قال ، إن نوفمبر الجارى يعد شهرا حافلا بالأحداث الكبرى سواء على مستوى الصين أو العالم، مشيراً إلى أنه تمت إقامة عدد من الفعاليات فى هذا الشهر من بينها الدورة الثالثة لمعرض الصين الدولى للاستيراد، بالإضافة إلى انعقاد 4 قمم مختلفة من بينها قمة دول البريكس وقمة منتدى التعاون الاقتصادى لمنطقة آسيا وقمة مجموعة العشرين، وقد شارك الرئيس الصينى شى جين بينغ فى فعاليات تلك القمم وألقى كلمات بها.
وأشار سفير الصين في كلمته بفعاليات المؤتمر الذي نظمته سفارة الصين بالقاهرة اليوم عبر الإنترنت، أن آلية تعاون البريكس هي آلية للتعاون بين الدول النامية والأسواق الناشئة وقد شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في تلك القمة في نسختها التاسعة التي كانت قد انعقدت في عام 2017.
ولفت إلى أن منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا هي آلية تعاونية للتعاون الاقتصادي الإقليمي في منطقة آسيا، أما قمة مجموعة العشرين فتعد آلية للتعاون الاقتصادي وتعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية.
وقال إن انعقاد هذه القمم يكتسب أهمية لتعزيز التعاون لمكافحة كوفيد 19 وتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي والحوكمة الاقتصادية العالمية.
وعرض كلمات الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال فعاليات تلك القمم المختلفة، لافتاً إلى أن هذه الكلمات هي مفتاح لمعرفة السياسة الخارجية الصينية واتجاه التنمية المستقبلية بينها وبين دول العالم ومن بينها مصر.
وأكد الرئيس الصيني أن قضية العصر الحالي تتمثل في التنمية والسلام، مشيراً إلى أن التعددية والعولمة تيار لا يقاوم.
انكماشات في التجارة الدولية بسبب جائحة كورونا
وقال السفير الصيني، إنه بسبب تفشي جائحة كورونا، تشهد التجارة الدولية والاستثمارات الدولية انكماشات، كما تشهد أيضا حركة تدفق الأفراد والسلع عبر الحدود تعثراً كبيراً.
وأضاف أنه بسبب الوباء من المتوقع أن تشهد نسبة الفقر المدقع في العالم ارتفاعاً لأول مرة منذ عشرين سنة، مشيراً إلى أنه انطلاقاً من تجربة الصين الناجحة طرح الرئيس شي جين بينغ أفكار بلاده لتحقيق سبل التوازن لمواجهة الجائحة وكيفية تسيير عجلة النمو الاقتصادي الأمر الذي بعث للعالم إشارة قوية ناجحة تتمثل في أهمية تعزيز التعاون واالتضامن من أجل تجاوز التداعيات المشتركة للوباء.
ودعا الجانب الصيني خلال فعاليات تلك القمم المختلفة لبناء المستقبل للبشرية لتحقيق المكاسب المشتركة للجميع لأن مصائر الدول مترابطة مع بعضها البعض؛ فلايمكن أن يكون أحدا منفردًا بالمكاسب أو منفردًا بمواجهة أي تحديات عالمية.
الانفتاح على الخارج
وفي هذا الإطار أكد الرئيس الصينى على التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التى تضم 10 دول منها الصين ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان واستراليا ، وعلي حرص الصين للتفكير للانضمام لاتفاقية الشراكة الشاملة عبر المحيط الهادي وهذا يجسد عزيمة بكين للانفتاح علي الخارج ومواصلة دعم تحرير التجارة الدولية ويظهر صدق ونيتها المخلصة لتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي.
إجراءات دعم الدول النامية
وخلال مشاركة الرئيس الصيني في تلك القمم طرح سلسة من الإجراءات للدول النامية لتجاوز الصعوبات العالمية الحالية، ففيما يتعلق بموضوع لقاحات وباء كورونا أكد أن بلاده ستواصل المشاركة النشيطة في الدعم الدولي للقاحات والحرص لتنفيذ برنامج” كوفاكس” الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية وستلتزم بتعاقدها بتقديم الدعم للدول النامية وإتاحة اللقاحات كمنفعة عامة عالمية ويمكن وصول أبناء شعوب العالم لها بأسعار مقبولة ومعقولة.
