هل تذكرون سينسبري؟ نعم. الشركة البريطانية صاحبة سلسلة محلات التجزئة الشهيرة، والتي قادها الحظ السعيد قبل 4 سنوات لاقتحام السوق المصرية؟!
عموما لمن نسي ولمن لم ينس.. فقد عاد بنا إلي هذه الذكري المؤلمة، تحقيق جيد ومتوازن، نشرته إحدي الصحف الزميلة مؤخرا، تناول ما تبقي من شركة «مصريتنا»، وهي – لمن لا يتذكر- الشركة «الوطنية» التي أسسها قبل أربع سنوات، تحالف قوي «التجار» العاملة، لمواجهة القوي «السينسبرية» الامبريالية الغاشمة، والتي نجحت في احتكار السلع والأسواق، بل والمستهلكين أنفسهم، بعد أن حولت باقي متاجر التجزئة والجملة الأخري إلي ما يشبه ساحات المصايف الخالية في ليالي طوبة قارصة البرودة.
وفي المقابل.. كان الزحام في الحوانيت «السينسبرية»، يقارب التلاصق الهيستيري الحميم في الموالد الشعبية. وهو اقبال لا تفسير له – رغم أنف المتضررين- سوي شعور المستهلك المصري – لأول مرة في تاريخه- بقدرته علي الحصول علي سلع جيدة، بسعر أرخص ومستوي خدمة أفضل.
وقد حدث ما حدث.. فهبت القوي الوطنية لمحاربة الاستعمار «السينسبري»، وأسست شركة «مصريتنا.. حماها الله»، والتي نجحت في طرد الغاصب الأجنبي من البلاد.
كيف؟
هذا ما يجيبنا عليه المؤسسون للشركة «الوطنية» من خلال تحقيق الصحيفة الزميلة. أحد المؤسسين – وهو صاحب سلسلة شهيرة لمتاجر التجزئة- يقول: إن خروج سينسبري من مصر جاء بتوفيق من عند الله «وكأنه يتحدث عن نصر أكتوبر». ويضيف: واشتركت فيه عدة عوامل، أولها «انتفاضة» واتحاد التجار المصريين، والشيء الثاني تجاوب الشعب المصري معها!
وهنا يبدو أن الرجل يخلط عامدا – عن وعي أو قلة وعي- بين انتفاضة التجار للحفاظ علي «المواطن الزبون» الذي أصبح فريسة لمنافس أشرس، يقدم له سعرا وخدمة أفضل، وبين الانتفاضة الوطنية الفلسطينية، ضد قوي الاحتلال، التي تسلب «المواطن الزبون» أرضه ومصيره وحريته، وتحرمه من حقه في توافر الحد الأدني من السلع والخدمات.
وربما يكون لشهبندر التجار الوطني بعض العذر في هذا الخلط للأمور، خاصة ونحن كلنا نتذكر – هذه المرة- أن أقوي أسلحة انتفاضة التجار الوطنية لم تكن الحجارة، وإنما تمثلت في ترويج اشاعات مفادها، أن شركة سينسبري يمتلكها يهود، يقدمون العون للصهاينة قتلة الفلسطينيين.
وبلغ الأمر مداه، مع قيام إحدي الشركات المالكة لسلسلة متاجر تجزئة شهيرة، بنشر إعلان مفاجئ في الصفحات الأولي لعدد كبير من الصحف، تعلن فيه ليس عن افتتاح أفرع جديدة أو تقديم حزمة تسويقية متميزة وإنما فقط – وبصيغة تحريضية 100%- إنها شركة مصرية 100%!.
أما باقي القصة فقد بات معروفا للقاصي والداني، حيث قامت الجماهير الغاضبة بفعل تحريض الشائعات، برشق متاجر سينسبري – نيابة عن التجار الوطنيين – بالحجارة، فأبت الشركة الغازية السلامة، وعادت أدراجها إلي الأراضي البريطانية، تجر أذيال الخيبة، فيما انسحب التجار الوطنيون إلي ثكناتهم، وخفت حدة تصريحاتهم تدريجيا – إلي أن تلاشت- عن كونهم قد اتحدوا، ليتمكنوا من تقديم أسعار منافسة للمستهلك، وسرعان ما تجمدت الشركة، ووالت الأسعار ارتفاعها المحمود، ليبقي الوضع علي ما كان عليه قبل مجيء الاحتلال السينسبراوي.
والسؤال: هل تبشر مثل هذه العقليات وتلك الثقافة – إن جاز أن نطلق عليها ثقافة من الأساس- بأي امكانية للتقدم في تطبيق وإعمال آليات السوق؟
أظن أن مستوي قدرة هؤلاء علي مجرد التنافس المحلي، تكفل بفضحها النموذج السينسبري. أما لماذا لا نراهم ولن نراهم يخرجون بسلسلة متاجرهم إلي خارج الحدود للتنافس في الأسواق الخارجية أو الاقليمية؟ فإن مجرد طرح السؤال السابق، يتطلب في حد ذاته قدرا معتبرا من البلاهة.
ويبقي عزاؤنا الوحيد في تلك الشريحة المتنامية من القطاع الخاص، التي نجحت بما تملكه من مهارات وأدوات في أن تفهم وتعي جيدا قواعد اللعبة، وتمكنت بفضل ذلك من مجابهة المنافسين في الداخل والخارج، بل والفوز في العديد من المعارك والصفقات.
