات الطاقة الجديدة الصينية، وخاصة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين وطاقة الهيدروجين، كما باتت منطقة الشرق الأوسط التي يُنظر إليها على أنها ملاذ آمن محتمل، سوقا جاذبا للتوسع.
وبدورها، أعلنت شركتا “جينكو” للطاقة الشمسية و”تي سي إل تشونغهوان”، وهما من أكبر منتجي وحدات الطاقة الشمسية ورقائق السيليكون في العالم، أعلنتا في شهر يوليو الماضي عن مشاريع مشتركة مع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، باستثمارات تجاوزت 3 مليارات دولار أمريكي، فيما كشفت شركة “جي سي إل” للتكنولوجيا وشركة “ترينا سولار” عن خطط لتنفيذ مشاريع في الشرق الأوسط.