استضاف برنامج «CEO LEVEL» الذى يُذاع على قناة «ALMAL TV» فى أولى حلقات الموسم الثانى، طارق عبد الرحمن الرئيس التنفيذى بشركة ، ليروى خلاصة مسيرته العملية، إلى جانب الكشف عن خطة الكيان خلال الفترة المقبلة وفلسفتها الإستراتيجية بمجال الاستثمار المباشر.
طارق عبد الرحمن، الرئيس التنفيذى بشركة كومباس كابيتال ضيف برنامج «CEO LEVEL» الذى يُذاع على قناة «ALMAL TV»
تناول اللقاء الذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة «المال»، عدة جوانب أخرى متنوعة بين ما حققته الشركة الأم منذ التأسيس، والخطط المستقبلية لشركتيها التابعتين وحجم الاستثمارات المراد ضخّها، والحديث عن نشاط الاستشارات المالية، بالإضافة إلى شرح أسباب ضعف سوق الأسهم المصرية خلال الوقت الحالى، وتوقعات أداء القطاع العقارى الفترة المقبلة.
وكشف طارق عبد الرحمن أن «كومباس كابيتال» تعتزم ضخ استثمارات جديدة خلال عام من الآن بقيمة 100 مليون دولار فى شركتها التابعة «بنيان»، موضحًا أنها تدرس حاليًّا مجموعة من الصفقات الجديدة.
وإلى نص اللقاء:
● حازم شريف: أهلًا بكم فى الحلقة الأولى من الموسم الثانى لبرنامج «CEO LEVEL» ضيفنا، اليوم، طارق عبد الرحمن الرئيس التنفيذى لشركة كومباس كابيتال، رغم معرفتى الكبيرة بك، لكن دعْنا نخبر المشاهدين مَن هو طارق عبد الرحمن.
طارق عبد الرحمن: درستُ إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، وتخرجت فيها عام 1995، ثم بدأت العمل فى بنك إتش إس بى سى بمجال الخدمات المصرفية لمدة 5 سنوات، ثم لمدة عامين فى شركة المجموعة المالية هيرميس، وفى 2002 توجهت لدراسة الماجستير فى جامعة لندن، وهناك عملتُ فى «سيتى جروب» بنشاط بنوك الاستثمار.
تخمة الخبرات كانت أحد الأسباب الرئيسية لانتهاء قصة «أكانار بارتنرز»
بعدها عدتُ إلى مصر، وعملت فى نشاط بنوك الاستثمار بشركة بلتون المالية، ثم لعدة أسباب تركت منصبى أنا وباقى الفريق لتأسيس شركة أكانار بارتنرز؛ وكانت عبارة عن بوتيك متخصص فى تقديم خدمات الاستشارات المالية لصفقات الاندماج والاستحواذ، وبدأت عملها فى السوق عام 2009.
وفى عام 2013 انتقلت لتقلد منصب الرئيس التنفيذى بشركة بالم هيلز للإسكان والتعمير حتى 2018، وعقب ذلك توليتُ منصب الشريك التنفيذى بشركة كومباس كابيتال.
● حازم شريف: رجوعًا إلى شركة أكانار بارتنرز؛ التى كان مستقبلها يبدو مشرقًا، خاصة أنها تأسست على يد 5 أفراد كانوا يعملون فى «بلتون»، والتى كانت ثانى أكبر بنك استثمار بالسوق المحلية آنذاك، لكن النهايات كانت غير موفَّقة من وجهة نظر الكثيرين، حدِّثنى عن ذلك.
طارق عبد الرحمن: دعْنى أخبرك أن الشركة بدأت علمها خلال عام 2009، وكانت الأمور جيدة حتى 2010، ثم عقب ذلك جاءت أزمة 2011، وحينها توقّف مجال الاستشارات المالية بشكل تام فى السوق ككل لمدة 4 سنوات؛ بضغط الظروف الاقتصادية وضبابية الرؤية فى ذلك الوقت.
ومن بين العوامل الأخرى التى أثّرت على التجربة تخمة خبرات فريق العمل المؤسس للشركة؛ إذ كانت هذه المجموعة صاحبة الدور الرئيسى فى جعل شركة بلتون ثانى أكبر شركة استثمار مباشر حينها.
