شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى «إرادة وتحدي» فى إطار الاحتفالات بالذكرى الـ 46 لحرب أكتوبر المجيدة، حيث بدأت فعاليات الندوة بقراءة القرآن الكريم.
وعرضت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ 31، فيلما تسجيليا بعنوان «الحقيقة والتحدى»، والذى يتحدث عن التحديات التى واجهتها الدولة المصرية على مدار التاريخ، ودور الدولة المصرية خلال حرب أكتوبر فى معركة بناء القوات المسلحة والاستعداد للحرب.
وأكد الرئيس السيسى، أن الشعب المصرى لم يفقد ثقته حتى بعد الهزيمة فى 67، مشددا على أن المصريين إذا فقدوا الثقة فى أنفسهم يفقدون الثقة فى الجيش وقدراته، مضيفا: «حتى فى وقت الهزيمة الكبيرة الشعب المصرى لم يفقد ثقته فى نفسه لأن الجيش نفسه هو من أبناء المصريين فلو فقدنا الثقة فى أنفسنا يبقى بنفقد الثقة فى الجيش وقدراته».
وأضاف الرئيس السيسى «بعد الحرب المصريين كانوا بيتبرعوا لبناء الجيش، والفنانين كانوا بيعملوا حفلات فى مصر وبرة مصر لإعادة بناء الجيش، والدولة قالت لا صوت فوق صوت المعركة علشان يوفروا للجيش معركة الكرامة واستعادة الأرض مرة ثانية وكبرياءنا اللى اتهز كتير فى 67».
■ المشير حسين طنطاوى رجل عظيم قاد مصر فى أصعب الفترات
ووجه فى هذا الصدد التحية إلى المشير محمد حسين طنطاوى أثناء حديثه عن الفرقة 16 مشاة، مثمنا دوره فى .
وأوضح الرئيس السيسى، أن لم تطلب تبرعات من المصريين لبناء قدراتها لخوض معركة القضاء على الإرهاب فى سيناء منذ 6 سنوات مثلما حدث بعد نكسة يونيو، مشيرا إلى أن الجيش المصرى يخوض حربا شرسة فى سيناء ضد الإرهاب، ويخوض معركة أخرى مع الدولة للبناء فى كل منطقة فى مصر من أجل تحقيق التقدم.
وأكد السيسى أن حجم السيطرة والاستقرار الأمنى تحسن للغاية قياسًا بما كان الحال عليه منذ عامين، مشيرًا إلى أن تحقيق السيطرة الكاملة على سيناء يحتاج جهدا أكبر وتعاونا أكبر مع أهالى سيناء.
وأضاف السيسى خلال الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة «إحنا ماهجّرناش حد ودفعنا مليارات للأهالي، وحجم الإنفاق الذى جرى فى سيناء خلال الخمس سنوات الماضية لم يحدث من قبل، وليس ذلك من قبل المنّ عليهم ولكن ذلك حقهم على مصر، وكل وقفة وطنية من أهالى سيناء تستحق التقدير».
وتابع: «لن يُسمح أن يكون هناك شوكة تستنزف قدرات وشباب البلد»، مشيرًا إلى أنه يتم بناء رفح جديدة وهناك مجتمعات بدوية جاهزة.
وأوضح أنه لم يحدث عمل إرهابى لمدة أسبوعين عندما تواجد فى نيويورك، وكان هناك هدوء فى سيناء، حتى يمنحوا الفرصة للتحرك فى مصر.
وأضاف :«هما واحد، وسكتوا علشان الناس ماتتفاعلش مع حدث إرهابي، ولما فشلت عملية التحريك، بدأت العمليات الإرهابية ترجع تاني»، مشيرًا إلى أن مسألة الإرهاب فى سيناء حتى تنتهي، تحتاج إلى مزيد من الجهد والمزيد من العمل مع أهالى سيناء.
