الشركة الشرقية للدخان «» رغم أنها تأسست منذ مائة عام لكنها ما زالت تحتفظ بنموذج اقتصادى وتشغيلى فريد من نوعه، فهى تحتكر صناعة السجائر بالسوق المحلية، وإن كانت قاب قوسين أو أدنى من فقدان هذا الوضع، حال نجاح الحكومة فى اجتذاب مستثمرين لرخصة تصنيع السجائر التقليدية والإلكترونية .
والشركة هى أكبر مورد ضرائب للخزانة العامة للدولة، فحوالى %70 من قيمة مبيعاتها رسومًا سيادية، لكنها لا تقوم بإجراء أى حملات تسويقية لتشجيع المستهلكين على شراء منتجاتها بموجب أحكام القانون، والحفاظ على الصحة العامة للمواطنين.
برنامج CEO Level الذى يقدمه الكاتب الصحفى، حازم شريف رئيس تحرير جريدة «المال» استضاف هانى أمان العضو المنتدب، الرئيس التنفيذى للشرقية للدخان، وتم إذاعة اللقاء كاملًا عبر قناة «المال تى فى» الخميس الماضى.
وعلى مدار نحو 60 دقيقة، أجاب العضو المنتدب للشرقية للدخان عن تجربته منذ توليه منصبه فى 2018 وعن كل التساؤلات المتعلقة بهذا النموذج الفريد، ومن بينها كيف لشركة تحتكر سلعة مثل السجائر لا تحقق قفزات عالية فى ربحيتها؟ وهل هذا يلبى رغبات المساهمين؟ وكيف ستتعامل مع الوافد الجديد لسوق الدخان فى حال نجاح رخصة السجائر الجديدة؟ ولماذا لا تتوسع فى عمليات التصدير؟ وما الفرص المتاحة؟
هانى أمان أكد أن شركته رغم الظروف الاستثنائية التى فرضها فيروس كورونا، لكنها على موعد من تحقيق ربحية تاريخية بعد أسبوعين من الآن؛ حيث تتوقع نموًا بنسبة %25 بنهاية العام الماضى الحالى، رغم تحملها أعباء إضافية تقدر بحوالى مليار جنيه.
هانى أمان -الذى لا يدخن- أجاب أيضًا عن آليات استغلال أصول تقدر قيمتها بنحو 4 مليارات جنيه فى مناطق مميزة بالجيزة والإسكندرية.
وإلى نص الحوار…
● حازم شريف: «الشرقية للدخان» من الشركات التى لها وضع خاص فى السوق، فهى المنتج الوحيد للسجائر، لكنها ممنوعة من الإعلان عن منتجاتها، ويفرض عليها رسوم ثابتة تحصل عليها الدولة.. كيف تعاملت مع هذا النموذح الغريب، وماذا فكرت عندما تولت إدارتها منذ عامين؟
– هانى أمان: بالفعل الشركة متفردة باعتبارها المنتج الوحيد للسجائر فى مصر، وحتى ما يتم تصنيعه بمعرفة الشركات الأجنبية يتم داخل أسوارها (عبر آلية التصنيع للغير).
الشرقية للدخان تعمل منذ 1920، أى أكثر من 100 عام، وتعتبر وجهة قوية ومشرفة للصناعة الوطنية، وتمكنت من أن تكون ضمن قائمة فوربس لأقوى 100 شركة فى الشرق الأوسط للعام الثالث على التوالى، لما لديها من قدرات عالية على مستوى المبيعات وصافى الأصول والقيمة السوقية.
«الشرقية للدخان» لها تجربة مهمة ومميزة، وهى التحول لشركة خاصة تعمل تحت مظلة قانون الاستثمار بدلًا من قانون قطاع الأعمال العام، ورغم أنها واجهت اعتراضات من العاملين تخوفًا من التصفية أو التسريح، ولكن التطبيق الفعلى أثبت عكس ذلك، وتم الحفاظ عليهم دون مساس بعامل واحد.
