قال نعيم مؤمن، الأستاذ بجامعة برمنجهام واستشاري جراحة التجميل، ورئيس الرابطة الدولية للحروق إنَّه سيتولى الإشراف على مستشفى أهل مصر.
وأضاف في لـ «المال» أن مستشفى أهل مصر تختلف عن المستشفيات الأخرى وتنشئه مؤسسة مجتمع مدني على دراية بالسياق الاجتماعي والاقتصادي الذي يعانيه ضحايا الحروق، وبالتالي تم اعتبار تلك العوامل أثناء التصميم.
«مؤمن»: تصميم مستشفى أهل مصر يراعي منع انتقال العدوي بين المرضى
وأشار إلى أن تصميم مستشفى أهل مصر يراعي ندرة الفرق الطبية المتخصصة، وبالتالي يعتمد علي التكنولوجيا الحديثة والميكنة والرقمنة و تحليل الـ Big Data و آليات الذكاء الإصطناعي، فضلا عن مزايا أخرى كثيرة لمنع انتقال العدوي بين المرضي كالفصل بين ممرات الأطباء والزوار، بالإضافة إلى استخدام الأبواب الأوتوماتيكية لضمان دخول الغرف للمسموح لهم فقط من الفرق الطبية.
دور التوعية في تقليل حوادث الحروق
وأشار «مؤمن» إلى دور التوعية في تقليل حوادث الحروق، موضحًا أن القاعدة الذهبية في هذا الصدد هي أن الوقاية خير من العلاج بلا شك، خاصة أن الحد من حوادث الحروق يقلل التبعات الاقتصادية، إذ تعد التوعية استثمارًا عالي العائد من ناحية الوقت و المال، والمجهود والبنية التحتية. لافتًا إلى أن دول كثيرة سبقت مصر في هذا المجال إلي الحد الذي دفع بالعديد من هذه الدول إلي إغلاق معظم مستشفيات الحروق لديها نظرًا لعدم الاحتياج الناشئ من زيادة الوعي.
وعن التكلفة المالية لعلاج مصابي الحروق، أوضح «مؤمن» أن رحلة علاج مصابي الحروق طويلة ومؤلمة ومكلفة حيث يتطلب علاج التشوهات والإعاقة الجسدية والنفسية التي تنشأ من الحرق سنوات من العمل الدؤوب والدعم النفسي الفعال والتأهيل المهني حتى يصبح المصاب عضوًا فعالًا في المجتمع، مؤكدًا أن الوضع يزداد تعقيدًا إذ أن معظم المصابين ينتمون إلى الطبقات الأكثر احتياجًا؛ وبالتالي لا يستطيعون دفع تكلفة العلاج.
بالإضافة إلى ندرة الفرق الطبية المتخصصة في علاج الحروق سواء من ناحية التخصص، أو التدريب أيضًا.
تدريب الأطباء المصريين من خلال الرابطة الدولية للحروق
ولفت إلى تدريب الأطباء المصريين من خلال الرابطة الدولية للحروق، من خلال إعداد برنامجا طموحًا لضمان تدريب الفرق الطبية بشكل مستمر مع المراكز الطبية المتخصصة بالتعاون مع الرابطة الدولية للحروق، وغيرها من المؤسسات الدولية المتخصصة و المشهود لها بالكفاءة.
وتناول مؤمن أبرز ما تحتاجه المستشفيات لاستقبال مريض الحروق، مؤكدًا ضرورة أن تتمتع المستشفى ببنية تحتية قوية من الأجهزة والأنظمة التي تمكن الفرق الطبية من تنفيذ مهماتها علي أحسن وجه، وتدشين أنظمة ذو جودة و مكافحة عدوى فعالة، وتطوير البحث العلمي بشكل دائم و مستمر، موضحًا أن هذه المواصفات تشكل خارطة طريق لمستشفى بمواصفات عالمية.
وأكد أنه لا توجد اتفاقيات تعاون بين المستشفيات المصرية بوزارة الصحة و الرابطة الدولية للحروق، مشيرًا إلى مشاركة الأطباء بصورة فعالة في مصر بصفتهم الشخصية كمساهمين في الإنتاج العلمي لهذه الرابطة.
يذكر أنَّ البروفيسور نعيم مؤمن، أستاذ بجامعة برمنجهام، واستشاري جراحة التجميل بمستشفى الجامعة، ويشغل حاليًا رئيس الرابطة الدولية للحروق، كما قام بإنشاء العديد من وحدات الحروق في معظم دول العالم، ورئيس منظمة علاج الحروق البريطانية، ورئيس المنظمة الأوروبية للحروق، والتحق «مؤمن» بوحدة الحروق في بيرمنجهام في عام 2000، بصفته رائدًا لخدمات الحروق في مستشفى الملكة إليزابيث ببرمنجهام QEHB، كما أشرف على أحد مرافق علاج الحروق في إنجلترا التي اهتمت بعلاج المرضى العسكريين.
وأجرى البروفيسور مؤمن أبحاثًا عديدة في الأوعية الدموية، وتكامل بدائل الجلد، وجوانب إنعاش الحروق الحادة، وهو يعمل مدير مركز أبحاث Scar Free Foundation Birmingham Burns Research Centre، الذي يقود شبكة تعاونية قوية في المملكة المتحدة بين مستشفى جامعة برمنجهام، ومستشفى برمنجهام للأطفال، والمركز الملكي للطب الدفاعي، وكلية لندن الجامعية، والمستشفى الملكي الحر.