لعبت العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية دورًا هامًا خلال العام الماضي، تزايد مع اندلاع الحرب على قطاع غزة، والتي فرضت تحديات جمة أمام هذه المؤسسات، ناهيك عن الأزمات الاقتصادية العالمية و ارتفاع معدلات التضخم.
والتقت “المال” محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، للوقوف على أنشطة وجهود مؤسسته خلال العام الماضي ، كذلك التعرف على برنامج فيتامين “د” الذي أطلقه مؤخرًا.
في البداية ، قال “سرحان” إنه تم إرسال عدد 309 شاحنات لتقديم الدعم لأهالي غزة بما يوازي 4635 طنا من المواد الغذائية ، مشيرًا إلى أنها كانت مواد سهلة التناول بما يتناسب مع ظروف الإغاثة ، وتابع أن أبرز تلك المواد (فول-عسل-لبن-مياه-جبن-تمر-لحم معلب).
ولفت إلى أن المساعدات المادية تأتي من شركات وأفراد من جميع أنحاء العالم، وأيضا شركات كثيرة تتبرع بمواد غذائية سهلة التناول، مشيدًا بجهود المتطوعين من الأفراد والشركات والطلاب الذين تبرعوا بوقتهم لتعبئة تلك المواد الغذائية، إلى جانب جهود العاملين بالبنك التي بدأت منذ اللحظة الأولى ومستمرة حتى الآن.
وأكد أن الأزمة التي يتعرض لها قطاع غزة حاليًا في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي عليه لم تؤثر على أداء مؤسسته بأي شكل من الأشكال، مشيرا إلى أن بنك الطعام تمكن من تنفيذ كافة مشروعاته وبكفاءة عالية لخدمة جميع المستحقين والمستفيدين.
وقال إن استراتيجية البنك تقوم على تحقيق 3 أهداف تتمثل في خلق القيمة العامة، والتأييد المجتمعي، والتفوق التشغيلي، مشيرًا إلى أنه يتم تحقيق تلك الأهداف اعتمادًا على المحاور الرئيسية الأربعة لعمله وهي الحمايـة، الوقايـة، التمكين والارتقاء.
أضاف في حواره مع “المال”، أن نجاح العمل يقاس بنسـبة وعدد الأشخاص الذيـن تمكن البنك مـن رفع مسـتوى الأمن الغذائي لديهم إلى درجة أفضـل، كمـا تساعد تلـك المحـاور علـى ضمـان وصـول التأثير المطلـوب إلى المستحقين والمستفيدين مـن خـلال التدخلات الصحيحة و المدروسة بهدف تحسين نمط حياة الأفراد.
وحول البرنامج الجديد الذي أعلن بنك الطعام عن إطلاقه باسم فيتامين “د”، قال الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، إن البرنامج يهدف للحد من هشاشة العظام لدى كبار السن، مضيفًا أنه تم إطلاقه بموجب مذكرة التفاهم مع الأكاديمية المصرية لصحة العظام.
وأضاف أن البرنامج يهدف إلى تقليل نسبة الإصابات بالعظام، واحتمالية حدوث كسور لدى كبار السن فوق سن الـ 50 عن المعدلات المتعارف عليها للكسور في هذه الفئة العمرية، كما يستهدف المسنين من نزلاء دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي للحد من هشاشة العظام لديهم.
ولفت إلى أن بنك الطعام المصري سيسلم طروداً غذائية شهرية لدور الرعاية، تكفي احتياجات النزلاء من فيتامين (د) والكالسيوم، كما سيرسل أيضا كتيب وصفات لكيفية إعداد هذه المواد الغذائية الغنية بالكالسيوم والمعادن التي يحتاجها كبار السن، مثل التونة والأسماك واللبن لرفع معدلات فيتامين “د” لديهم بنسبة 30% ومن الكالسيوم بنسبة 25 %.
وتحدث سرحان عن مشاركة بنك الطعام المصري في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ cop 28 بدولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة دبي أواخر نوفمبر الماصي، مؤكدًا أن البنك حقق استفادة من القرارات التي صدرت عن القمة، وكيفية تعظيم الاستفادة منها فى تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة وتعزيز الجهود نحو تمكين صغار المزارعات وتبادل الخبرات فى هذا الصدد.
وأضاف أن مؤسسته وقعت خلال القمة مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لوضع إطار للتعاون يتم من خلاله تزويد البنك بالبرامج التقنية الحديثة التي تخدم عمله على أن تكون مدة التعاون عامين بدأت في 28 أكتوبر الماضي وتنتهي 27 أكتوبر 2025.
وأشار إلى أنه بموجب هذا التعاون ستتم المشاركة فى تصميم وتنفيذ مشروعات تنموية تهدف إلى تعزيز المرونة الاجتماعية والاقتصادية لصغار المزارعين والمزارعات، وتعزيز دور المرأة فى الزراعة فى المناطق المعرضة للخطر المتأثرة بتغير المناخ، والبناء على نتائج مختبر التطوير فى هذا المجال.