وأشير هنا إلى أن التحول لشركة خاصة شكَّل تغيرًا جذريًا فى مسيرة «الشرقية للدخان»، فمجلس الإدارة أصبح يعبر عن المساهمين وحصصهم فى هيكل الملكية، بعد أن كان نصفه معينًا، والنصف الثانى من العمال.
كما أشير هنا أيضًا إلى أن مجلس الإدارة الحالى يعتبر واحدًا من أقوى مجالس الإدارات بالسوق، ويأتى على رأسه تامر جاد الله، الرئيس السابق لشركة اتصالات «WE»، وهو رئيس تنفيذى لإحدى الشركات العالمية العاملة فى نظم المعلومات فى الوقت الحالى، إلى جانب مجموعة مميزة من الكوادر.
وتمكن مجلس الإدارة منذ تشكيله وتعيينى عضوًا منتدبًا من تحقيق طفرات غير مسبقة فى مؤشراتها المالية؛ حيث ارتفعت نتائج الأعمال بقيمة تتراوح ما بين 1.5 إلى 2 مليار جنيه.
وكل ذلك يؤكد أنه مع وجود إدارة جيدة يمكن تحقيق أرقام مختلفة، رغم ثبات نفس عوامل الإنتاج كأصول وعمال وإمكانيات.
مجلس الإدارة لم يُجرِ أى تحريك لأسعار السجائر منذ يوليو 2019، وخلال تلك الفترة تحملت أعباء إضافية وصلت إلى مليار جنيه، منها 300 مليون جنيه من زيادة الجمارك، و200 مليون فى رسوم الطرق والمواصلات، ونحو 250 مليونًا زيادة فى رسم الطابع الذى يتم وضعه على السجائر وأكثر من 200 مليون فى الأجور.
الإدارة الحالية استطاعت امتصاص زيادة فى المصروفات بقيمة مليار جنيه
فنحن لم نقم فقط بامتصاص الزيادة فى المصاريف، بل استطاعتنا تحقيق زيادة فى الأرباح بقيمة مليار جنيه، وحققنا للمرة الأولى زيادة فى المبيعات لم يكن يتوقعها أحد.
كل هذه المؤشرات تؤكد أن «الشرقية للدخان» متماسكة، وما زال لديها فرص عظيمة للنمو.
● حازم شريف: حديثك السابق يُمثل شرحًا وافيًا لطبيعة الشركة، ولكن فى الحقيقة لدى العديد من التساؤلات.. ولو افترضنا أن مستثمرًا شابًا اطلع على أرباح الشركة فوجدها 4.2 مليار جنيه فى 2018 بزيادة %42 على 2017، ثم تراجعت إلى 3.7 مليار جنيه فى 2019، ثم حققت زيادة %2 فقط فى 2020.. سيسأل: لماذا لا تحقق هذه الشركة بوضعها الخاص فى السوق طفرات فى الربحية؟
– هانى أمان: لا بد أن نوضح أمرًا مهمًا فى تلك المؤشرات.. فالأرقام صحيحة، لكنها لا تعبر عن تراجع حقيقى، لأن عام 2019 شهد توزيع سيولة تتراوح قيمتها ما بين 7 و8 مليارات جنيه على المساهمين (كانت مخصصة لإقامة مجمع صناعى فى الإسكندرية، وتم التراجع عن تلك الفكرة).
وتلك السيولة حققت عوائد ربحية تصل إلى 650 مليون جنيه فى 2018، وبالتالى مع افتراض عدم وجود تلك الأموال نجد أن أرباح 2019 أعلى من المحققة فى 2018 بأكثر من 100 مليون جنيه، وهو أمر من الضرورى وضعه فى الاعتبار .
