أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثوابت الموقف المصري تجاه الأزمة في ليبيا منذ بدايتها بدعم وحدة المؤسسة العسكرية لاستعادة مقومات الشرعية والاستقرار والأمن في الأراضي الليبية، وللتصدي للميليشيات والتنظيمات المسلحة ومكافحة الأنشطة الإرهابية، بما يمهد الطريق نحو تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية والدستورية.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم النائب فولكر كاودر، عضو الكتلة البرلمانية للائتلاف المسيحي بالبرلمان الألماني “بوندستاج” والزعيم السابق للأغلبية البرلمانية، وذلك بحضور كلٍ من سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وشدد الرئيس على أهمية تقويض التدخلات الخارجية في ليبيا لمنع عمليات تهريب السلاح والعناصر الإرهابية إلى داخل الأراضي الليبية.
وبخلاف استعراض مجمل المستجدات على الساحة الليبية، أوضح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول كذلك التباحث حول آخر تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة، وسبل التعاون بين مصر وألمانيا للتعامل مع تلك الأوضاع للتصدي للتحديات المشتركة الناتجة عنها.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن “كاودر” تقدم بالتهنئة للرئيس علي نجاح عملية الاستفتاء الأخيرة على تعديل الدستور، والمشاركة العريضة من جموع الشعب المصري، وهو الأمر الذي يمهد لاستمرار مسيرة التنمية والبناء في مصر في مناخ من الاستقرار.
وأشاد بما لمسه، خلال زيارته لمسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، من قيم التسامح والتعايش بين الأديان على أرض مصر التي اتسعت دوماً لمختلف روافد الحضارة الإنسانية المتنوعة.
كما نقل “كاودر” للرئيس تحيات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، معرباً عن تثمين بلاده للعلاقات المتميزة بين البلدين وما تشهده من تطور إيجابي خلال السنوات الماضية وعلى عدة مستويات.
وأكد تقدير ألمانيا البالغ لدور مصر المركزي في منطقة الشرق الأوسط وما تبذله من جهود لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب دورها الهام في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.
وأكد البرلماني الألماني أيضاً حرص بلاده على مواصلة دفع علاقات التعاون الاقتصادي مع مصر، مشيداً ببرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري وما يوفره من آفاق استثمارية واسعة.
ونوه إلى أن تجربة مصر في الإصلاح باتت بمثابة نموذج نجاح تقدمه مصر لسائر دول المنطقة والقارة الأفريقية على طريق تعزيز جهود تحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس طلب نقل تحياته إلى المستشارة الألمانية “ميركل”.
وأكد الرئيس تقدير مصر للعلاقات المتينة بين البلدين، وتطلع مصر لمواصلة تعزيزها على كافة الأصعدة، ونقل الخبرة الألمانية إلى مصر في عدة مجالات، خاصةً قطاع التعليم الأساسي، بالإضافة إلى القطاع الاقتصادي من خلال تعظيم الاستثمارات الألمانية للاستفادة من فرص الاستثمار الضخمة المتوفرة حالياً في السوق المصري، وبما يتناسب كذلك مع وزن الاقتصاد الألماني دولياً، وكذا يعكس حجم التنوع والتشابك في العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين.