ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة اليوم السبت للشعب المصري، بمناسبة حلول ذكرى ثورة 23 يوليو، التي يحتفل بها المصريون كل عام.
وجاءت كلمة الرئيس السيسي كالتالي..
“أسست ثورة يوليو الجمهورية الأولى للدولة وغيرت وجه الحياة بشكل جذري، ليس فقط في مصر، بل في المنطقة بأسرها، وإنني علي يقين من قوة عزيمتنا سوياً فى الاستمرار بخطى ثابتة وواثقة فى الطريق الذى اخترناه جميعاً من أجل الانطلاق الى الجمهورية الجديدة، جمهورية التنمية والبناء والتطوير وتغيير الواقع، جمهورية تؤسس نسق فكرى واجتماعى وانساني شامل ، وبناء انسان ومجتمع متطور تسوده قيم انسانية رفيعة”.
بسم الله الرحمن الرحيم
شعب مصر العظيم،
تحل اليوم الذكرى السبعين لثورة يوليو المجيدة، التى مثلت تتويجاً لنضال طويل قاده الشعب المصرى دفاعاً عن حقه فى وطن مرفوع الرأس … فقد استطاعت تلك الثورة أن تؤسس الجمهورية الاولى لدولتنا ولتغير وجه الحياة بشكل جذري، ليس فقط فى مصر، بل في المنطقة بأسرها، وكانت لها إسهامات ملهمة فى الحركة العالمية لتصفية الاستعمار وترسيخ حق الشعوب في تقرير المصير، حيث تغيرت الخريطة الدولية، وارتفعت رايات الحرية والاستقلال فوق معظم الدول العربية والأفريقية.
شعب مصر العظيم،
سيظل تاريخ قواتكم المسلحة، كعهدكم بها، حافلاً بالبطولات والإنجازات الوطنية، ومن بين تلك البطولات ثورة يوليو المجيدة التى حملت القوات المسلحة لواءها عندما خرجت طلائعها ليلة الثالث والعشرين من يوليو منذ سبعين عاماً، لتلتف حولها وتساندها جموع وجماهير هذا الشعب، ولتعلن قيام الثورة التى ردت للوطن عزته وللمواطن كرامته، وليسطر التاريخ نموذجاً للعلاقة بين الشعب وجيشه اتسمت عبر عقود طويلة بالتلاحم والثقة العميقة المتبادلة… إنها علاقة فريدة من نوعها بين شعب أبياً عظيم، وجيش يمثل نموذجاً للمؤسسة الوطنية التي تدرك مهمتها وتؤديها على الوجه الأكمل ولا تحيد عنها.
فتحية تقدير واعتزاز خلال هذه الذكرى العطرة إلى هؤلاء الأبطال الذين تقدموا لقيادة الثورة وحملوا أرواحهم على أكفهم ليصنعوا لوطنهم فجراً جديداً، وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، والرئيس الراحل محمد نجيب.
شعب مصر العظيم،
إننا نصر وبإرادة صلبة لا تلين، على تحقيق الغايات الكبرى التي نضعها نصب أعيننا والأهداف العليا التي نحملها على عاتقنا، من أجل النهوض بوطننا الغالي وتغيير واقعه للأفضل، ولتبقى مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها من الأجيال الحالية والقادمة، أخذاً في الاعتبار متغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة… لأن مصر بموقعها الجغرافى ودورها الإقليمى والدولى، لا تستطيع أن تعزل نفسها عن تلك التحديات والمتغيرات التى تجتاح العالم وطالت تداعياتها الجميع … ولعلكم تتفقون معى أنه لا سبيل للتغلب على تلك التحديات سوى بالعمل الجاد والمستمر، مثلما واجهت مصر خلال السنوات الماضية تحدياتٍ متنوعة … ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية … فإنني أؤكد لكم أنه لولا جهود الدولة في مجال الإصلاح الاقتصادى التى تحملها الشعب … وكذلك المشروعات التنموية العملاقة على امتداد رقعة الدولة … لما كان من الممكن أبداً الصمود أمام تلك الأزمات العاتية التي تجتاح العالم منذ ثلاث سنوات …. ولقد باتت الإنجازات المتلاحقة التي تحققت في مصر على مدار السنوات الأخيرة، لاسيما في مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة والطاقة وتوطين الصناعة، شاهداً على قوة الإرادة المصرية للتقدم وبناء مستقبل أفضل وتكوين اقتصاد قومي قوى وراسخ.
شعب مصر العظيم،
إنني علي يقين من قوة عزيمتنا سوياً فى الاستمرار بخطى ثابتة وواثقة فى الطريق الذى اخترناه جميعاً من أجل الانطلاق الى الجمهورية الجديدة، جمهورية التنمية والبناء والتطوير وتغيير الواقع، جمهورية تؤسس نسق فكرى واجتماعى وانساني شامل ، وبناء إنسان ومجتمع متطور تسوده قيم انسانية رفيعة … ورغم تعاظم الظروف المعاكسة التى تسببت فيها العديد من الأحداث والتطورات الدولية غير المواتية… إلا أننا قادرون بإذن الله وبعزيمة أبناء هذا الوطن العظيم على تخطيها والتغلب عليها… وليكن احتفالنا اليوم بذكرى ثورة يوليو المجيدة، بمثابة قوة دفع متجددة للعمل والسهر على النهوض بوطننا العزيز، وتحقيق طموحات شعبه الكريم في حاضر ومستقبل مشرق يظلله الأمن والاستقرار، وتزدهر فيه التنمية.
وفي الختام أتوجه إليكم جميعاً مجدداً بالتحية والتهنئة بمناسبة عيد ثورة يوليو المجيدة، كل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية في أمان وتقدم.
تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.