● حازم شريف: كل هذا أصبح مفهومًا، ولكن المستثمر الشاب قد يرى شركات أخرى تحقق قفزات كبيرة، فى حين «الشرقية للدخان» بوضعها الفريد أرقامها لا تعبر عن ذلك.. سيظل يتساءل: لماذا لا تُحقق الشركة نموا كبيرا، وسيتساءل أيضًا كيف امتصت الزيادة فى المصروفات (الناتجة عن رسوم) رغم قيمتها العالية؟
– هانى أمان: كما وضحت من قبل، التراجع فى 2019 الناتج عن توزيع سيولة قميتها 8 مليارات جنيه كان يتم استثمارها، أما 2020 فهو العام الذى شهد ظهور فيروس كورونا، وكان من المنتظر حدوث انهيار، وليس نقصًا فى الأرباح، فى ظل تراجع المبيعات والإنتاج نتيجة حالة الإغلاق العام، وخفض قوة العمالة بالشركة، فالعامل الذى ترتفع درجة حرارة جسمه كان يتم عزله صحيًا بالمنزل.
ويضاف إلى كل ما سبق، المصاريف الإضافية التى تم تحملها فى التطهير والعلاج، والتى شكلت أرقامًا كبيرة، وبالرغم من ذلك تمكنت الشركة من تحقيق نمو فى الأرباح بقيم تتراوح ما بين 100 و200 مليون جنيه، رغم تراجع المبيعات %5.. فلنا أن نتخيل ماذا كان سيحدث لو صارت الأمور بشكل طبيعي؟
● حازم شريف: قبل الانتقال للإجابة عن الجزء الثانى المتعلق بآليات امتصاص الزيادة فى المصروفات.. ما نسب مساهمة السجائر والمعسل والسيجار فى إيرادات الشرقية للدخان؟
– هانى أمان: %90 من الإيرادات تأتى من مبيعات السجائر (كليوباترا فى الأساس) و7 و%8 من المعسل (انهارت بعد ظهور فيروس كورونا نتيجة منع الشيشة فى الكافيهات والمقاهي)، ونحو %3 من السيجار.
● حازم شريف: نعود للجزء الثانى، كيف تمكنت الشركة من امتصاص الزيادة فى المصروفات وتحقيق زيادة فى الأرباح؟
– هانى أمان: تحقيق تلك المعادلة تم من خلال 3 محاور، أولها: رفع الطاقة الإنتاجية للماكينات المستخدمة بنسبة %20، والعمل بطاقة التشغيل القصوى بالتزامن مع إجراء الصيانة الوقائية والعلاجية، وتوفير قطع غيار مناسبة لمنع توقف المعدات، وتقليل الهدر الناتج عن عدم التشغيل، وبالتالى تم تخفيض التكاليف وزيادة الأنتاج .
المحور الثانى تمثل فى زيادة المبيعات، وتغطية مناطق جغرافية جديدة كانت محرومة من سجائر الشرقية للدخان نظرًا لضعف الإنتاج.
المحور الثالث كان الاهتمام بجودة المنتج والحفاظ عليه، ما مكَّن الشركة من اجتذاب عملاء جدد من مستهلكى السجائر المتوسطة والعليا التى تنتجها الشركات الأجنبية؛ حيث وجدوا غايتهم فى سجائر الشرقية، مع تراجع الأحوال المعيشية التى صاحبت فيروس كورونا.
● حازم شريف: تحدثنا فى الجزء السابق عن استدامة الربحية، ننتقل للجزء الثانى وهو كيف يفكر مجلس الإدارة، وكرئيس تنفيذى، فى تلبية طمع المساهمين فى تحقيق قفزات فى الربحية الفترة المقبلة، سواء من خلال استخدام المنتج الرئيسى وهو السجائر أو المنتج الجديد (السيجار) وآليات التعامل مع الأصول غير المستغلة؟
– هانى أمان: فى الحقيقة «الشرقية للدخان» شركة كبيرة تمتلك فرص نمو عالية الفترة المقبلة، وأشير هنا إلى أنها وصلت خلال أبريل الماضى للمستهدفات الربحية التى تم وضعها للعام المالى الحالى بالكامل، بل وتتوقع تحقيق نمو فى صافى الأرباح بنسبة تصل إلى %25 بنهاية الشهر الحالى، وكل ذلك تحقق دون زيادة الأسعار، ولم نقم بأى حملات تسويقية كما ذكرت من قبل، فنحن ممنوعون من إجراء أى عروض للتسويق أو أى خصومات، وهى أمور طبيعية فى أى سلعة.