ووجود الفريق الكامل متساوى الخبرات فى كيان واحد لم يكن القرار الأفضل، كما أن نشاط الاستشارات المالية لصفقات الاندماج والاستحواذ، من الصعب أن يكون هو الوحيد لأية شركة، خاصة أنه متذبذب الأداء فى العالم ككل، وليس فى مصر فقط.
نجاح بنوك الاستثمار مرتبط بتنوع الأنشطة لتفادى الضرر المحتمل حال توقف أى منها
ومن ثم فإن نجاح بنوك الاستثمار مرتبط بتنويع الأنشطة التى تعمل بها، سواء فى مجالات السمسرة وإدارات الأصول، والتأجير التمويلى أو متناهى الصغر، بما يمكّن من تحقيق عوائد مستمرة حال تضرر أى من الأنشطة.
والدليل على تأثر نشاط الاستشارات المالية بالظروف المحيطة، ما يحدث خلال العام الحالى، فحاليًّا نرى وضع صفقات الاندماج والاستحواذ فى السوق الأمريكية؛ وهى الأكبر عالميًّا، ونجد أنها تراجعت بواقع 70 % خلال العام الحالى عن 2021؛ بضغط التأثيرات الراهنة.
● حازم شريف: بالتالى ما هو ملخص التجربة؟
طارق عبد الرحمن: من الممكن تلخيصها فى أنه كان من الأفضل بناء بنك استثمار متكامل، وليس الاعتماد على نشاط واحد فقط، أو تأسيس كيان مشترك بين الاستثمار المباشر والاستشارات المالية.
ولكننى أختلف معك فى أمرٍ؛ إذ أعتبر أن نهاية «أكانار» كانت موفَّقة، خاصة أنه تم بيعها لشركة أرقام كابيتال، ومن ثم أصبحت الآن جزءًا من أحد أكبر بنوك الاستثمار فى المنطقة العربية.
● حازم شريف: سندَع الحكم لمجتمع بنوك الاستثمار، أريد أن أسألك عن سبب تحمسك لخوض تجربة تولّى منصبك الحالى بشركة كومباس كابيتال، وخاصة أنك كنت الرئيس التنفيذى بشركة بالم هيلز؛ وهى واحدة من كبرى الشركات العقارية فى مصر، فيما انتقلت بعدها لكيان أصغر.
طارق عبد الرحمن: فى الحقيقة إن مجال الشركتين مختلف تمامًا، فقبل انتقالى للعمل فى «بالم هيلز» كانت مسيرتى العملية كاملة فى بنوك الاستثمار، وكان هذا هو الغريب بأن أتقلد منصب الرئيس التنفيذى بواحدة من أكبر الكيانات العقارية.
لكن أوضاع «بالم هيلز» حينها كانت تحتِّم ذلك نتيجة تضرر أوضاعها كغيرها فى سنوات ما بعد عام 2011، وعقب النجاح الذى أحرزته بها، رأيت أنه من الأفضل العودة لمجال عملى الرئيسى فى الاستثمار المباشر وبنوك الاستثمار.
44 % نسبة العائد المحقق سنويًّا على الجنيه بواقع 26 % للدولار
وأنا أعتبر أن «كومباس كابيتال» واحدة من أنجح شركات الاستثمار المباشر فى مصر، خاصة أنها حققت حتى الآن أعلى عائد بين الكيانات العاملة بالمجال نفسه، بواقع 44 % على الجنيه و26 % على الدولار سنويًّا.
● حازم شريف: ذكرتَ فى حديثك نقطة هامة؛ وهى أن انتقالك للعمل فى «بالم هيلز» كان مرتبطًا بتعرضها لأزمات مالية فى فترات ما بعد الثورة، فهل هذا يعنى أن الشركات العقارية فى فترات التضرر تحتاج لخبرات مالية تديرها، بخلاف حقب النمو التى من الأفضل اللجوء فيها لاختيار كفاءات بمجال التطوير العقارى لإدارتها، هل هذا صحيح؟
طارق عبد الرحمن: بالضبط هذا ما حدث بالفعل، وعلى سبيل المثال «بالم هيلز» فى فترات إعادة الهيكلة الخاصة بها من ناحية الاستثمار والديون، كانت تحتاج لخبرة مالية قادرة على كسب ثقة المستثمرين، ومن ثم فنظرتك صحيحة بشكل كبير.
