«محاولات مستمرة وتحركات سريعة».. بتلك الكلمات الموجزة تستطيع أن تصف سعى شركة فيليب موريس إنترناشونال العاملة فى مجال صناعة السجائر وتكنولوجيا التبغ المسخن، للوصول إلى عالم خال من الدخان، خلال قرابة 10 سنوات من الآن حسب تقديراتها.
إنفاق أكثر من 9 مليارات دولار على التطوير والابتكار على مدى 13 عاما
هذه المهمة التى بدأتها «فيليب موريس» لمواصلة ريادتها لهذه الصناعة فى فئة المنتجات الخالية من الدخان، دفعتها لتأسيس أكبر مركز بحثى متخصص فى تطوير منتجات التبغ الأقل ضررا على مستوى العالم بمدينة «نيوشاتل» بسويسرا، الذى يضم أکثر من 980 خبيرا وعالما وموظفا فى مجال البحث والتطوير، وأنفقت أكثر من 9 مليارات دولار فى مجالات البحث والتطوير والإثباتات العلمية للمنتجات الخالية من الدخان، بما يضمن تحولها من مجرد منتج للتبغ إلى شركة تعتمد على العلم والابتكار كنهج أساسى فى عملها.
وقال توماسو دى جيوفانى نائب الرئيس التنفيذى لشركة فيليب موريس إنترناشونال للتواصل الإعلامى فى تصريحات لـ« المال» على هامش الجولة التى نظمتها الشركة، لعدد من الصحفيين، فى مقر مركزها البحثى ومصنعها بمدينة نيوشاتيل فى سويسرا الأسبوع الماضى، بالتزامن مع مؤتمرTECHNOVATION -(smoke free by PMI) ، ان أرباح الشركة من المنتجات الخالية من الدخان والبدائل الأقل ضررا سجلت نحو 6.4 مليار دولار حتى الربع الثالث من عام 2022، وتمثل تلك القيمة نحو %30 من إجمالى الأرباح.
وكشف أن شركته تستهدف رفع نسبة إيراداتها من منتجات التبغ الخالية من الدخان لتمثل %50 بحلول 2025.
يشار إلى أن منتجات التبغ المسخن هى سجائر بدون دخان تعتمد على تسخين التبغ لاستنشاق النيكوتين، تنتجها «فيليب موريس» ضمن خطتها للوصول إلى منتجات خالية تساعد على استهلاك النيكوتين بطريقة أقل ضررا.
وأوضح دى جيوفانى أن عدد المدخنين البالغين الذين تحولوا إلى منتجات التبغ الخالية من الدخان بلغ نحو 19.5 مليون، وذلك حتى شهر سبتمبر الماضى، وتطمح الشركة فى أن يصل هذا العدد إلى 40 مليون شخص بحلول عام 2025، حسب قوله.
تحويل 8 مصانع لتوفير المنتجات البديلة من إجمالى 39 منشأة حول العالم
وتتواجد منتجات فيليب موريس الخالية من الدخان فى نحو 70 سوقا عالميا، وتمتلك الشركة نحو 39 مصنعا، وتم تحويل 8 منها إلى العمل فى إنتاج السجائر البديلة بتقنية التبغ المسخن.
وقال “ دى جيوفاني” إنه على سبيل المثال فإن مصنع فيليب موريس القائم فى لوزان بسويسرا، ينتج مئات الأنواع من المنتجات بأحجام ونكهات مختلفة، ويتم تصديرها إلى بعض الأسواق مثل السودان والمغرب، وأصبح المصنع محايدا للكربون فى 2020.
وكانت فيليب موريس قالت فى تصريحات صحفية سابقة إن نتائح الأبحاث المستقلة التى قامت بها حول مدى معرفة المدخن بالأسباب الرئيسية لأضرار التدخين، كشفت وجود عدد قليل فقط من المدخنين حول العالم، هم من يدركون أن المشكلة الرئيسية تكمن فى الدخان الناتج عن عملية الاحتراق التى تتم فى السجائر التقليدية.
وأكدت الشركة أن الفهم العلمى المبنى على حقائق مثبتة لعملية حرق التبغ وما ينتج عنها من أضرار يساعد المدخنين البالغين الذين اختاروا أن يستمروا فى التدخين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الانتقال إلى بديل أفضل من السجائر، وذلك خاصة فى ظل الإثباتات العلمية التى تؤكد أن عملية إشعال السيجارة، تُنتِج حوالى 6000 مادة كيميائية ضارة، وأن المستويات العالية لهذه المواد الضارة فى دخان السيجارة هى السبب الرئيسى للأمراض المرتبطة بالتدخين، إذ أظهرت الأبحاث العلمية أن الأضرار الناجمة عن التدخين مرتبطة ارتباطا وثيقا بعملية الاحتراق.
وكشف الرئيس التنفيذى للشركة ياتشيك أولتشاك أن منتجات التبغ المسخن الأقل ضررا توجد حاليا فى حوالى 70 سوقا حول العالم ونستهدف زيادتها إلى نحو 100 خلال السنوات الثلاث المقبلة بحلول 2025.