وكذلك استخدام مناهجه المبتكرة لخدمة إمكانات بنك الطعام المصرى المتمثلة فى برنامج الغذاء للمستقبل، ومختبرات الابتكار، خاصة فى مجالات تحسين دخل صغار المزارعين والمزارعات وضمان الأمن الغذائى لهم بشكل مستدام.
وانتقل للحديث عن آخر أنشطة بنك الطعام، وحجم التبرعات التي حصل عليها خلال العام الماضي 2023، مؤكدا أن البنك قدم العديد من المساعدات التي زودت مساهماته بشكل ملحوظ وذلك في إطار المحاور الاستراتيجية التي تعتمد عليها أعماله.
وأضاف أنه في إطار محور الوقاية من سوء التغذية، تم توسيع قاعدة المستفيدين من برنامج التغذية المدرسية والحضانات “إبني بكرة” من عدد 42 مدرسة إلى 68 مدرسة، و زيادة عدد الأطفال المستفيدين من هذا المشروع من 35 ألف طالب إلى 54 ألف في 14 محافظة، وبالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني والتضامن الاجتماعي نعمل على تقديم التغذية لــ 14 ألف طفل في الحضانات بـ 15 محافظة.
واستكمل أنه في إطار محور التمكين، دعم البنك صغار المزارعين لشراء منتجاتهم ودمجهم في سلسلة إمداد بنك الطعام، مشيرًا إلى أنه تم افتتاح مشروع قرية آمنة غذائيًا بمحافظة الوادي الجديد بمركز الفرافرة والتي استهدفت تمكين عدد 100 مربية للدواجن ، مضيًفا أنه تم دعم 100 مزارع من العمالة اليومية بمعدات زراعية وافتتاح مزرعة سمكية.
بالإضافة إلى دعم وتمكين 500 مزارع بمشروع تجفيف التمور بأسوان و زراعة الفاصوليا بالبحيرة والفول بشمال سيناء، كما قام البنك أيضا بافتتاح برنامج التكية لتوزيع 30 ألف وجبة شهريا للمستحقين عن طريق المطابخ المركزية التابعة لبنك الطعام، وذلك في إطار محور الحماية والذي تم في إطاره أيضا إطلاق قوافل إغاثية في مختلف المحافظات (خاصة الحدودية) بعدد 5000 كرتونة شهريًا.
وفي محور الارتقاء بدور بنك الطعام، لفت سرحان إلى أن البنك فعل شراكة مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية لإقامة سلسلة من الفعاليات تحت عنوان «الطريق لصنع السياسات المبنية على الأدلة» لمناقشة جهود وأنشطة المجتمع المدني المصري.
بالإضافة لأنشطة الجهات الثلاثة فى مجالات الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي والتغيرات المناخية والتنمية الزراعية وتوفير الغذاء اللازم للمستحقين من الفئات المختلفة وتأثير تلك الأنشطة على المجتمع، وضرورة اللجوء إلى الأبحاث العلمية الدقيقة لاستهداف الوصول إلى المستحقين الفعليين.
وحول الدور الذي يلعبه بنك الطعام في مختلف المحافظات وهل يقتصر دوره في محافظات معينة، أكد سرحان أن البنك ينفذ عدة مشروعات وبرامج في مختلف المحافظات، من خلال التعاون مع الجمعيات الشريكة على مستوى جميع المحافظات.
وأضاف أنه تم تطوير كفاءة عدد من الجمعيات ضمن برنامج الجمعيات الشريكة خلال عام 2023 من خلال منحهم مجموعة من التدريبات والأدوات لتحقيق التفوق التشغيلي للبرامج، كما ضم جمعيات شريكة جديدة في 5 محافظات حتى نهاية 2023 بما في ذلك محافظة الغربية، والبحيرة، والمنيا، ودمياط، والدقهلية بخلاف 3 محافظات في وقت سابق وهم الشرقية، وبني سويف ، والفيوم.
وأشار إلى أنه من بين أهم مشروعات البنك عمليات دعم و تمكين صغار المزارعين ومربيات الدواجن بإتاحة دورات تدريبية لهم ودمجهم في سلاسل الإمداد الخاصة ببنك الطعام، بشراء المحاصيل الخاصة بهم لاستخدامها في تنفيذ أنشطة ومشروعات الإطعام في مختلف المحافظات، لتوزيع مواد غذائية على الفئات المستحقة في مختلف المحافظات من ضمنها وجبات ساخنة.
وأضاف أنه يتم إرسال طرود بشكل دوري كل شهر، و إطلاق موائد الرحمن في جميع أنحاء الجمهورية خلال شهر رمضان، وتطبيق برنامج التغذية المدرسية والحضانات للطلاب في مختلف المحافظات والتوعية المستمرة للمرأة الحامل للحفاظ على الأمن الغذائي وسوء التغذية من خلال برنامج التقزم.