السعودية تستضيف معرض التحول الصناعي العالمي "هانوفر ميسي 2025"

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز دورها المحوري في مسيرة التنمية الصناعية العالمية

السعودية تستضيف معرض التحول الصناعي العالمي "هانوفر ميسي 2025"
مصطفى طلعت

مصطفى طلعت

11:54 ص, الخميس, 3 أبريل 25

وقعت  وزارة الصناعة والثروة المعدنية اتفاقية ثلاثية مع كل من شركة دويتشي ميسي وشركة معارض الرياض لإطلاق معرض التحول الصناعي “هانوفر ميسي 2050” في المملكة العربية السعودية. وقد تم الإعلان عن هذا الحدث التاريخي بالتزامن مع فعاليات مؤتمر التعدين الدولي 2025 الذي أقيم في الرياض يناير الماضي، حيث سيشكل هذا المعرض جزءًا لا يتجزأ من سلسلة معارض هانوفر ميسي العالمية المرموقة، ومن المزمع إقامته في ديسمبر 2025.

تأتي هذه المبادرة في إطار تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، الخطة الطموحة التي تتبناها المملكة لتنويع اقتصادها، وتتطلع من خلالها إلى تحقيق مكانة رائدة على الصعيد العالمي في مجال التحول الصناعي. وسيكون هذا المعرض بمثابة منصة حيوية تجمع المصنعين العالميين، ومبتكري التقنية، وقادة الصناعة، لتقديم أحدث ابتكاراتهم في مجالات الأتمتة الصناعية، والتصنيع الذكي، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

نجحت المملكة في ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية صاعدة في مجالات النمو الصناعي والابتكار التقني. وتأتي استضافة معرض التحول الصناعي ليؤكد التزام المملكة الراسخ بتحديث قطاعها الصناعي، وتعزيز موقعها كمركز عالمي متقدم للتصنيع.

وبصفتها الدولة المستضيفة، تسعى المملكة إلى استثمار موقعها الاستراتيجي، وقدراتها البشرية، وسياساتها الصناعية المدعومة حكوميًا، لجذب كبرى الشركات العالمية المصنعة ومزودي التقنية. ولن تقتصر فوائد هذه المبادرة على تعزيز القدرات الإنتاجية المحلية، بل ستساهم أيضًا في رفع مستوى القدرة التنافسية للمملكة في المشهد الصناعي العالمي.

ومن خلال التعاون مع معرض هانوفر ميسي، المعرض الصناعي الأكبر والأكثر تأثيرًا على مستوى العالم، تعزز المملكة روابطها مع الاقتصادات الرائدة ورواد الصناعة. وقد شكل معرض هانوفر ميسي، الذي يستقطب أكثر من 200 ألف زائر و7000 عارض سنويًا، قوة دافعة في مجال التحول الصناعي منذ عام 1947. ومن المتوقع أن يحقق الحدث الذي سيقام في ديسمبر المقبل نفس النجاح، وأن يوفر بوابة عالمية للشركات لاستكشاف الفرص الواعدة في المملكة.

شهدت المملكة في السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في العديد من القطاعات، بما في ذلك حلول التصنيع، والأتمتة الصناعية، والمصانع الذكية، وحلول الطاقة المتجددة. ويتم دفع عجلة التحول الصناعي في المملكة من خلال التطورات الهامة التي تشهدها هذه المجالات، بدعم من الحوافز الحكومية، والسياسات الاستراتيجية، والبيئة التنظيمية المشجعة للأعمال. وسيتيح هذا المعرض للشركات المحلية والعالمية عرض أحدث ابتكاراتها، وتسهيل تبادل الخبرات، وتسريع وتيرة اعتماد حلول التصنيع الذكية في المنطقة.

تواصل المملكة جهودها في تهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات الصناعية، من خلال تقديم حزمة من الحوافز المالية، والمزايا الضريبية، والدعم التنظيمي، للمستثمرين المحليين والدوليين. وسيكون معرض التحول الصناعي بمثابة منصة رئيسية لإبراز الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف القطاعات الصناعية، بما في ذلك التصنيع المتقدم، والتعدين، والطاقة المتجددة، والاستدامة الصناعية، وصناعات الطيران، والسيارات، والدفاع.

وقد أثمر التزام المملكة بتنويع اقتصادها من خلال رؤية 2030 عن تحقيق استثمارات صناعية غير مسبوقة، حيث تم تخصيص مليارات الدولارات لتحديث المصانع وتوسيع المناطق الصناعية. وسيوفر معرض التحول الصناعي أيضًا للمستثمرين فرصة للتواصل المباشر مع ممثلي الحكومة وقادة الصناعة وأصحاب المصلحة في مجال الأعمال، مما يسهل إجراء مناقشات حول الشراكات والمشاريع المشتركة وفرص التمويل في النظام البيئي الصناعي المتنامي في المملكة العربية السعودية.

وبصفته حدثًا عالميًا، سيجمع معرض التحول الصناعي في المملكة كبار صناع القرار من مختلف أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، مما يخلق بيئة مواتية للتعاون الهادف عبر الحدود. وتهدف المملكة من خلال هذا الحدث تعزيز العلاقات الدولية، وتسريع نقل التقنية، وتشجيع الشركات الأجنبية على إنشاء قواعد تصنيع محلية داخل المملكة من خلال مبادرات الدعم الحكومي المتنوعة.

كما سيعمل المعرض على تيسير عقد لقاءات عمل بين الشركات، وإبراز القدرات الصناعية للمملكة أمام الجمهور العالمي، وتوفير قنوات لمناقشة السياسات المتعلقة بمستقبل الابتكار الصناعي، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة وكبرى الشركات العالمية المصنعة.

يمثل معرض التحول الصناعي نقطة تحول حاسمة في مسيرة المملكة نحو التحول الصناعي. ومن خلال التعاون في تنظيم هذا الحدث، تؤكد المملكة التزامها الراسخ بالابتكار، والتميز الصناعي، والتكامل العالمي.

وسيستقطب هذا الحدث التاريخي قادة الصناعة من جميع أنحاء العالم، ويدفع عجلة الابتكار التقني، ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار، مما يعزز مكانة المملكة كدولة رائدة في مجال التحول الصناعي. وفي الوقت الذي تواصل فيه المملكة تبني تقنيات التصنيع المتقدمة، سيشكل المعرض حافزًا للنمو الصناعي المستدام على المدى الطويل، والابتكار، والتعاون العالمي.