انتهت الدورة 37 لمهرجان الإسكندرية السينمائي التي أقيمت برئاسة أمير أباظة رئيسا للمهرجان والناقد السينمائي عصام زكريا المدير الفني له، وكرم في هذه الدورة بعض الشخصيات الفنية مثل الفنان خالد الصاوي، والفنانة سلوى خطاب، والناقدة خيرية البشلاوي، والمخرج علي بدرخان واسم الكاتبة الراحلة كوثر هيكل والمخرج عمر عبد العزيز أيضا.
كما شارك في هذه الدورة فيلم مصري وحيد “وش القفص” في مسابقة الافلام الطويلة لدول البحر المتوسط بالمهرجان وذلك بين 13 فيلما سينمائيا شاركوا في فعاليات الدورة 37 ، والفيلم مدة عرضه 100 دقيقة، وهو بطولة أشرف المهدي، أمين حجازي، أمينة الزغبي، أنسي الجندي، حنان حناوي، دعاء الزيني، راوية همام، سعيد مصطفى، سمير قنديل، شريف أبو هميلة، عبير السيد، ماجد عبد الرازق، منى عبد الله، هنا حمزة، ومن إخراج دينا عبد السلام.
كما احتفى مهرجان الاسكندرية هذه الدورة بالسينما السورية بعرضه 5 أفلام لأول مرة بالمهرجان ، وتكريم النجم السوري القدير دريد لحام ومنحه وسام عروس البحر المتوسط، وشارك المخرج السوري جود سعيد في لجنة تحكيم المسابقة الدولية بالمهرجان هذا العام.
شارك فيلم «المطران» للمخرج باسل الخطيب في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وشارك ايضا فيلم «الإفطار الأخير» إخراج وتأليف عبد اللطيف عبد الحميد في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وفيلم «الظهر إلى الجدار» للمخرج والمؤلف أوس محمد، ويدور حول قصة «الدكتور قصي» الذي يحمل درجة الدكتوراه في الإعلام، وتتغير حياته عندما يعرف أن صديق طفولته الذي انقطعت أخباره منذ زمن يعاني من مشكلة ويقع تحت ضغوطات هائلة جعلته في موقف صعب .
في مسابقة الأفلام القصيرة شارك فيلم «حبل الغسيل» إخراج وتأليف محمود جقماقي، ويخلص الفيلم معاناة الناس في الحرب السورية والعسكرة من خلال رصد حركة الأقدام وتجوال الناس في السوق وآثار الحرب على الحياة العامة عبر تباين أشكال الأحذية، كما يطرح قصة فتاة تنتظر عودة حبيبها من الحرب بمنتهى الاشتياق ولكنه يعود فاقدا ذراعه وقدمه.
وشارك كذلك في الدورة الفيلم القصير «فوتوغراف» للمخرج المهند كلثوم، ويدور حول تأثيرات الحرب السورية و ما بعد الحرب على الطفل السوري والعمالة التي تفرض عليهم الوقوف إلى جانب عائلاتهم لتقديم الدعم المالي لهم مقابل الاستغناء عن حقوقهم التعليمية، و الأثار السلبية التي تعرضوا لهُا جراء ويلات الحرب.
فايزة هنداوي : تكريمات المهرجان مستحقة ولدينا أزمة في وجود أفلام مصرية مشاركة
قالت الناقدة فايزة هنداوي أن الدورة 37 لمهرجان الاسكندرية السينمائي كانت مميزة من جوانب كثيرة أهمها ، ان تكريمات المهرجان هذا العام كانت متنوعة ولاول مرة تكون دورة المهرجان باسم مخرج مثل علي بدرخان ، لافتة الى انه العام الماضي كانت باسم الفنان القدير الراحل عزت العلايلي لكن هذا العام كانت باسم مخرج لاول مرة .
ولفتت إلى أن ذلك هام جدا لأن معاهد السينما ليست مقتصرة في صناعها على الفنانين فقط وانما تبدا من السيناريو وكل العناصر الاخرى ديكور وتصوير والاخراج مهما ، لذلك اهداء الدورة له شيئا مميزا جدا ، مؤكدة ان علي بدرخان اسم مهم في عالم الاخراج السينمائي وباقي الاسماء التي كرمت مثل المخرج عمر عبد العزيز جيدة فهو مخرج مهم وتنوع بين الافلام الكوميدية والتراجيدية في مسيرته الفنية مثل فيلم الشقة من حقة الزوجة وفرحان ملازم ادم وغيرها ، اما الفنانين الذين كرموا في المهرجان مثل خالد الصاوي وسلوى خطاب فهي أسماء مهمة في الحياة الفنية وقدموا مشوار سينمائي مهم.
وكذلك تكريم ناقدة مثل خيرية البشلاوي شيئا جيدا ويحسب لمهرجان الاسكندرية انه في السنوات الاخيرة اصبح يكرم في كل دورة ناقد فني ، لان الناقد هو اعد عناصر العملية الابداعية والسينمائية فالنقد يساهم في تطور الفنان كثيرا والعملية الابداعية بالطبع .
وعن فيلم وش القفص وهو الفيلم المصري الوحيد الذي شارك بمهرجان الاسكندرية قالت : المخرجة دينا عبد السلام تاريخها الفني عبارة عن افلام قصيرة السنين الماضية وهي مخرجة مهمة وحصلت على جوائز سابقا ، والفيلم تكلفته الانتاجية قليلة لان ابطاله عبارة عن مواهب شابة وتعاونت فيه مع زوجها دكتور أشرف المهدي والذي شارك معها في كتابة السيناريو ايضا ، وهي تهتم دائما بتقديم فيلما سينمائيا جيدا بعيدا عن قدرتها على توزيعه في الخارج .
