أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد سليمان الراجحي، إن المؤتمر الدولي لسوق العمل الذي نظمته الوزارة اليوم يأتي رغبة من المملكة في مناقشة قضايا سوق العمل على مستوى العالم، ومعالجة التحديات التي تفرضها التغيرات التقنية وأهمية تطوير القدرات البشرية، نتيجة استشعار المملكة لمسؤولياتها كدولة مؤثرة على مستوى المجتمع الدولي.
واستعرض الوزير – خلال مؤتمر صحفي في مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات بالرياض – التجربة السعودية في استحداث الوظائف، مؤكدا أن عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص قفز من (1.7) مليون إلى (2.3) مليون، وهو رقم قياسي يتم تحقيقه للمرة الأولى، كما ارتفعت مشاركة المرأة في سوق العمل من (17%) إلى (35.5%)، متجاوزة بذلك مستهدفات رؤية 2030 المحددة بـ (30%).
وأوضح “الراجحي” أن قرارات التوطين للمهن والأنشطة ساهمت في خلق حوالي 260 ألف وظيفة، من أبرزها ارتفاع معدل السعوديين في المهن الهندسية من (40,000) إلى (70,000)، والمهن المحاسبية من (39,000) إلى (103,000).
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل محليا وعالميا، وما يشكله من تحديات حالية ومستقبلية، قال وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، إن المملكة من أوائل الدول التي سعت لبحث تأثيرات تقنيات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل العالمي، والمؤتمر اليوم دليل على ذلك.
وأشار إلى أن المملكة سعت بالفعل إلى سد فجوة المهارات في زمن الذكاء الاصطناعي ووظائف المستقبل، من خلال 8 مبادرات كبرى، أهمها، إطلاق الحملة الوطنية للتعهد بالتدريب (وعد) بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث وصلت وعود الالتزام بالتدريب إلى (1,155,000) فرصة تدريبية حتى نهاية عام 2025، وكذلك بناء إطار وطني للمهارات والمعايير المهنية، وإطلاق 12 مجلساً قطاعياً لتعزيز المهارات في عدد من القطاعات الحيوية، مثل قطاع الطاقة، والسياحة، والنقل، والصناعة، والترفيه، وغيرها، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص.
وكان وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد سليمان الراجحي قد زار معرض “العمل في السعودية” الذي أقيم على هامش المؤتمر، وضم أجنحة عدد من الجهات التي تتكامل فيما بينها للعمل على تطوير منظومة العمل في السعودية،.
وضم المعرض أجنحة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وصندوق تنمية الموارد البشرية، ومنصة “قوى” لتوثيق العقود الإلكترونية، ومنصة “مساند” للاستقدام، وتطبيق “أجير” لخدمات الصيانة، وشركة “عمل المستقبل”، وبنك “التنمية الاجتماعية”.
وكانت الرياض قد احتضنت صباح اليوم، أعمال النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لسوق العمل، الذي تنظمه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، بحضور أكثر من 2000 مشارك من 40 دولة، وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، ومجموعة من قادة ورؤساء المنظمات الدولية والمهنية وممثلين من الأوساط الأكاديمية.
ويهدف المؤتمر إلى توفير منصة لتبادل المعرفة وعرض الخبرات والممارسات المبتكرة لنخبة من المتخصصين في سوق العمل، من خلال 40 جلسة نقاش متنوعة تضم 150 متحدثا، للخروج بمجموعة من الرؤى القابلة للتنفيذ لمعالجة تحديات أسواق العمل ووضع حلول مشتركة عالميا.