أكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية أن هناك تراجعا كبيرا في معدلات استيراد الماشية الحية من الخارج حيث تقلصت الأعداد إلى 206آلاف رأس ماشية سنويا من البقر المعد للذبيح مقابل 520ألف رأس بعد نجاح مشروع البتلو .
وأكد الدكتور عبد الحكيم محمود رئيس هيئة الخدمات البيطرية أن مصر تتجه بسرعة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، فخلال العام الماضي بلغت نسبة الاكتفاء 57%، متوقعا أن ترتفع إلى 62% قريبا، معللا ذلك بإطلاق وزارة الزراعة مشروع البتلو منذ سبعة أعوام والتحسين الوراثي للماشية المصرية مما ساهم في زيادة المعروض البلدي في الأسواق.
جدير بالذكر أن البرازيل تتربع على عرش صادرات اللحوم لمصر والعالم ،بنسبة 50%من الواردات لمصر ،ولكنها تتعرض لاضطراب حاليا بعد اكتشاف بؤر من مرض جنون البقر .
كان رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي قال في تصريحات سابقة لـ”المال”إن مصر لم تصلها اي من شحنات اللحوم البرازيلية منذ أكثر من ستة اشهر مضت، ولا توجد اي شحنات في الطريق إلى مصر، او متعاقد عليها من قبل مستوردي اللحوم وذلك بعد أنباء عن ظهور وباء جنون البقر .
وكانت البرازيل أوقفت صادراتها من لحوم الأبقار إلى الصين بعدما تم اكتشاف حالتي إصابة بمرض التهاب الدماغ الإسفنجي البقري المعروف بجنون البقر وأخطرت البرازيل منظمة الصحة العالمية بالحالتين، وتعد البرازيل أكبر دول العالم تصديرا للحوم الحية والمجمدة.
و أكد رئيس الهيئة في تصريحاته إنه تم ارسال إخطار رسمي إلى البرازيل لاستيضاح ما تناولته التقارير الإعلامية العالمية عن ظهور مرض جنون البقر فيها، خاصة وأن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية لم تنشر أي تقارير عبر موقعها الرسمي أو تتخذ أي إجراءات بذلك، موضحا أن الهدف من ذلك هو معرفة الملابسات عن أسباب ظهور المرض واتخاذ الإجراءات والحيطة.
وذكر أيضا أن مرض جنون الأبقار لم يظهر في مصر مطلقا ولم يتم رصده في أي شحنة قادمة في اللحوم الحية أو المجمدة من البرازيل، مؤكدا أن اللحوم المستوردة تخضع لاشتراطات بيطرية صارمة للغاية واللجان البيطرية تقوم بدورها بالإشراف على عمليات استيراد اللحوم والحيوانات الحية من قبل تصديرها إلى مصر، كما أنه يتم تلقى طلبات الشركات المستوردة، والتيسير عليها، وتشديد إجراءات الحجر البيطري وتفعيل دوره.
يذكر أن مرض جنون البقر والمعروف بالتليف الدماغي ينقسم إلى نوعين الأول منه وهو “تيبكال” وهو المرض الذي يمكن أن ينتقل إلى الإنسان والثاني “واكتيبكال”، وهو غير معد.
وأوضح رئيس الهيئة أن أسباب إحجام المصريين عن استيراد اللحوم من البرازيل يعود إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير في الفترة الأخيرة؛ بعدما اتجهت الصين لتلبية احتياجاتها من اللحوم من البرازيل بعدما قضت على الخنازير على أرضها؛ وهو ما تسبب في فجوة كبيرة في إنتاج اللحوم الصينية تم تعويضها من البرازيل.
وتستورد مصر اللحوم من أكثر من نشأ من بينها الهند والسودان وإثيوبيا وأوروجوي والأرجنتين وإسبانيا والبرتغال ورومانيا وأستراليا ونيوزيلندا وبارجواي.