عموما لمن نسي ولمن لم ينس.. فقد عاد بنا إلي هذه الذكري المؤلمة، تحقيق جيد ومتوازن، نشرته إحدي الصحف الزميلة مؤخرا، تناول ما تبقي من شركة «مصريتنا»، وهي – لمن لا يتذكر- الشركة «الوطنية» التي أسسها قبل أربع سنوات، تحالف قوي «التجار» العاملة، لمواجهة القوي «السينسبرية» الامبريالية الغاشمة، والتي نجحت في احتكار السلع والأسواق، بل والمستهلكين أنفسهم، بعد أن حولت باقي متاجر التجزئة والجملة الأخري إلي ما يشبه ساحات المصايف الخالية في ليالي طوبة قارصة البرودة.
وفي المقابل.. كان الزحام في الحوانيت «السينسبرية»، يقارب التلاصق الهيستيري الحميم في الموالد الشعبية. وهو اقبال لا تفسير له – رغم أنف المتضررين- سوي شعور المستهلك المصري – لأول مرة في تاريخه- بقدرته علي الحصول علي سلع جيدة، بسعر أرخص ومستوي خدمة أفضل.
وقد حدث ما حدث.. فهبت القوي الوطنية لمحاربة الاستعمار «السينسبري»، وأسست شركة «مصريتنا.. حماها الله»، والتي نجحت في طرد الغاصب الأجنبي من البلاد.
كيف؟
هذا ما يجيبنا عليه المؤسسون للشركة «الوطنية» من خلال تحقيق الصحيفة الزميلة. أحد المؤسسين – وهو صاحب سلسلة شهيرة لمتاجر التجزئة- يقول: إن خروج سينسبري من مصر جاء بتوفيق من عند الله «وكأنه يتحدث عن نصر أكتوبر». ويضيف: واشتركت فيه عدة عوامل، أولها «انتفاضة» واتحاد التجار المصريين، والشيء الثاني تجاوب الشعب المصري معها!
وهنا يبدو أن الرجل يخلط عامدا – عن وعي أو قلة وعي- بين انتفاضة التجار للحفاظ علي «المواطن الزبون» الذي أصبح فريسة لمنافس أشرس، يقدم له سعرا وخدمة أفضل، وبين الانتفاضة الوطنية الفلسطينية، ضد قوي الاحتلال، التي تسلب «المواطن الزبون» أرضه ومصيره وحريته، وتحرمه من حقه في توافر الحد الأدني من السلع والخدمات.
وربما يكون لشهبندر التجار الوطني بعض العذر في هذا الخلط للأمور، خاصة ونحن كلنا نتذكر – هذه المرة- أن أقوي أسلحة انتفاضة التجار الوطنية لم تكن الحجارة، وإنما تمثلت في ترويج اشاعات مفادها، أن شركة سينسبري يمتلكها يهود، يقدمون العون للصهاينة قتلة الفلسطينيين.
وبلغ الأمر مداه، مع قيام إحدي الشركات المالكة لسلسلة متاجر تجزئة شهيرة، بنشر إعلان مفاجئ في الصفحات الأولي لعدد كبير من الصحف، تعلن فيه ليس عن افتتاح أفرع جديدة أو تقديم حزمة تسويقية متميزة وإنما فقط – وبصيغة تحريضية 100%- إنها شركة مصرية 100%!.
أما باقي القصة فقد بات معروفا للقاصي والداني، حيث قامت الجماهير الغاضبة بفعل تحريض الشائعات، برشق متاجر سينسبري – نيابة عن التجار الوطنيين – بالحجارة، فأبت الشركة الغازية السلامة، وعادت أدراجها إلي الأراضي البريطانية، تجر أذيال الخيبة، فيما انسحب التجار الوطنيون إلي ثكناتهم، وخفت حدة تصريحاتهم تدريجيا – إلي أن تلاشت- عن كونهم قد اتحدوا، ليتمكنوا من تقديم أسعار منافسة للمستهلك، وسرعان ما تجمدت الشركة، ووالت الأسعار ارتفاعها المحمود، ليبقي الوضع علي ما كان عليه قبل مجيء الاحتلال السينسبراوي.
والسؤال: هل تبشر مثل هذه العقليات وتلك الثقافة – إن جاز أن نطلق عليها ثقافة من الأساس- بأي امكانية للتقدم في تطبيق وإعمال آليات السوق؟
أظن أن مستوي قدرة هؤلاء علي مجرد التنافس المحلي، تكفل بفضحها النموذج السينسبري. أما لماذا لا نراهم ولن نراهم يخرجون بسلسلة متاجرهم إلي خارج الحدود للتنافس في الأسواق الخارجية أو الاقليمية؟ فإن مجرد طرح السؤال السابق، يتطلب في حد ذاته قدرا معتبرا من البلاهة.
ويبقي عزاؤنا الوحيد في تلك الشريحة المتنامية من القطاع الخاص، التي نجحت بما تملكه من مهارات وأدوات في أن تفهم وتعي جيدا قواعد اللعبة، وتمكنت بفضل ذلك من مجابهة المنافسين في الداخل والخارج، بل والفوز في العديد من المعارك والصفقات.