أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بدور منتدى “الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء”، مشيرا إلى أنها تتمتع باستقلالية في عملها، ولا تخضع لتدخلات من داخل أو خارج القارة، الأمر الذي يؤكد العزيمة الصادقة لشعوب وقادة القارة بالدفع نحو عملية الإصلاح الذاتي وتعزيز قيم الديمقراطية.
جاء ذلك في بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة السفير بسام راضي.
الرئيس عبد الفتاح السيسي ، صباح اليوم السبت إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في القمة الإفريقية العادية الثالثة والثلاثين.
وتعقد القمة التاسع والعاشر من فبراير الجاري تحت شعار”إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا”.
السيسي ورؤساء 31 دولة، و4 رؤساء حكومات، و7 وزراء خارجية، و3 نواب رؤساء دول إفريقية بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن ورئيسي وزراء كندا والنرويج.
إلى نص كلمة الرئيس في افتتاح قمة منتدى الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء بأديس أبابا:
“أخي فخامة الرئيس إدريس ديبي، رئيس جمهورية تشاد الشقيقة ورئيس منتدى الدول والحكومات الأعضاء بالآلية الأفريقية لمراجعة النظراء؛
السادة رؤساء الدول والحكومات؛
السيد موسى فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي؛
السيد إبراهيم جمباري رئيس لجنة الشخصيات البارزة بالآلية الأفريقية لمراجعة النظراء؛
السيدات والسادة،
إنه ليسعدني ويشرفني أن أتواجد اليوم في هذا المحفل الجليل لمواصلة حلقة جديدة من عملنا الأفريقي المشترك نحو توطيد التزامنا بمبادئ الاتحاد الأفريقي ذات الصلة بالحوكمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن تطوير الأدوات المناسبة لتقييم أداء ودعم برامج الدول الأفريقية في هذا المجال، الأمر الذي يدعم بلا شك جهود تحقيق تطلعات شعوبنا ويعزز ثقتها في الخطوات التي نتخذها نحو مستقبل أفضل تنعم فيه شعوبنا بالسلام وعوائد التنمية المستدامة والرخاء والاستقرار.
كما أود في هذه المناسبة أن أشيد بالقيادة الحكيمة لأخي فخامة الرئيس/ إدريس ديبي لمنتدى الدول الأعضاء بالآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، والجهود التي بذلها فخامته في إطار دور المنتدى لتسهيل وتيسير تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين دولنا لتعزيز استقرار حالة الأمن والسلم وتحقيق التنمية من خلال ترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة في مختلف المجالات، وبهذه المناسبة يهمني أيضاً أن أنوه بدور أخي فخامة الرئيس “أوهورو كينياتا” رئيس جمهورية كينيا في إعادة تنشيط الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء.
السيدات والسادة،
لقد تأسست الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء على إرادة أفريقية خالصة تجسد مبدأنا الراسخ “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”، فهي تتمتع باستقلالية في عملها، ولا تخضع لتدخلات من داخل أو خارج القارة، الأمر الذي يؤكد العزيمة الصادقة لشعوب وقادة القارة بالدفع نحو عملية الإصلاح الذاتي وتعزيز قيم الديمقراطية، وسيادة القانون واحترام المواطن وحقوقه. كما تتعامل الآلية بكل جدية مع التحديات التي تواجه دولنا لتفسح المجال أمام قدرات أبناءها لتشييد مستقبل أفضل لأنفسهم يستند في الأساس على قدراتهم الذاتية، وذلك بمساندة الأصدقاء الذين يتطلعون للتعاون مع دول القارة على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة والتفهم الكامل لخصوصية مسيرة الدول الأفريقية نحو التقدم والرخاء.
وفي هذا الإطار، يأتي دمج الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء ضمن أجهزة الاتحاد الأفريقي بشكل مؤسسي انطلاقاً من إيماننا بأهمية تقوية دور الآلية ومساهمتها في تحقيق تطلعات شعوبنا في شتى المجالات، ولهذا فقد حرصنا على تسخير كافة السبل لضمان استفادة الدول الأعضاء مما تتيحه الآلية من مجال لتبادل الخبرات فيما بين الدول الأعضاء.
السيدات والسادة،
إن التزام الدول الأعضاء في الآلية بإتمام عمليات المراجعة، ما هو إلا دليل على صدق الجهود لتعميق عملية الإصلاح الشامل في القارة الأفريقية، وعلى حرصنا على الالتزام بتنفيذ ما تضمنته أجندتنا التنموية من أهداف والتي لن تتحقق إلا من خلال إرساء مبادئ الحوكمة الرشيدة التي تمثل عنصراً ضرورياً لبناء دولة وطنية قوية.
كما أن إتمام عمليات المراجعة الطوعية للدول الأعضاء في الآلية بما يتضمنه من إنجازات في مختلف مجالات التقييم ستشجع دون شك الدول الأخرى غير الأعضاء بالآلية للانضمام لها للاستفادة من هذه التجربة الأفريقية الناجحة على الصعيدين الوطني والقاري.
وأود الإشارة إلى أن اجتماعنا اليوم يمثل فرصة هامة للتذكير بما استطعنا تحقيقه، كما أنه يضع نصب أعيننا التحديات التي لا نزال نواجهها، الأمر الذي يتطلب تضافر جهودنا جميعاً من أجل تحقيق المصلحة الأفريقية المشتركة، وترسيخ ثقافة التعاون بين دول الجنوب، والاستفادة المتبادلة من خبرات الأشقاء سعياً للارتقاء بقارتنا ووضعها في المكانة التي تستحقها ونسعى إليها بين الأمم.
السيدات والسادة،
أنتهز هذه المناسبة لكي أجدد الدعوة لكافة الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي للانضمام للآلية الأفريقية لمراجعة النظراء والمساهمة فيها بفاعلية لتعميقها وإثرائها، ولفتح آفاق جديدة للاستفادة من خبراتنا المتراكمة على المستوى الوطني وتطبيقها على مستوى القارة، بما يسرع من تنفيذ أجندتنا التنموية 2063، وأهداف التنمية المستدامة 2030.
ولا يفوتني في نهاية كلمتي، تأكيد دعم مصر الكامل لعمل الآلية وسكرتاريتها، وثقتي في حرص الدول الأعضاء على مساندة عمل الآلية لتمكينها من إتمام الدور المنوط لها بما يحقق الرخاء والتنمية الشاملة.
كما أجدد شكري وتقديري لأخي فخامة الرئيس إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد الشقيقة على جهده الدؤوب لقيادة الآلية ولضمان أداء مهامها بكفاءة على مدار العامين الماضيين.
وفقنا الله لما فيه من خير لقارتنا الغالية، وشكراً على حسن استماعكم.