● حازم شريف: بالعودة لشركة كومباس كابيتال، ذكرتَ أنها الأكبر من حيث العوائد، ولكن على جانب آخر هى الأقل من حيث عدد العمليات المنفَّذة بواقع 4 فقط خلال 12 عامًا، ويظهر أن الجانب الأكبر من نشاطها متمثل فى الاستشارات المالية، هل تعتبر ذلك عدم وضوح للرؤية؟
طارق عبد الرحمن: العكس تمامًا؛ فالجزء الأكبر من نشاط الشركة يأتى من الاستثمار المباشر، والنجاح بهذا المجال غير مرهون فقط بعدد العمليات، وإنما بقيمتها ومعدلات الربحية المحقَّقة.
حجم الاستثمارات الإجمالية بلغ 2.5 مليار جنيه لصالح 4 عمليات
«كومباس كابيتال» نفذت بالفعل 4 عمليات فقط، بقيمة إجمالية 2.5 مليار جنيه، وكان التركيز الأكبر منصبًّا على تنمية الكيانات محلّ الاستحواذ، مثلما تم بالفعل فى شركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية والمستحضرات التشخيصية- راميدا.
فالجهود المبذولة من «كومباس كابيتال» فى «راميدا» مكّنتها من الصعود بقيمة صافى الربحية قبل خصم الفائدة والضرائب والإهلاك والاستهلاك- EBITDA” من 18 مليون جنيه، وصولًا لحوالى 280 مليون جنيه فى وقت الطرح، وهذا يُعتبر نوعًا آخر من الاستثمار المباشر.
وأرى أن الاستثمار المباشر له أنواع؛ إما أن يتم الدخول فى شركات ناجحة بالفعل، ويتم وضع إستراتيجية لها والعمل على زيادة وتوسيع أنشطتها، وإما التوجه لكيانات صغيرة الحجم والارتقاء بها، ففى الأول من الممكن تنفيذ العديد من العمليات، أما الثانية فتحتاج لمجهود أكبر، ومن ثم تكون التنفيذات أقل.
ومن ناحية أخرى فـ«كومباس» كانت شركة استثمار مباشر فقط، أما الآن فهى تمتلك رخصة أخرى للاستشارات المالية على الاندماج والاستحواذ، وتم من خلالها تنفيذ عدة عمليات.
● حازم شريف: ما الخطة التى بناءً عليها توليتَ منصبك الحالي؟
طارق عبد الرحمن: كانت الخطة متمثلة فى عدة جوانب؛ أولها زيادة حجم نشاط الاستثمار المباشر، وتنمية أداء الشركات التابعة.
وأنا بدأت عملى فى شركة كومباس فى توقيت طرح شركة راميدا بالبورصة المصرية، وكان قد تم بالفعل حينها شراء شركة بنيان للتجارة، المالكة لمشروع «ذا ووك»، وكانت الفكرة أن يتم تحويلها إلى صندوقها عقارى فى شكل شركة مساهمة.
وقمنا فيما بعد بشراء 6 مبان إدارية مملوكة لـ«بنيان»، ويتم التركيز من خلالها فى الوقت الحالى على شراء مبان تجارية بالمجال اللوجيستى أو غير ذلك، وتبلغ أصولها حاليًّا حوالى 90 ألف متر.
● حازم شريف: حدِّثنى عن خطة شركة بنيان ونسبة مساهمتكم الحالية بها.
طارق عبد الرحمن: «بنيان» تم الاستحواذ على 100 % من أسهمها، توزعت بواقع 40 % لمساهمى شركة كومباس، والنسبة الأخرى البالغة 60 % للمستثمرين التابعين، وهذا هو النموذج المتبَع لدينا فى استثماراتنا.
فنموذج عمل «كومباس» فى الأساس قائم على ضخ استثمارات من مساهميها فى الكيان محل الاستحواذ بنسب تتراوح بين 20 – 40 %، والجزء المتبقى يتم جلبه من مستثمرين آخرين يتم استقطابهم، وهذا ما تم بالفعل فى «راميدا» و«بلتون» و«سى آى كابيتال».
● حازم شريف: وكم بلغت قيمة صفقة «بنيان» حينها؟
طارق عبد الرحمن: لا أودّ الإفصاح عن ذلك، لكن قيمة الاستثمارات الإجمالية التى تم ضخها متضمنة الصفقة تتراوح بين 1.8 – 2 مليار جنيه حتى الوقت الراهن.