وعن مشاركة فيلم مصري وحيد في المهرجان قالت : للاسف جميع المهرجانات السينمائية في مصر تعاني منذ سنوات بسبب عدم وجود افلام قادرة على المشاركة في اي مهرجان سينمائي ، فمهرجان الجونة السينمائي العام الماضي ايضا لم يشارك به سوى فيلما واحدا فهي ازمة موجودة في السينما المصرية حقيقة .
اما عن احتفاء مهرجان الاسكندرية السينمائي هذا العام بالسينما السورية قالت : لاول مرة تم عرض الفيلم السوري المطران بالمهرجان وهو فليما سينمائيا مهما وكان هذا الفيلم احد احلام الراحل فاروق الفيشاوي وأوصى بتقديم هذا الفيلم في آخر ايامه ، كما أن السينما السورية التي قدمت في الاسكندرية السينمائي هذا العام لايجب تصنيفها سياسيا لأنها في النهاية انتاج الدولة السورية .
والسينما ليست ضرورية ان تكون مع او ضد النظام السياسي للبلد او يكون للفيلم المعروض موقفا سياسيا معينا ، مشيرة أن السينما السورية موجودة بقوة دائما في مهرجان الاسكندرية ، وهذا العام يعتبر الثاني الذي يعرض فيه فيلم سوري كعرض أول بالمهرجان ” المطران” وعرض منذ سنوات فيلم دمشق حلب للقدير دريد لحام كعرض أول أيضا في مهرجان الاسكندرية السينمائي .
أحمد سعد الدين: الدورة ظهرت بصورة جيدة في ضوء الإمكانات المتاحة
وقال الناقد الفني أحمد سعد الدين ان فيلم وش القفص الذي عرض بدورة مهرجان الاسكندرية الاخير ، كان فيه جهدا كبيرا من مخرجته دينا عبد السلام وقدمت عملا سينمائيا جيدا لكن مقاييسه الفنية اقل ، ومايميزه ان جميع فريق العمل من الاسكندرية لكنه خطوة جيدة.
ويضيف المهرجان تميز بوجود ندوات فنية كثيرة للمكرمين في الدورة ، وشهدت حضورا لافتا وقدم كتب عنهم ايضا ، لكن الازمة في الافلام التي عرضت في المهرجان انها كانت في اماكن متفرقة مثل سان ستيفانو ورويال والاخيرة بعيدة تماما عن اقامة الضيوف في المهرجان.
وأشار إلى أن الدورة في حدود الامكانات المتاحة جيدة ، لكن للاسف المهرجان يعتمد على تاريخه فنح نتحدث عن الدورة 37 وهذا التاريخ لايملكه سوى مهرجان القاهرة السينمائي ، لكن لايملك امكانات كبيرة مثل الجونة السينمائي .
وعن الأفلام السورية التي عرضت في المهرجان فعرض فيلم سوري مهم مثل المطران للفنان السوري رشيد عساف وهو ياتي لاول مرة لمصر منذ سنوات ، وبخصوص الجدل الذي اثير حول تكريم الفنان السوري دريد لحام فهو لم يكرم مثل السنين الماضية في المهرجان وانما فاز بنجمة ووسام البحر المتوسط وهي جائزة قدمت منذ عامين وحجبت العام الماضي ، وذلك ليس عيبا ان يتم منح تركيم لفنان بهذه الصورة خاصة حينما يكون له تاريخ طويل مثل لحام .
محمد سلطان: كانت دورة مميزة وفيها تطور ملحوظ في جوانب عديدة
وأعرب الناقد الفني محمد سلطان أن مهرجان الاسكندرية السينمائي هذا العام كانت به اشكالية معينة تتمثل في غياب بعض عناصر لجان التحكيم ، لكن برغم ذلك كان شيئا ايجابيا اهداء الدورة لاسم مخرج كبير مثل علي بدرخان فهو تقليد يحدث لاول مرة في المهرجان.
ويضيف باقي التكريمات كانت جيدة مثل خالد الصاوي والناقدة خيرية البشلاوي وغيرهم ، لافتا إلى أن هناك افلام سينمائي عرضت بالدورة الاخيرة للمهرجان من البوسنة وتونس والمغرب أيضا وسوريا كذلك.
وعن الفيلم المصري وش القفص قال سلطان: كانت تجربة سينمائية جيدة لكن لاترقى ليحصل على جائزة بالمهرجان لان مستواه الفني كان اقل من افلام اخرى ، مؤكدا ان فيلم الافطار الاخير من سوريا يستحق الفوز بجائزة وكذلك فيلم مرجانة من المغرب كان مميزا أيضا بهذه الدورة.
وتابع قائلا إن مهرجان الإسكندرية السينمائي هذه الدورة حقق نجاحا جيدا بشكل افضل من الاعوام الماضية في جوانب كثيرة وحدثت فيه تغييرات أيضا منها اهداء الدورة باسم مخرج بدلا من فنان مثل الاعوام السابقة ، واحتفاءه بالسينما السورية والسينما اليونانية كانت ضيف شرف المهرجان أيضا ، اي كان هناك تنوعا واضحا للثقافة السينمائية من مختلف دول العالم.