بدلاً من الملصقات، التي تعرض مجموعة واسعة من أنشطة الاحتفالات بالعام الجديد، علت لافتات إرشادية وتحذيرية من مخاطر تفشي مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) واجهات المقاهي والفنادق والمطاعم السياحية في جميع أنحاء شوارع وسط العاصمة الأردنية عمان.
اختفاء الاحتفالات بالعام الجديد
وتحث هذه اللافتات الزبائن على ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، حفاظا على الصحة والسلامة العامة، تنفيذا لتوجيهات حكومية للحد من تفشي مرض فيروس كورونا.
وأثناء التجوال في شوارع عمان، يلاحظ المرء أن المقاهي والمطاعم، التي كانت مزدحمة في يوم من الأيام مغلقة حاليا.
ومقابل هذا، قدمت بعض المطاعم والفنادق السياحية عروضا ترويجية بأسعار زهيدة، ولكن ضمن شروط الصحة والسلامة العامة والتباعد بين الزبائن، إذ أن الإقبال مازال ضعيفا جدا، خوفا من انتقال العدوى.
وبحلول نهاية عام 2020، أودت جائحة كورونا بأكثر من 3800 شخص في الأردن وألحقت الضرر باقتصاد المملكة، الأمر الذي حاصر والفندقة ليتراجع عند “أدنى مستوياته على الإطلاق”، ومازالت توقعات الانتعاش في هذا القطاع غير واضحة في العام المقبل.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الفنادق الأردنية عبد الحكيم الهندي، لوكالة أنباء ((شينخوا)): “إن عام 2020 بالتأكيد عام صعب للغاية.
ضربة كبيرة لقطاع السياحة
لقد تعرض قطاع السياحة والفندقة لضربة كبيرة بسبب جائحة فيروس كورونا … ويظهر إغلاق المقاهي والمطاعم والفنادق الأثر الكبير للانكماش الاقتصادي”.
وأضاف “الهندي” أنه “منذ تفشي الوباء انخفضت معدلات الإشغال في فنادق البحر الميت (55 كلم غرب عمان) إلى حوالي 10 % ومدينة البتراء ذات اللون الأحمر الوردي تقترب من الصفر”.
وتابع أن السفر الدولي انخفض بشكل كبير، كما تم حظر العديد من المرافق الترفيهية داخل الفنادق، مثل حمامات السباحة والمنتجعات الصحية لحماية صحة المواطن.
لكنه أثر على الأعمال بشكل كبير، مقدراً أن قطاع السياحة بأكمله سيعاني من خسائر هذا العام بما لا يقل عن 1.4 مليار دولار.
حجوزات منخفضة
وعلى الرغم من عطلة رأس السنة الجديدة، شهدت مناطق الجذب السياحي في البلاد، مثل البتراء والعقبة ووادي رم والبحر الميت، حجوزات فندقية منخفضة مع إلغاء الاحتفالات وتوافد عدد قليل من السياح.
وقال سمير حسون، وهو عامل في فندق بالعقبة إنه ليس لديهم حجز ليلة رأس السنة الجديدة، مقارنة بنسبة إشغال تتراوح بين 50 و60 % في نفس الفترة السابقة.
وتابع حسون :”هذا الوضع الصعب لم يحدث لنا فقط، ولكن حتى الفنادق ذات الخمس نجوم تعاني أيضًا، حيث اعتاد العديد من السياح الأجانب والأردنيين قضاء ليلة رأس السنة هنا بسبب طقسها المعتدل وأنشطة الترفيه المريحة، ولكن الناس تخشى الخروج من المنزل بسبب الوباء”.
من جانبه، قال معتز الشامي، وهو يعمل محاسب، لـ((شينخوا)) إنه يشعر بخيبة أمل لأنه لم يستطع قضاء ليلة رأس السنة مع عائلته وتناول العشاء في مطعم كما كان من قبل، لكنه وافق على أن “السلامة تأتي أولاً”.
وأضاف “لا يوجد شيء أكثر أهمية من الحفاظ على الصحة، ولا أطيق الانتظار حتى نهاية الوباء، وأتوقع الشفاء العاجل العام المقبل”.
وتفرض الحكومة الأردنية حظرا للتجول الليلي من العاشرة مساء حتى السادسة صباحا، وكذلك تفرض حظر تجول شامل أيام الجمعة.
دور حيوي للسياحة في الاقتصاد
وتلعب السياحة والصناعة ذات الصلة دورًا حيويًا في الاقتصاد الأردني.
و ساهمت بنحو 20 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019 بنحو 8.8 مليار دولار، حيث زار الأردن 5.36 مليون سائح في عام 2019، ويعمل بهذا القطاع أكثر من 50 ألف شخص، وفقًا للأرقام الرسمية.
وقال الخبير الاقتصادي الأردني وجدي مخامرة، إن قطاع السياحة والفندقة شهد انتكاسات اقتصادية كبيرة ناجمة عن الوباء.
وأضاف أن “العديد من المنشآت أغلقت وخرجت من السوق وفقد الموظفون وظائفهم، وبالتالي علينا أن نصل إلى توازن بين كبح انتشار الفيروس والتعافي الاقتصادي”.
بموازاة ذلك، كشف وزير التنمية الاجتماعية أيمن المفلح، الثلاثاء عن تأثر دخل 250 ألف أسرة أردنية بشكل مباشر بالوباء وعدم تمكنهم من تغطية تكاليف المعيشة الأساسية.
نقلا عن وكالة أنباء شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”