كشف المهندس وحيد عتيق، الرئيس التنفيذى لمصنع «أتيكو فارما إيجيبت للأدوية»، أنه يعتزم التعاقد مع عدد من الشركات الأجنبية المتخصصة فى إنتاج الأمصال واللقاحات لبناء خطى جديدين باستثمارات تصل إلى 450 مليون جنيه، تمثل المرحلة الثانية من توسعاتها بمنطقة العين السخنة.
وقال «عتيق» فى حوار مع «المال»، إن المصنع تعاقد بالفعل على الخطين فى بلد المنشأ – رفض ذكر اسمها – وجار عمل الاختبارات اللازمة لهما، على أن يتم شحنهما إلى مصر وتركيبهما فى الربع الأول من العام المقبل.
وتابع أن اتجاه مصنعه لتنفيذ تلك التوسعات الجديدة يأتى بهدف إنتاج أدوية «البيوتكنولوجى» التى تدخل فى صناعة الأمصال بدلًا من استيرادها من الخارج، فى إطار نقل وتوطين تلك الصناعات بالسوق المحلية.
ولفت إلى أن استثمارات خطى الإنتاج ستوفر نحو 300 فرصة عمل، موضحًا أن «أتيكو فارما» يعد أول مصنع لإنتاج المحاليل الطبية الوريدية والمنتجات الدوائية بمنطقة العين السخنة، ويقع على مساحة 20 ألف متر مربع.
وأشار «عتيق» إلى أن إجمالى استثمارات المرحلة الأولى بالمصنع تقترب من مليار جنيه، تم الانتهاء منها، وسيتم طرح منتجاتها خلال سبتمبر المقبل، موضحًا أنها تضم عددًا من خطوط إنتاج المحاليل الطبية الوريدية مختلفة الأنواع والأحجام، وستوفر 500 فرصة عمل، متابعًا أن المحاليل مصنفة كدواء استراتيجى لا يمكن الاستغناء عنه بكل الوحدات والمستشفيات.
وقال «عتيق» إن المصنع سينتج ما يقرب من 25 نوعًا من المحاليل الوريدية باستخدام أحدث تكنولوجيا ألمانية، مضيفا أنه يستهدف طرح %40 من إنتاجه بالسوق المحلية والنسبة المتبقية بالسوق الإفريقية، خاصة دول الكوميسا والقرن الأفريقى والسوق العربية.
طاقة المصنع تصل إلى 3 ملايين عبوة محاليل
ونوه بأن الطاقة الإنتاجية للمصنع تصل إلى 3 ملايين عبوة محاليل شهريًا طبقًا لمواصفات التصنيع الجيد ولوائح هيئة الدواء المصرية، مضيفًا أنه كان بدأ تنفيذ البنية التحتية، وأعمال الترفيق والتراخيص والإنشاءات منذ عام 2017 حتى مارس الماضي؛ إذ تم الانتهاء فعليًا من تراخيص الإنتاج، وأرجع طول الفترة الزمنية فى التنفيذ؛ نظرًا لمتطلبات تلك الصناعة المعقدة.
وتابع أن الشركة تسعى لاستكمال توسعاتها المستقبلية على المساحة المتبقية من المصنع من خلال خطة طموحة لإنتاج المنتجات الدوائية التى تعانى مصر عجزًا بها، مشيرًا الى أن المصنع لديه خبرات تمكنه من إضافة خطوط إنتاج جديدة لتلك الأنواع.
ونوه بأن المصنع لديه مخازن مركزية بطاقة 10 آلاف عبوة، مضيفًا أن التخزين والتعئبة به يتم بطريقة أتوماتيكية بهدف ضمان السرعة، وعدم الخطأ البشري، وتحقيق أعلى مستوى من التعقيم.
وفى سياق متصل، قال إن تواجد المصنع بجوار ميناء السخنة، وقربه من الخطوط الملاحية، وشبكات الطاقة «الغاز والكهرباء» من المقومات الهائلة التى تسهل منظومتى التصدير والنقل البري.
وأوضح أن تطوير شبكة الطرق الداخلية بمنطقة السخنة – السويس يُشجع بشكل كبير جذب الاستثمارات المستقبلية؛ نظرًا لدورها فى تسهيل حركة النقل، مع وجود القطارات بين السخنة والعلمين مرورًا بالقاهرة، كما يؤثر إيجابيًا فى حركة نقل البضائع والأفراد.
وقال «عتيق» إن شركته بدأت العمل منذ عام 1985، مضيفًا أنها تمتلك مصنعين آخرين بالعبور والقاهرة، بجانب مصنع السخنة بإجمالى استثمارات تصل إلى مليارى جنيه.
ولفت إلى أن مصنع العبور يقام بالشراكة مع إحدى الشركات اليابانية، ومتخصص أيضًا فى الصناعات الدوائية، فى حين أن مصنع القاهرة يعد استثمارات مصرية خالصة وتمويل ذاتى ومتخصص فى تصنيع الفلاتر الطبية.
وعن تأثير تداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية على حجم أعمال الشركة، قال «عتيق» إن تلك الأزمات أثرت بصورة سلبية على الاقتصادين العالمى والمحلي، مضيفًا أن التأثير اتضح فى اضطراب حركة سلاسل الإمداد عالميًا وتضاعف أسعار نوالين الشحن، وتوقف حركة النقل.
وتابع أن إدارة الشركة تنبأت بتلك المتغيرات منتصف يناير 2022، واستوردت مستلزمات الإنتاج بكميات أكبر من المطلوبة من خلال أسواق ألمانيا والصين والنرويج، مشيرًا إلى قيامها بسداد قيمتها المرتفعة بسبب زيادة نوالين الشحن.
وقال إن حوكمة إجراءات الاستيراد توفيرًا للعملات الصعبة أحد عوامل صمود القطاع الخاص أمام تداعيات تلك الأزمات العالمية، مشيرًا الى أنه من الأفضل للمصانع تحمل التضخم بدلًا من العجز فى توفير الغذاء والدواء.