وأضاف إن الدولة المصرية تقدم كل الدعم للشهداء من المدنيين قائلا: «بمجرد استشهاد مدنى من العمليات الإرهابية.. بيتم صرف التعويض والمعاش.. القيمة زى الجندى الشهيد.. ده موضوع لو نقدر نعمله هنعمله وهننفذه.. بشكل يليق بينا كمصريين الذين سقطوا نتيجة العمليات الإرهابية».
وفى رد على أحد أسئلة المشاركين فى الندوة؛ قال السيسى «حروب الجيل الرابع تحدى كبير فى المنطقة.. ومحتاجين توعية كبيرة.. وكل أب وأم محتاج يفهم أولاده بأن ما يتعرض له على السوشيال ميديا مش مظبوط.. والكلام بدون أى أساس علمى.. غير الاستهداف من جانب أجهزة وكتائب إلكترونية.. إحنا شغالين فى النقطة دى.. جزء كبير يعتمد على توعية المواطنين.. والنهاردة بنشوف أهالى بيحطوا التليفونات قدام الأطفال الصغار.. وجزء كبير من الموضوع يعتمد على التوعية».
■ أقسم بالله اللى اتعمل فى مصر ميتعملش فى 30 سنة.. وحقى هاخده عند ربنا لأنه هو اللى مطلع وشايف
وتابع «أنا مطمن أوى على الدولة المصرية.. وحد يقولى ليه؟.. إنتوا بتصدقوا إن فيه حد يقدر يخدع ربنا.. ياترى ربنا بيساعد المفسد ولا الصالح؟.. ربنا مطلع على مصر وأهلها.. إنهم بيسعوا فى الإصلاح والبناء والتنمية.. وأنا قولتلكم من سنين طويلة.. إن مصر شهدت تجلى الله سبحانه وتعالى.. ومصر لها مكانة وشرف.. محدش يقدر يقرب منها.. وهذا يقين.. وليس كل ما يعرف يقال.. الفترة اللى فاتت شهدت إساءة للجيش.. طب تصدقوا.. اللى الجيش عمله فى 10 سنين اللى فاتوا.. مش بس الدفاع هنا ولا هنا.. ما أنا قولتلكم.. لما اتفقت معاهم.. قولتولى تترشح.. قولتلهم هتشتغلوا زى ما أنا عايز تحت رجلين المصريين.. ولا أقصد بها تعبير سلبى.. ولكن أقصد بها العمل لصالح مصر.. اللى اتعمل من الجيش لبلده فوق الخيال.. ويتكتب فى التاريخ».
■ من لا يملك جيشاً وطنياً وسلاحاً عصرياً لا يملك أمنه
وشدد فى هذا الصدد على أن جيش مصر قوى للغاية قائلاً «كان لابد للجيش، من وجود خطة للحصول على المعدات، فى ظل التطور الكبير اللى حصل فى العشرين سنة اللى فاتت فى نظم التسليح المختلفة، وهذا تحقق ولكن لم نعلن عن ذلك علشان منديش رسالة الناس تفهمها غلط..إحنا جيش قادر بترتيب متقدم جدا».
■ نحن زائلون ومصر باقية.. وأهم شىء هو وحدة الشعب وصموده أمام التحديات
وحذّر الرئيس من محاولة المساس بأى مؤسسة من مؤسسات الدولة، قائلاً «متمسش مؤسسات بلدك، من أول مؤسسة الرئاسة إلى أى مؤسسة أخرى، أمامك الدستور والقانون وممكن تلجأ ليهم»، وأضاف «كله يزول وكلنا نزول إلا مصر، ولو سلامة المصريين مرتبطة بي، فأنا أرخص تمن ممكن أقدمه والله العظيم».
وفى سياق آخر، قال السيسى إن الدولة المصرية تنفذ عقلا لها فى ، من خلال توفير كل البيانات فى قاعدة شاملة تضم كل شىء على أرض مصر، موضحا أن هذا العقل سيكون متاحا 30 يونيو 2020.