● حازم شريف: نتوقف هنا، لماذا لا تقوم الشركة بعروض تسويقية، فهذا الأمر يؤخد عليكم، ومن حق المساهمين انتقاده؟
– هانى أمان: قوة منتجنا ووجوده واسمه عالية جدًا، وما دام تم توفير منتج سنضمن طلبًا مستمرًا، كما أن الحفاظ على سعره المنخفض دون زيادة يعتبر الأداة التسويقية التى نقوم بها، أو الخصم الذى يحصل عليه العميل.
التهريب يجعل مهمة التصدير مستحيلة.. وسننافس بالمعسل المطعم بالفواكه
● حازم شريف: التحسن فى الأعمال كان ناتجًا عن كفاءة التوزيع والإنتاج، والاستفادة من التأثيرات السلبية لكورونا، «فاللى كان بيشترى أجنبى رجع للشعبى».. فماذا عن التصدير؟ وما الفرص المتاحة؟
– هانى أمان: ملف التصدير بالنسبة للسجائر من الأمور الصعبة جدًّا، بسبب ظاهرة التهريب والبيع بطرق غير رسمية دون سداد الضرائب والجمارك التى تُشكل ما بين 70 إلى %75 من سعر العلبة، فالمنتج المهرب يستطيع أن يوجد بسعر قليل جدًا، ومكسب مرتفع يتراوح ما بين 10 إلى 12 جنيهًا فى العلبة الواحدة .
وباعتبار «الشرقية للدخان» شركة وطنية لا يمكنها التواجد إلا بشكل رسمى وشرعى، فهى ذراع الدولة فى التنمية، وأكبر مورد للضرائب، وتنافس قناة السويس على الصدارة.
هذا بالنسبة للسجائر، ولكن هناك فرصًا بالنسبة للمعسل، وتحديدًا بطعم النكهات والفواكه، ومن المرتقب طرح منتج جيد فى الأسواق المحلية والخارجية قبل نهاية العام الحالى، ونأمل أن ينال حصة جيدة فى الأسواق، وأن يكون ذراعًا جديدة للشركة.
● حازم شريف: هل هناك أى زيادة سعرية فى السجائر قريبًا؟
– هانى أمان: سيتم تطبيق زيادة على أسعار السجائر ومنتجات الأدخنة اعتبارًا من يوليو المقبل، بنحو 50 قرشًا، مقسمة إلى 25 قرشًا للتأمين الصحى و25 قرشًا لضريبة القيمة المضافة.
والزيادة المقررة تأتى تفعيلًا لقانون التأمين الصحى الشامل منذ 2018، والذى ينص على تحصيل 75 قرشًا من قيمة كل علبة سجائر مبيعة بالسوق المصرية، سواء محلية أو مستوردة، إضافة إلى المعسلات، على أن تتم زيادة تلك القيمة كل 3 سنوات بقيمة 25 قرشًا أخرى حتى تصل إلى 150 قرشًا.
● حازم شريف: الأمر جيد بالنسبة للدولة أن تحصل على عوائد، ولكن بالنسبة لحاملى الأسهم، أعتقد أنهم غير سعداء، فهم يرغبون فى تحقيق أكبر عائد، وقد يكون رفع الأسعار وسيلة جيدة للوصول لهدفهم؟
– هانى أمان: منذ بداية تعيينى فى الشركة أكتوبر 2018، كان السؤال الشهير الذى كان يشغل المساهمين «متى سيتم رفع الأسعار؟»، وفى الحقيقة كان لنا رأى مختلف تمامًا.
