الروسي أبراموفيتش.. أحد أباطرة النفط الذي اشترى تشيلسي لعيون بوتين

الروسي أبراموفيتش.. أحد أباطرة النفط الذي اشترى تشيلسي لعيون بوتين
إسلام مصطفى

إسلام مصطفى

2:25 ص, الخميس, 3 مارس 22

أثار قرار الروسي ، مالك نادي تشيلسي، الذي أعلن بشكل نهائي استعداده لسماع عروض جديدة من أجل بيع النادي اللندني، صدمة لدى البعض على الساحة الرياضية، بسبب ذلك القرار المفاجئ والذي يأتي في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.

وكشف أبراموفيتش عن نيته في إنشاء جمعية خيرية يتم فيها التبرع بجميع العائدات الصافية من بين النادي لصالح ضحايا الحرب في أوكرانيا، حيث قال: “لقد أصدرت تعليماتي إلى فريقي بإنشاء مؤسسة خيرية يتم فيها التبرع بجميع عائدات البيع، وستكون المؤسسة لصالح جميع ضحايا الحرب في أوكرانيا”.

ولكن قرار أبراموفيتش بشأن عرضه بيع نادي تشيلسي، كان متوقعًا للمتابعين للأحداث السياسية الأوروبية خلال الفترة الأخيرة، وبالتحديد بعد أن حث نواب داخل البرلمان الإنجليزي على فرض عقوبات على أبراموفيتش، ومساهم أرسنال السابق أليشر عثمانوف؛ بسبب علاقتهما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أبراموفيتش لم يُفكر كثيرًا حتى منح الثقة لمجلس أمناء مؤسسة تشيلسي الخيرية من أجل إدارة النادي ورعايته خلال الفترة الحالية – نقل الإدارة وليس الملكية – في إشارة لتفهمه إلى العقوبات المنتظر أن تُوقع عليه.

وخلال هذا التقرير نستعرض معكم العلاقة التاريخية التي جمعت أبراموفيتش بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي أثارت جدلًا واسعًا خلال السنوات الماضية، خاصًة وأن الرياضة قد أصبحت واحدة من أدوات السياسة، رغم مطالبة كل المنتفعين بضرورة الفصل بينهما.

أبراموفيتش.. كون ثروته من النفط وغدر بشريكه من أجل بوتين

ربما لا يعلم الكثيرين أن بدايات الروسي رومان أبراموفيتش كرجل أعمال كانت في روسيا وبالتحديد عام 1993 عندما حظى بفرصة التقرب من عدد من رجال الأعمال الروس – الساعين لتقسيم الكعكة – في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي.

اجتماع تلو الأخر، وأيام تمر حتى كون أبراموفيتش علاقة جيدة برجل أعمال يُدعى بوريس بيريزوفسكي، والذي نجح معه في الاستحواذ على شركة Sibneft، أحد أكبر شركات النفط في العالم مقابل 100 مليون دولار، وذلك بسبب تقربهم للطبقة الثرية آنذاك في روسيا والتي كانت معروفة باسم الأوليغارش.

هؤلاء الأوليغارش كانوا يتمتعون بسلطات كبيرة بسبب تأثيرهم داخل الكرملين – الرئاسة الروسية – آنذاك، في عهد الرئيس بوريس يلتسين، مما يسمح لهم بشراء أصول حكومية مثل شركة Sibneft، بأسعار متدنية للغاية.

ومع ظهور فلاديمير بوتين، وتقلده للسلطة الروسية، قرر إنهاء عصر الأوليغارش تمامًا، وهُنا كانت نقطة الانقسام بين أبراموفيتش وشريكه، حيث قرر مالك نادي تشيلسي تقديم فروض الولاء والطاعة له، بينما قرر الأخير الوقوف ضده ومعارضة هذا الرأي.

تحول الشريكان إلى عدوين، بعد أن اضطر «بيريزوفسكي» في عام 2000 لبيع حصته في شركة «Sibneft»، إضافة إلى رفع دعوة قضائية ضد أبراموفيتش باعتبار الأخير كان جزءًا من مؤامرة «بوتين» لتجريده من ثروته، بالأخص قناة «ORT» التلفزيونية، ولكن مالك تشيلسي بطبيعة الحال فاز بالصراع، قبل أن يتوفى شريكه في 2018 بعد أن قالت الصحافة بأن قوات الأمن عثرت على جثته ميتًا في منزله بلندن.

جانب أخر من تاريخ رومان أبراموفيتش

كشف تحقيق أجرته بي بي سي عربي بأن الثري الروسي رومان أبراموفيتش، يسيطر على شركات تبرعت بـ 100 مليون دولار لصالح إلعاد – جمعية استيطانية تعمل في القدس الشرقية المحتلة – وجاء نحو نصف التبرعات التي تلقتها إلعاد بين عامي 2005 و 2018 من شركات مسجلة في الجزر العذراء.