وأشار «أولتشاك” إلى أنه ليس شيئًا عادلًا أن نترك بعض البلدان منخفضة الدخل بعيدًا عن ركب التحول، ويجب إتاحة منتج يتيسر لهم الحصول عليه.
وتستهدف «فيليب موريس» التحول نحو منتجات خالية من الدخان، بحلول 2030، عبر استثمار مليارات الدولارات فى الأبحاث العلمية وتطوير المنتجات التى تقلل مستوى الكيماويات الضارة – أو التى يحتمل أن تكون ضارة – الناتجة عن دخان السجائر بنسبة تصل إلى %95.
وتابع الرئيس التنفيذى قائلا إن شركته تسعى إلى إقناع المدخنين البالغين الذين يرغبون فى الاستمرار بالتدخين بالتحول من التدخين التقليدى لبديل أفضل مثل التبغ المسخن، لكنها تواجه معوقات مثل عدم موافقة حكومات الكثير من الدول على المنتجات البديلة.
توقع اختفاء السجائر التقليدية خلال 10 سنوات
ورغم ذلك توقع ياتشيك أولتشاك، اختفاء السجائر التقليدية خلال 10 سنوات، بعد تحول المدخنين البالغين الذين لا يرغبون فى الإقلاع حول العالم لاستخدام بدائل أقل ضررا مثل المنتجات الخالية من الدخان، مع نشر الوعى حول هذه البدائل الأقل ضررا.
وأشار إلى أن توفير المعلومات للمستخدمين حول المنتج الإلكترونى سيساعد على إقناعهم تماما به متوقعا عالم بلا دخان فى سنوات قادمة، قائلا قد نرى السجائر التقليدية بالمتاحف قريبا.
وأضاف أن «فيليب موريس» قررت قبل سنوات الاستثمار فى ابتكار تحويل السجائر التقليدية، لخفض المكونات المؤدية للأضرار الصحية الناتجة عن حرق التبغ.
وتابع قائلا: «كانت توجد مشكلة بشأن الدخان ويجب علينا التخلى عنه وإقناع الناس للتخلص منه، لكن بعض الناس مستمرون فى التدخين، وعندما يتم إشعال سيجارة تنبعث بعض العناصر الضارة ورغم ذلك فإن الأشخاص يدخنون، وبالتالى كانت هناك مشكلة، ولكن يمكن إيجاد حلول لهذه المشكلة بالعلم واللجوء لتقليل التعرض للمخاطر الصحية، مضيفا: « قبل 30 عاما لم تكن الأبحاث ممكنة أو موجودة».
وأشار إلى أن «فيليب موريس» تستثمر فى مجال خفض المخاطر، من وجهة نظر علمية وأردنا مساعدة الناس للإقلاع عن السجائر التقليدية، ولم يكن الوضع ورديا فى الماضى، ولكن نحن سعداء حاليا بما أنجزناه».
ومن الجدير بالذكر أن شركة فيليب موريس مصر أعلنت عن تغيير اسم المُصنع المطبوع على جميع منتجاتها من سجائر «مارلبورو» ، و«ميرت» و«L&M» بكافة أنواعها، إلى «صنع فى مصر بالشركة المتحدة للتبغ»، بعد حصول المتحدة على رخصة لإنتاج السجائر التقليدية والإلكترونية فى مصر.
وأوضحت أن الشركة الشرقية للدخان ستستمر فى تصنيع جميع منتجات فيليب موريس من السجائر لحين انتهاء مخزونها من مواد الإنتاج والخامات اللازمة لتصنيع هذه الأنواع، على أن تبدأ بعد ذلك الشركة المتحدة للتبغ فى عملية التصنيع.
كانت «فيليب موريس مصر» أعربت عن سعادتها بالشراكة الإستراتيجية الناجحة مع الشركة الشرقية للدخان، والتى استمرت قرابة نصف قرن، وتطلعها إلى استمرارها فى هذه الشراكة من خلال مساهمتها فى الشركة المتحدة للتبغ.
وأكدت سعيها لمواصلة ما حققته من نجاحات كبيرة فى السوق المصرية، لتلبية كافة احتياجات المدخنين البالغين من خلال مرحلة جديدة يتم فيها إنتاج جميع العلامات التجارية المملوكة لفيليب موريس بالشركة المتحدة للتبغ.
وأعلنت فيليب موريس مصر، وقتها التزامها التام بكافة التعاقدات مع التجار والموردين لضمان توافر جميع المنتجات بكافة محافظات مصر، موضحة أن هدفها الأسمى هو المساهمة فى دعم الاقتصاد المصرى، وتوفير احتياجات المدخنين البالغين، وأنها ستستمر فى تقديم كافة منتجاتها بالأسعار نفسها المقررة مؤخرًا، دون أى تغيير فى عبوات السجائر أو شكلها، ووفق أفضل مستويات الجودة.