منذ اللحظة الأولى نقاوم رفع الأسعار.. وتمكننا من تحقيق أرباح تاريخية
فنحن نعمل بنظرية «تحقيق نفس العوائد التى كانت ستحققها الزيادة السعرية دون رفع الأسعار»، وذلك بتحسين كفاءة التشغيل وزيادة الطاقة الإنتاجية والانتشار فى أماكن جديدة واتباع طرق جديدة لاستثمار الأموال.
وبالفعل، تمكنت من إثبات صحة أسلوبنا فى الإدارة، وحققت «الشرقية للدخان» أرباحًا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى تعادل المحققة طوال العام الماضى، بخلاف الزيادة المنتظرة بنهاية العام الحالى.
رخصة السجائر الجديدة لن تؤثر على أعمالنا.. وتستهدف شرائح غير الشعبية
● حازم شريف: كيف ستستمر الشركة فى المناورة وتحقيق أرباح دون رفع أسعارها، فى ظل وضع جديد للسوق لن تكون فيها المنتج الوحيد بعد الإعلان عن طرح رخصة جديدة لتصنيع السجائر التقليدية والإلكترونية؟
– هانى أمان: الشركة مستعدة بشكل جيد لرخصة السجائر الجديدة، سواء التقليدية أو الإلكترونية، بل إن مجلس الإدارة شكَّل منذ عامين لجنة للمخاطر للتعامل مع أى تغييرات محتملة، وكان من بينها تلك الرخصة، وتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة عن طريق رفع كفاءة المنتج وطرحه بأسعار مناسبة والتواجد فى جميع المناطق، إضافة إلى خلق أذرع ومنتجات جديدة مثل المعسل بنكهة الفواكه والسجائر الإلكترونية التى ستحمل اسم «الشرقية للدخان» للمرة الأولى.
وأضيف هنا أيضًا أن الرخصة الجديدة مطروحة لإنتاج السجائر ذات فئات سعرية متوسطة وعالية، وليس الشعبية التى تُمثل الغالبية العظمى من مبيعات «الشرقية للدخان»، وبالتالى سنظل أقوياء ومحافظين على نفس مركزنا ومناطقنا داخل السوق.
● حازم شريف: الدولة عدلت اشتراطات الرخصة، ولكنها ما زالت متمسكة بمساهمة الشرقية للدخان بنسبة %24 من رأسمالها دون مقابل.. كيف سيتمكن المستثمر الفائز من المنافسة والتعامل مع هذا الوضع؟
– هانى أمان: فى الحقيقة «الشرقية للدخان» لم تكن طرفًا فى تجهيزات وضع اشتراطات الرخصة الجديدة، ولكن الدولة تسهم بنسبة %50 من أسهمها من خلال «القابضة للصناعات الكيماوية» التابعة لقطاع الأعمال العام، وبالتالى يهمها المحافظة عليها كقلعة صناعية تقدم سلعة استرايتجية للمستهلك.
● حازم شريف: إذا تقمصنا وجهة نظر المستثمرين بالفعل؛ أنتم شركة استراتجية ولكن الاستراتيجى من المفترض ألا ينافس كيف سيتعامل الفائز الذى يسعى لتحقيق أكبر ربح ممكن؟
– هانى أمان: الشرقية للدخان تعمل فى الشريحة الثالثة (الشعبية)، فى حين أن الرخصة الجديدة ستركز على الشريحتين الثانية والثالثة، سواء كانت فى السجائر التقليدية أو الإلكترونية، وبالتالى لن يكون هناك أى مجال للتنافس أو التعارض.
ومنذ عدة أيام، عدلت هيئة التنمية الصناعية شروط مزايدة السجائر الجديدة، استجابة للشركات العالمية، حيث تم خفض الحد الأدنى المطلوب للإنتاج إلى مليار سيجارة، بدلًا من 15 مليارًا سنويًا كما تم التخلى عن شرط أن يزيد سعر السجائر المنتجة بواقع %50 على السجائر الشعبية التى تنتجها الشرقية للدخان، مع السماح للمستثمرين الجدد بإنتاج السجائر المتوسطة وليس الشعبية دون التقيد بسعر محدد.