ويمكننا أن نعتبر «بنيان» صندوق استثمار عقارى فى صورة شركة مساهمة مصرية، تمتلك حوالى 90 ألف متر، وتبحث حاليًّا شراء أصول جديدة إدارية ولوجيستية، سواء داخل القاهرة أو خارجها، ويتم ذلك بغرض توسيع حجم أعمالها تأهيلًا لطرحها فى البورصة المصرية.
وأنا أرى أن طرح الشركة فى البورصة سيخلق وعاء ادخاريًّا جيدًا، خاصة للراغبين فى الاستثمار العقارى، فى صورة سهم متداول فى البورصة متاح بيعه وشراؤه فى أى وقت.
ونموذج أعمال «بنيان» الحالى يحاكى العديد من الشركات الأمريكية والأوروبية، المتمثل فى تملك أصول يتم تأجيرها وتحقيق عوائد جارية، ولكنه غير منتشر فى السوق المصرية بشكل كبير.
«بنيان» تخطط لضخ 100 مليون دولار خلال عام.. والطرح مرتبط بتحسن الأوضاع
● حازم شريف: هل خطة «بنيان» تتطلب جمع استثمارات جديدة خلال الفترة المقبلة؟
طارق عبد الرحمن: لا، والشركة تخطط لضخ استثمارات جديدة بواقع 100 مليون دولار خلال عام من الآن.
● حازم شريف: متى ستنفذ الشركة الصفقة الأولى من تلك القيمة؟
طارق عبد الرحمن: قد تكون قبل نهاية العام الحالي، فى حدود تتراوح بين 500 – 600 مليون جنيه.
● حازم شريف: متى سيتم طرح «بنيان» فى البورصة المصرية؟
طارق عبد الرحمن: من الصعب تحديد توقيت بعينه، لكن الأمر مرتبط بتحسن أوضاع البورصة المصرية.
● حازم شريف: ولكن بحكم خبراتك السابقة بمجال الأسواق المالية، متى تكون الأوضاع مناسبة لطرح الشركة؟
طارق عبد الرحمن: من وجهة نظرى أن الوضع الحالى للبورصة المصرية يرجع لعدة أسباب؛ جزء منها مؤقت، وآخر مستمر يحتاج لجهود كبيرة حتى يتم حله.
فالمؤقتة مرتبطة بأزمات التضخم الراهنة وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضًا سعر الدولار والجنيه، وهى أمور ستنتهى فى وقت ما.
ضعف أحجام التداول وتكرار خروج الكيانات الكبيرة من السوق أبرز أزمات البورصة المصرية
وهناك عوامل أخرى مستمرة؛ على رأسها ضعف حجم التداول بالبورصة، والناتج عن قلة عدد الشركات الممثلة حاليًّا فى السوق جراء حالات التخارج المتكرر خلال السنوات السابقة، وأيضًا ما تم فى أوقات سابقة من إلغاء للعمليات.
فقيم التداول، فى وقت سابق، كانت تصل إلى 20 مليون دولار، واليوم لا تتجاوز الـ50 مليون دولار فقط؛ وهو رقم قليل جدًّا، غير جاذب على الإطلاق لبنوك الاستثمار العالمية التى تتجاوز أصولها المليارات.
هذا الأمر يحتاج للتركيز، فاستثمارات المعاشات حاليًّا فى بورصة مصر لا تتجاوز الـ2 %، فى حين أن المتوسط العالمى يصل إلى 10 %، ومن ثم فزيادتها للنسبة الأخيرة قد تضاعف تداولات بورصة مصر 3 مرات.
وإن حدث ذلك فسترتفع أحجام التداول بالسوق ثم تتحسن تقييمات الشركات، ما يصب فى النهاية بتحفيز الحكومة والقطاع الخاص أيضًا لطرح أسهمه، ومن ثم جذب الاستثمارات الأجنبية.
عندما تتحقق هذه العوامل سنحدد جدوى عملية طرح الشركة بالبورصة المصرية، ولكن حاليًّا متوسط مضاعف الربحية بالسوق يصل إلى 5 أضعاف فقط، وباستثناء شركتى فورى وإى فاينانس، قد يصل إلى 4 أضعاف فقط.
