حالة فنية جديدة يعيشها مطربو الأجيال القديمة على الساحة الغنائية، سواء جيل فترة السبيعينيات أمثال هاني شاكر ومحمد ثروت أو جيل التسعينيات أمثال حميد الشاعري وهشام عباس وإيهاب توفيق ومصطفى قمر، وذلك بعد أن قرروا تغيير جلدهم الفني بتقديم أغنيات بلوك جديد من حيث الشكل والمضمون للجمهور، بعد أن انجذب السنتين الأخيرتين لسماع أغاني المهرجانات فقط وأصبحت هذه النوعية مهيمنة على السوق الغنائي بقوة.
فقام محمد ثروت بعد سنوات طويلة بتغيير جلده الفني وقدم أغنية بعنوان “يا مستعجل فراقي” كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا وتعاون فيها مع جيل الشباب من الملحنين مثل محمد رحيم، وأعادت الأغنية ثروت للأضواء بعد غيابه عنها لسنوات.
كما استطاع هاني شاكر أحد أهم رموز الأغنية المصرية، تجديد فنه وموسيقاه بتقديم أغنية دوتيو مع المطرب أحمد سعد الفترة الماضية “يا بخته” حققت مشاهدات جيدة، وتصدرت التريند منذ الإعلان عنها للجمهور، بالإضافة لتقديمه أغنية دوتيو أيضا مع كارول سماحة بلوك جديد إخراج بتول عرفة وإنتاج لايف ستايلز ستوديوز التي تتعاون مع أهم نجوم الغناء في الوطن العربي لأول مرة.
ثم ظهر شاكر اليومين الماضيين كذلك بلوك مختلف تماما عن الشكل الكلاسيكي الذي اعتاده الجمهور منه في مسيرته الفنية تمهيدا لطرح أغنية جديدة له يتعاون فيها للمرة الأولى مع الموزع الموسيقي المغربي جلال حمداوي والثنائي الناجح تامر حسين كشاعر وعزيز الشافعي كملحن للأغنية بعد نجاحاتهما مع الفنان عمرو دياب في ألبوماته الأخيرة، وكان شاكر يسعى بالفعل لتجديد روحه الفنية الأيام الحالية شكلا ومضمونا ومواكبة الأجيال الجديدة.
أيضا لا يمكن إغفال تجربة جيل التسعينيات المختلفة في أغنية زحمة الأيام مؤخرا، التي قدمها الموزع حميد الشاعري رائد هذا الجيل مع أهم رموزه إيهاب توفيق وهشام عباس ومصطفى قمر، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها أربعة مطربين في أغنية واحدة من نفس الجيل تقريبا منذ سنين طويلة، ونالت إعجاب الكثيرين وحققت مشاهدات جيدة.
عصام كاريكا: يجب أن يتم مواكبة ما يحدث في السوق الغنائي بتقديم شكل موسيقي جديد
قال الملحن عصام كاريكا أن سيطرة أغاني المهرجانات في السوق الغنائي خلال الأعوام الماضية، أدى لإعادة حسابات كثير من المطربين وتغير فكرهم الموسيقي الذي اعتادوا عليه السنين الماضية.
وأشار إلى أن هاني شاكر وثروت قررا تقديم أغنيات تشبه المهرجانات من حيث الإيقاعات الراقصة فقط للوصول لجمهور كبير وفئات مختلفة منه، مع الاحتفاظ برقي الكلمات والألحان وذلك شيئا مميزا.
وتابع قائلا إن تقديم حميد الشاعري لأغنية زحمة الأيام مع مطربي جيل التسعينات هشام وإيهاب ومصطفى كانت حالة فنية مميزة، حيث بدلا أن يعافر كل واحد فيهم بمفرده في هذا الوقت لتحقيق نجاحا كبيرا حينما يجتمعوا معا ويقدموا أغنية واحدة مثل زحمة الأيام يحققون بها نجاحا كبيرا لأن لكل مطرب فيهم جمهور فيتحد محبي كل مطرب معا ويتحقق النجاح، وذلك جيدا وهي بداية لعودة الموسيقى الشرقية الراقية مرة أخرى في السوق الغنائي بعد سنوات.
أكرم عادل: تواجدهم في السوق شيئا محمودا برغم أن أغنياتهم لم تحقق النجاح الكبير
وقال الموزع الموسيقي أكرم عادل أنه برغم تقديم هاني شاكر لأغنيات كل فترة إلا أنها لم تحقق النجاح الكبير الذي يتحقق لأغنيات المهرجانات مثلا وفرضت نفسها بقوة في السوق، فهو نجاح بسيط ليس أكثر وكذلك لأغنية محمد ثروت.
وأضاف أن أغنية جيل التسعينات برغم أنها حققت مشاهدات جيدة ، إلا أنه تم استغلال نجاح الإعلان الذي قدموه معا العام الماضي وتجميعهم في أغنية واحدة، لافتا إلى أنه في الإعلان كانت هناك شركة اتصالات تقيم دعاية مكثفة له فحقق مشاهدات كبيرة أما الأغنية أو مشروعهم الغنائي الخاص لم يحقق نفس نشبة المشاهدات لأنه لم توجد حجم الدعاية الكبيرة مثل الإعلان.
ولفت إلى أن تواجد هؤلاء المطربين مرة اخرى في السوق حتى لو كان نجاحا ليس كبيرا شيئا محمودا ، فيكفي ان لهم محبين منذ سنوات من أجيال مختلفة بالإضافة أن الأجيال الجديدة لم تكن تعرف هؤلاء المطربين وهذه الأغنيات سيتعرف من خلالها أجيال جديدة على هؤلاء النجوم مرة أخرى.
أحمد محيي: عودتهم بشكل جديد في السوق سيؤدي لانتعاشة في الغناء وتقليص المهرجانات
أكد الملحن أحمد محيي أن هذه الأجيال تربينا على أصواتها لكن لكن ينقصها بالفعل التطور والتغيير في الموسيقى والشكل منذ سنوات ، لافتا إلى أنه جاءت فترة في البلاد الموسيقى تاثرت كثيرا بوجود وسيطرة المهرجانات على السوق الغنائي واختفاء كبار المطربين مثل هاني شاكر وغيرهم .
وتابع قائلا عودتهم بصورة جديدة ومختلفة سيؤدي لانتعاشة حقيقية في الغناء، وعودة الموسيقى الراقية وانجذاب الجمهور لهم لأنهم يواكبوا الجيل الجديد الحالي مع الاحتفاظ برقي الكلمات والألحان مثلما اعتدنا منهم .
وأوضح محيي أن التغيير في هؤلاء المطربين سيؤدي لتقليص المهرجانات وعدم فرضها على الجمهور مثل السنين الاخيرة ، لان الفن الحقيقي سينافس بقوة مرة اخرى بعد اختفاؤه عن الجمهور .