وفيما يخص مسألة التنمية وهي الأكثر إلحاحا للدول النامية، أكد ضرورة تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 للتعاون الانمائي الدولي للحد من الفقر وضرورة توجيه مزيد من الموارد لمجالات تطوير البنية التحتية والتعليم.
وأيضا لفت الرئيس الصيني إلى ضرورة تحقيق المنظومة التجارية المتعددة الأطراف وحمايتها وتعزيز مصداقية منظمة التجارة العالمية وتعزيز المنافسة التجارية وضرورة مواصلة النظام المالي الدولي لحماية حقوق المصالح المشروعة للدول النامية.
وأكد حسن تنفيذ اتفاقية باريس لتغير المناخ والالتزام بمبدأ المسئولية المشتركة ومواجهة مسألة التغير المناخي وتقليل انبعاثات الكربون.
كما عرض الرئيس الصين جهود بلاده بتعليق مدفوعات خدمة الديون والمساعدة المقدمة للدول النامية لتجاوز الصعوبات التي تواجهها حالياً.
فرص كثيرة للتنمية المشتركة
وقال الرئيس الصينى، إن بلاده ملتزمة بتنفيذ وتوسيع الانفتاح علي الخارج وترحب بتقاسم دول العالم لفرص التنمية معها، مشيراً إلى أن هناك فرصا كثيرة للتنمية المشتركة التي يمكن أن تستفيد جميع دول العالم ومن ضمنها مصر.
وأشار إلى أنه وسط مبدأ الحمائية علي مستوي العالم لم تمنع الصين انفتاحها علي الخارج بل قامت بسلسلة من الإجراءات العالمية مثل قانون الاستثمار الجديد وتنظيم عدد من المعارض كالدورة الثالثة لمعرض الاستيراد وبدأت إقامة مزيج من مناطق التجارة الحرة التجريبية هناك.
وتابع أنه في المرحلة القادمة ستواصل بكين رفع راية الانفتاح والبناء العريق والجودة لمبادرة الحزام والطريق لتحقيق التنمية والمصالح المشتركة حتي تقدم مساهمة مشتركة في بناء الاقتصاد العالمي المنفتح.
وقال إن انعقاد تلك القمم المختلفة هو التزام بالتعددية والانفتاح والتسامح والمنافع المشتركة والتضامن والتعاون.
وأشار الرئيس الصيني إلى أنه يجب علي دول العالم تجاوز التحيز البيولوجي وتبادل الاحترام للأنظمة الاجتماعية والأنماط الاقتصادية .
وبحسب ما قاله السفير الصيني ؛ كشفت كلمات الرئيس شي جين بينغ الإحساس الكبير الصيني لتعزيز الانتعاش العالمي وتعزيز الرفاهية لشعوب دول العالم وخاصة الدول النامية، وكشفت صورة بلاده التي حققت نجاح في الدفع المتوازن لعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما كشفت صورة الصين التي دخلت لمرحلة تنموية جديدة وحرصها علي تقاسم التنمية المشتركة مع دول العالم وحرصها للالتزام بالسير علي التنمية وتحقيق الاحترام المتبادل مع الدول المختلفة وتمسكها بالسياسة الخارجية المستقيمة ومبدأ المنفعة المشتركة والانفتاح علي خارج العالم.
زيادة في التجارة الثنائية
وأكد سفير بكين بالقاهرة، أنه في العام الجاري وفي ظل تفشي وباء كورونا كان هناك زيادة في حجم التجارة التثائية بين الصين ومصر وكذلك زيادة الاستثمارات الصينية بالسوق المحلية وكذا في المشروعات المنفذة بين البلدين سواء بالعاصمة الإدارية الجديدة أو مشروع القطار المكهرب.
وشدد على حرص بلاه علي ترقية العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة لتصبح نموذجاً يحتذي به بين الصين والدول العربية والافريقية لتحقيق الرفاهية المشتركة لشعبي البلدين.