شهدت الساعات القليلة الماضية انفراجة جزئية في أزمة تكدس واردات الأعلاف، الضرورية لصناعة الدواجن، عبر بدء توفير تغطية دولارية تسمح بدخولها الأراضي المصرية، بعد انتظارها لمدة شهر في ميناءي دمياط والإسكندرية، والبالغة مليونًا ونصف المليون طن من الذرة، و400 ألف طن من الصويا.
من جانبه أكد ثروت الزيني، عضو اتحاد منتجي الدواجن، لـ”المال”، أن اليوم الثلاثاء شهد الإفراج عن كميات بسيطة جدًّا من الذرة المستوردة العالقة في الموانئ بكميات تصل إلى 7 آلاف طن؛ وهي نفس كميات أمس، ليصل المفرَج عنه إلى 14 ألف طن حتى الآن، كما لم يتم الإفراج عن أية كميات من الصويا حتى الآن.
وأضاف أن حجم التوريدات المطلوبة يوميًّا يصل إلى 25 ألف طن؛ منها 20 ألف طن من الذرة، و5 آلاف طن من الصويا، مشيرًا إلى أنه يتم توزيع هذه الكميات والمصانع العاملة في السوق.
وأشار الزيني إلى أن بدء الإفراجات عن الشحنات المحتجزة سيقلل نزيف الخسائر للمربّين، لافتًا إلى أن المنتجين تعرّضوا لخسائر فادحة، خلال الشهور الماضية؛ بسبب ارتفاع التكلفة وعدم توافر الأعلاف، وهذا ما أدى إلى أن المنتجين يسرعون في بيع قطعانهم وانخفاض سعر البيع عند باب المزرعة.
وطبقًا للأسعار المتداولة بالسوق فإن أسعار بذور الصويا تسجل حاليًّا 19 ألف جنيه للطن، وطن كسب الصويا 17 ألف جنيه، وطن الذرة 10700 جنيه.
من جانبه أكد المهندس أحمد نبيل، عضو اتحاد منتجي الدواجن، أن الكميات التي دخلت من الأعلاف على مدار يومين، لا تمثل سوى 25% من الاحتياجات اليومية، حيث يتم توزيع هذه الكميات البسيطة على الشركات ومصانع الأعلاف حسب الطاقة الإنتاجية.
يُذكر أن مصر تستورد 12 مليون طن من الذرة الصفراء سنويًّا، فضلًا عن 5 ملايين طن من الصويا؛ لتغطية العجز في خامات الأعلاف، بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًّا.
وأضاف نبيل أن شركات الدواجن حاليًّا تقوم بالتخلص من القطعان، خاصة المنتجة للبيض قبل أوانها، عبر بيعها كدواجن تسمين، كما يتم تخصيص وجبة واحدة للقطعان يوميًّا.
كان محمود العناني، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، قد أعلن، في تصريحات سابقة، أن الاتحاد حصل على وعد من مجلس الوزراء والبنك المركزي ووزير الزراعة بأن يتم الإفراج عن الأعلاف المحتجَزة في الموانئ المصرية، بداية من الأحد.
وذكر أن سعر الكيلو من دواجن التسمين (الدواجن البيضاء) يتراوح بين 29 و31 جنيهًا عند باب المزرعة منذ فترة كبيرة، في حين أن تكلفة إنتاج الكيلو الواحد قد تتجاوز الـ35 جنيهًا.
وأضاف العناني أن قطاع الدواجن قد يُقضى عليه، خلال أسابيع قليلة، إذا لم يتم توفير الأعلاف بالسرعة القصوى، مشيرًا إلى أن هذا سيضر المستهلك الذي سيَصعب عليه بعد ذلك إيجاد الدواجن، ويضر الاقتصاد المصري بشكل عام.