وفى رده على سؤال آخر من أحد المشاركين بالندوة قال السيسي: «إن هناك بعض الموضوعات التى تظهر نتائجها فى نفس الوقت، وهذا أمر طبيعى نظرا لأن حركة الفرد تختلف عن حركة الدولة، متابعا: «نحتاج منظومة كبيرة لتطوير أنفسنا ونبذل الكثير من الجهود لذلك».
وتابع الرئيس السيسى، قائلا: «كنت مهتم بمصر وأنا صغير أوى.. أكثر من 40 سنة.. ولابد أن نعلم كل التفاصيل عن القضايا.. حتى نستفيد من خلال عرض كل تفاصيل الموضوع.. ولما أقعد مع حد للحوار لازم يكون ملم بكل الموضوع.. وكنت مرة قاعد فى مؤتمر مع حد واقترح أنى نزود دعم بطاقات التموين حتى يحصل الفرد على ألف جنيه.. أخبرته أن الألف جنيه تكلف الدولة فى الشهر الواحد 70 مليارا.. وبالتالى لازم نقدر ننفذ ما نقوله.. واللى يقعد معايا لازم يبقى عارف القضية كويس.. حتى نصل إلى إجراءات واضحة لصالح الدولة.. واللى يقولى مقترح بدراسة قوية أنا معاه ويهمنى مصلحة بلدنا.. ومحدش يقدر يزايد على حد.. وكلنا بنحب بلدنا.. ولازم نبقى عارفين كويس أوى إن الصورة تكون مكتملة مع صورة الدولة بالكامل والإعلام جزء منها».
وعلى صعيد أزمة المياه وما يتردد عنقال السيسى إن الدولة المصرية وضعت خطة متكاملة من عام 2014 ومستمرة حتى الآن، موضحا أنه تم صرف 200 مليار جنيه من أجل إعادة تدوير المياه من خلال محطات معالجة ثلاثية مطورة، حتى نتكمن من استخدام المياه أكثر من مرة، إضافة إلى إنشاء محطات التحلية فى الكثير من المناطق مثل العلمين والجلالة والسخنة والغردقة ومطروح من خلال استغلال المدن الشاطئية حتى يتم تحلية مياه البحر.
■ اتفقت مع رئيس وزراء إثيوبيا على الالتقاء فى موسكو للتحدث حول أزمة سد النهضة ومحاولة التحرك للأمام
وأضاف أن العام المقبل سيشهد زيادة هذا الرقم بـ70 أو 80 مليار جنيه، لافتا إلى أن هذا الرقم سيصل خلال عام 2037 إلى 900 مليار جنيه وهذه الأموال لا تتوقف عن مجابهة سد النهضة فقط، مشيرا ً إلى أنه سيلتقى رئيس وزراء إثيوبيا، فى موسكو، لمناقشة أزمة سد النهضة، وأكد أن القضايا تحل بالهدوء والتوازن والحكمة، مشيرا إلى أنه تابع خلال الفترة الماضية تعليقات مواقع التواصل الاجتماعى عن قضية سد النهضة، مضيفا: لقيت إن إحنا مبالغين جدا جدا فى ردود أفعالنا والقضايا مش بتتحل كده ولكن بتتحل بهدوء وحوار ويكون هناك سيناريوهات مختلفة للتعامل مع كل موضوع».
وانتقل السيسى للحديث عن تطبيق ، حيث أكد توافر الاعتمادات المالية لتطبيق قرار رفع الحد الأدنى للأجور إلى 2000 جنيه بجميع الجهات الحكومية.
وأضاف الرئيس خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ46 لانتصارات أكتوبر: «خدنا قرار الحد الأدنى للأجور 2000 جنيه فى رمضان الماضي، على أن ينفذ القرار فى شهر يوليو.. وبمراجعة التطبيق وجدنا أن بعض الجهات لم تنفذ القرار»، متسائلًا: «طيب الفلوس موجودة؟ طبعًا مش هنعمل حاجة إلا لما نكون جاهزين ليها».