ولكن تم الإبقاء على شرط حصول «الشرقية للدخان» على %24 من قيمة الرخصة دون مقابل، والهدف منه تعويضها عن أى تراجع محتمل نتيجة انسحاب بعض الشركات الأجنبية التى تصنع لديها.
وتستحوذ «الشرقية للدخان» على حصة تصل إلى %70 من إنتاج السجائر فى السوق المحلية، وبلغت أرباحها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى نحو 3.8 مليار جنيه، ما يعادل المحقق خلال العام الماضى.
● حازم شريف: ننتقل إلى الجزء الثالث والأخير من الحوار، وهو عن آليات التعامل مع الأصول غير المستغلة؛ حيث تمتلك مقرًا فى مكان استراتيجى بمحافظة الجيزة، ولديها أراضٍ فى الإسكندرية، وكانت هناك محاولات كثيرة لاستغلالها، ولكن لم تتم .. والسؤال هنا: ما مدى جدية الشرقية للدخان فى التعامل مع هذا الملف؟
– هانى أمان: فى الحقيقة نحن نتعامل بجدية شديدة مع هذا الملف، ونمتلك قطع أراضٍ مميزة جدًا وقوية وكبيرة، ولكن المشكلة حاليًا أن تلك الأراضى لها قيمة سوقية عالية جدًا.
واسمح لى أن أضرب مثالًا فى هذا الأمر، لو أنك تمتلك سيارة كورى أو ألمانى مثلًا، الأولى سيأتى لها 20 عرضًا للشراء، والثانية 5 طلبات، لأن سعر الأولى أقل، فماذا لو أن لديك سيارة رولز رويس من الممكن أن يأتى واحد فقط كل فترة يستطيع سداد ثمنها.. فجميع أصولنا رولز رويس، وبالتالى نحتاج إلى طبيعة خاصة من المطورين لديهم قدرات مالية عالية.
وأشير هنا إلى أنه يوجد لجنة للاستثمار بالشركة تفتح الباب لجميع الخيارات أمام استغلال تلك الأصول، سواء بالإيجار أو المشاركة أو البيع، أو لأى فكرة جيدة قابلة للتنفيذ، ونحن على اتصال مستمر بمطورين كبار بالسوق المحلية، ومن الخارج لبحث التعاون فى تلك الأصول.
وأضيف هنا أنه لا يمكننا إنكار تأثير كورونا على خطة استغلال الأصول وتعطيل التوقيع على بعضها، رغم الاتفاق على كل التفاصيل.
● حازم شريف: ما حجم تلك الأصول؟
– هانى أمان: تتراوح ما بين 3 إلى 4 مليارات جنيه (قابلة للزيادة أو النقصان) وفقًا لآخر تقييم، وهى فى منطقة الزمر والجيزة والإسكندرية ومخازن المانسترلى.
● حازم شريف: هل يوجد موعد محدد للتحرك فى هذا الملف؟
– هانى أمان: نحن نطرق الأبواب، واعتبارًا من يوليو المقبل ستكون هناك تحركات مكثفة.
● حازم شريف: هل يمكن أن تكون هناك أشكال آليات وأساليب جديدة للتعامل مع تلك الأصول من خلال تكليف مكتب بإجراء عمليات التسويق أو تكرار تجربة وزارة قطاع الأعمال العام فى مبادلة أراضٍ مع هيئة المجتمعات العمرانية بقيمة 10 مليارات جنيه، واستغلالها فى أعمال التطوير؟
– هانى أمان: فى الحقيقة نسير فى كل الطرق، ولدينا قائمة كبيرة للتسويق، وإن كانت هيئة المجتمعات العمرانية لم تكن ضمنها.