وقد بقي الشخص الذي يقف وراء هذه الشركات مجهولا حتى الآن. كما تظهر أسماء أربع من هذه الشركات المتبرعة والمسجلة في الجزر العذراء في عدة وثائق مصرفية تعرف باسم “ملفات فنسن”.

وفي هذه الوثائق، تقدم المصارف معلومات تتعلق بالتعاملات المالية لهذه الشركات وملكيتها. وقد سُربت هذه الوثائق إلى موقع “بزفيد نيوز” الذي تشاركها مع الإتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وبي بي سي.

ويرد في هذه الوثائق اسم رومان أبراموفيتش بوصفه المالك المستفيد النهائي من ثلاث شركات قدمت تبرعات لإلعاد، ويسيطر على شركة رابعة.

كيف دخل أبراموفيتش مجال الاستثمار الرياضي؟

بدأ الروسي رومان أبراموفيتش رحلته في مجال الاستثمار الرياضي، في عام 2003 بعد أن قرر شراء نادي تشيلسي الإنجليزي مقابل 233 مليون دولار، مفضلًا إياه عن توتنهام الذي يقبع نفس المدينة لندن، وذلك بعدما استشار السويدي ومدرب منتخب إنجلترا السابق سفن غوران إريكسون، حول أي الناديين أفضل لشرائه.

إريكسون تحدث حول ذلك في تصريحات نُشرت في وقت سابق في حواره مع «ذا تايمز»، حيث قال: «تقابلنا للمرة الأولى في كازينو في لندن اسمه ليز إمبسادور.. كانوا 3 رجال في انتظاري الأول كان أنيقاً بما فيه الكفاية والثاني أقل منه أناقة، أما الثالث فحسبته سائقهم ولكنه في النهاية لم يكن سوى أبراموفيتش الحالي».

وأضاف: «كان يرغب في شراء ناد في موسكو في البداية، وذهبنا إلى هناك لمدة يومين، زرنا جميع الأندية، ونصحته بشراء دينامو لأنه كان يمتلك أفضل الإمكانات».

وتابع إريكسون: «بعدها ذهبت في إجازة، قبل أن يتصل بي مساعده وذراعه اليمنى ليخبرني أن رومان غيّر رأيه وقرر شراء ناد في لندن، حدد بالفعل تشلسي أو توتنهام، سألته مباشرة ماذا يريد بالضبط؟ فأجاب أنه يريد الفوز. قلت له عليك بتشلسي».

وتناثرت عدد من الرويات بشأن أسباب دخول أبراموفيتش مجال الاستثمار الرياضي، ولكن السبب الأكثر جدلًا جاء في مطلع 2020 وهو أوامر فلاديمير بوتين، وذلك وفقًا لرواية الصحفية البريطانية كاثرين بيلتون في إحدى كتاباتها، والتي تروي فيه رغبة الكرملين – الرئاسة الروسية – في استغلال شراء نادي تشيلسي لكسب القبول والتأثير لروسيا في المملكة المتحدة.

وقالت الصحفية البريطانية كاثرين بيلتون، أن أبراموفيتش ما إلا أداة يُحركها بوتين وأن ثروته كانت دائمًا تحت الطلب.

هذا الأمر أثار حفيظة أبراموفيتش – واسع النفوذ – ليحتكم إلى القضاء ضد الصحفية ودار النشر التي صُدر عنها هذا الكتاب، قبل أن يتم الاتفاق على تعديل المقاطع المختلَف عليها، مع عدم مطالبة الدار بأي تعويضات، لتنتهي القصة داخل عقول مُشجعي تشيلسي عند هذا الحد فحسب.

أبراموفيتش الأفضل في عيون جماهير تشيلسي

وفي النهاية، وباختلاف الروايات التي ذُكرت حول تاريخ رجل الأعمال الروسي وعلاقته الوطيدة بالرئيس فلاديمير بوتين، فقد قرر الأول الاستغناء تمامًا عن ما يملكه من تاريخ وذكريات مع تشيلسي وجماهيره، التي كانت تعتبره الرئيس الأفضل في تاريخ النادي، والذي لولاه لما كان هناك نادِ معروف ينافس على كافة البطولات الأوروبية.

ولن تنسى الجماهير ما فعله أبراموفيتش من إمكانيات مادية واقتصادية نقلت النادي بشكل كبير إلى العالمية، حتى توّج الفريق مؤخرًا بكأس العالم للأندية تحت قيادة المدرب الألماني توماس توخيل. ليكون هذا اللقب هو الأخير في عهد الروسي أبراموفيتش.