وعن سبب تأخر التطبيق فى بعض الجهات، قال الرئيس: «لما يتعمل إجراء داخل مؤسسات الدولة بياخد وقت، وإحنا بنحاول نتغلب على ده من خلال المنظومة الإلكترونية، مثال للى بيحصل فى العاصمة الإدارية، بنعمل عقل للدولة علشان نقدر نستفيد من البيانات الموجودة ونقلل من تدخل العامل البشري».
كان عدد من النواب قد اشتكوا لرئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولى من تأخر بعض الجهات الحكومية فى تطبيق قرار رفع الحد الأدنى من 1200 إلى 2000 جنيه.
وطالب «مدبولي» النواب بإعداد قائمة بالجهات الحكومية التى لم تنفذ القرار، للعمل على تفعيله فورا.
وأصدر محمد معيط وزير المالية، منشورا عاما لجميع الجهات الداخلة فى الموازنة العامة للدولة والهيئات الاقتصادية والخدمية يشدد على أهمية الالتزام بقرار رئيس مجلس الوزراء برفع الحد الأدنى لمجمل أجر الدرجات الوظيفية بالدولة من أول يوليو الماضى.
كان رئيس مجلس الوزراء قد أصدر قرارا فى يوليو الماضى برقم 1627 لسنة 2019، برفع الحد الأدنى لمجمل أجر الدرجات الوظيفية بالدولة من أول يوليو 2019 إلى 2000 جنيه شهريا (بدلا من 1200 جنيه) انتهاءً بمبلغ 7000 جنيه للدرجات العليا.
وجاء قرار مدبولى تنفيذا لتوجيهات السيسى فى مارس الماضى، برفع الحد الأدنى للأجور لجميع العاملين فى الدولة إلى 2000 جنيه.
وشهدت الندوة تقديم لمسة وفاء لمصابى الوطن من أبطال عمليات حيث تحدث الجندى مقاتل بطل أحمد فوزى حسن المصاب ببتر فى ساقيه خلال الحرب على الإرهاب بشمال سيناء بكلمات صادقة مست أوتار القلوب أشار فيها إلى حجم التضحيات والبطولات التى يقدمها رجال القوات المسلحة والشرطة لتطهير سيناء من براثن الإرهاب الأسود موجهاً التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم فداء لمصر وشعبها العظيم.
كما تضمنت الندوة عرض نبذة عن فيلم «الممر» الذى تم عرضه مؤخراً ولاقى إعجاب جموع الشعب المصرى والذى تم إنتاجه بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية وذلك بحضور عدد من النجوم المشاركين بالفيلم، الذين استعرضوا كيفية إنتاج العمل والدور الذى قام به صناع الفيلم مستشهدين بالروح الوطنية التى لازمتهم حتى يتم إخراج هذا العمل بالمظهر المشرف والذى تضمن لمحات لمعارك الاستنزاف التى سبقت انتصار أكتوبر العظيم، مستخدماً فيه أحدث التقنيات ووسائل الإخراج السينمائية العالمية.
وشهدت الندوة فقرة فنية بمشاركة كورال الأطفال بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية ووزارة الشباب والرياضة الذى أدى عدد من المقطوعات الوطنية التى ألهبت حماس الحضور واستعادت ذكريات النصر، كما قدم المطربون حكيم وهلا رشدى وعمر عبد اللات ومروة ناجى مجموعة من الأغانى الوطنية الجديدة التى جسدت أصالة وملامح الشعب المصرى وتضحياته على مر التاريخ.
وقام الرئيس السيسى بتكريم الجندى المقاتل أحمد فوزى أحد مصابى العمليات العسكرية بشمال سيناء والفريق عبدرب النبى حافظ تقديرا لجهودهما فى الدفاع عن أمن مصر واستقرارها.
حضر الندوة المشير حسين طنطاوى والمستشار عدلى منصور والمهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من كبار قادة وضباط القوات المسلحة والشرطة وعدد من كبار رجال الدولة والكتاب والمفكرين ورموز الصحافة والإعلام والرياضة والفن وعدد من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وطلبه الجامعات وعدد من شيوخ وعواقل شمال وجنوب سيناء.