● حازم شريف: حال التراجع عن طرح أسهم «بنيان» فى البورصة المصرية، ما البدائل المتاحة للتخارج من الشركة؟
طارق عبد الرحمن: إما البيع، وإما دمج الشركة مع كيان آخر يعمل فى المجال نفسه فى الخليج أو جنوب أفريقيا أو أوروبا.
● حازم شريف: بمناسبة الخليج، السوق المحلية شهدت، خلال الفترة الأخيرة، موجة شراء من عدة صناديق خليجية على الأصول، سواء المملوكة للحكومة أو القطاع الخاص، هل تلقيتم أيًّا من العروض على «بنيان»؟
طارق عبد الرحمن: لا، لم يحدث ذلك، ودخول الصناديق الخليجية فى الكيانات الحكومية يأتى لرغبة الدولة فى توفير سيولة دولارية.
حازم شريف : بالنسبة لـ«راميدا»، إلى متى ستظل «كومباس» متمسكة بحصتها فى الشركة؟
طارق عبد الرحمن: لا يوجد لدى «كومباس» نية للتخارج من «راميدا»، خلال الوقت الحالى، وحصتنا ارتفعت حاليًّا لتصل إلى 18 %، مقارنة بـ12 % سابقًا، ونحن نرى أن الشركة واعدة وتحقق معدلات نمو جيدة بمجال إستراتيجي.
دراسة حزمة صفقات جديدة بمجالات الرعاية الصحية والغذاء والتعليم
● حازم شريف: فيما يتعلق بالاستثمار المباشر بعيدًا عن «بنيان»، هل لدى «كومباس» فرص جديدة يتم النظر عليها حاليًّا؟
طارق عبد الرحمن: لدينا بالفعل مجموعة صفقات يتم النظر عليها حاليًّا، لكن لا تزال فى مراحلها الأولية، لكيانات تعمل بقطاعات الرعاية الصحية والتعليم والغذاء.
● حازم شريف: هل من الممكن أن يكون لدى «كومباس» أى تطلع لدخول مجال رأس المال المخاطر؟
طارق عبد الرحمن: لا أعتقد ذلك، خاصة أنه بعيد عن نشاط الشركة الحالى وغير مفهوم بالنسبة لنا، لكن هناك شريحة تفضّل الاستثمار به، وهو قائم على توزيع الاستثمارات على عدد أكبر من الشركات، وغالبًا ما تتعرض الغالبية من بينها للإفلاس، ومن الإجمالى تتمكن شريحة محدودة من النجاح.
● حازم شريف: سؤالى الأخير سيكون عن القطاع العقاري، بحكم خبرتك السابقة التى تمتد لحوالى 9 سنوات فى المجال، ما أبرز الأزمات المتوقعة له خلال الفترة المقبلة؟
طارق عبد الرحمن: أزمة القطاع العقارى الأساسية تتمثل فى زيادة تكلفة الإنشاء على المطورين العقاريين، وخاصة فى فترات ضعف العملة المحلية وزيادة سعر الدولار.
● حازم شريف: لكن هذا أمر طبيعى ومعتاد بالنسبة للمطورين العقاريين، هل ترى أنه سيكون بمثابة تحدٍّ رئيسى حاليًّا؟
طارق عبد الرحمن: قد يكون المطورون العقاريون تعرضوا لهذا الأمر فى الماضى، ولكن حاليًّا هوامش ربحية الشركات متضررة بضغط زيادة تكاليف شراء الأراضى واحتدام المنافسة على فترات السداد.
● حازم شريف: هل تتوقع حدوث تعثرات فى القطاع العقارى لدى عدد من الشركات خلال الفترة المقبلة؟
طارق عبد الرحمن: أرى أن تغير التكلفة وطول سنوات السداد الطويلة سيمثلان عامل ضغط على الكيانات العقارية صغيرة الحجم، وهو ما شهدناه سابقًا فى نموذج شركة داماك، على سبيل المثال، رغم كبر حجمها.
وأتوقع أن تواجه الشركات الصغيرة فى القطاع العقارى أزمات كبيرة خلال السنوات المقبلة، أما الكبيرة فعادة ما يكون لديها قاعدة رأسمالية قوية تمكِّنها من تحمل صدمات السوق.