عقدت جمعية الدبلوماسية العامة الصينية بالتعاون مع المركز الثقافي الصيني ومؤسسة شرف للتنمية المستدامة، مساء اليوم عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أولى جلسات برنامج “اعرف الصين” بعنوان ما هي مبادرة الحزام والطريق، بحضور السفير الصيني لياو ليتشانغ والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق ورئيس مؤسسة “شرف للتنمية المستدامة”.
وقال الدكتور وانغ ييوي، البروفيسور في جامعة الشعب الصينية ، إن بكين أنشأت المبادرة بهدف التعاون المشترك مع دول العالم لاسيما وإن طريق الحرير كان في القدم يعد طريقاً للتجارة ، وحتى الآن دعمت أكثر من 169 دولة ومنظمة حول العالم المبادرة وشاركت بنشاط فيها.
وأضاف في كلمته بفعاليات الندوة أنه تم تضمين المبادرة في الكثير من القرارات العالمية وأصبحت مبادرة عامة وشهيرة، لافتاً إلي أن مصر والصين تربطهما صداقة عميقة وتعد القاهرة أول دولة عربية تقيم علاقات مع بكين.
وتابع أنه في السنوات الأخيرة تطورت العلاقات بين البلدين وأسفر التعاون العملي بين الجانبين عن نتائج مثمرة.
ولفت إلي أنه منذ طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ المبادرة تم دمجها ضمن استراتيجية مصر للتنمية 2030، الأمر الذي سيعود بالنفع المتبادل علي البلدين.
وذكر أن مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة يعد أكبر مشروع تم تنفيذه من الشركات الصينية بمصر حتي الآن وسيعمل علي تطوير الحزام الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والحزام الاقتصادي لمنطقة البحر الأحمر.
المبادرة
جدير بالذكر أنه تم الإعلان عن مبادرة تحمل اسم “حزام واحد طريق واحد” One Belt One Road”للمرة الأولى في عام 2013، وهي استراتيجية تنموية طرحها الرئيس الصيني لإعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لخلق طريق الحرير البحري لتعزيز الربط الدولي ودعم حركة التجارة الدولية مرورا بـ65 دولة.
وتشير تقارير صحفية إلى أن هذه المبادرة تتضمن فرعين رئيسيين، وهما حزام طريق الحرير الاقتصادي البري، وطريق الحرير البحري.
وينقسم الطريق البري إلى 6 ممرات بالاضافة إلى طريق الحرير البحري: الجسر البري الاوراسي الجديد الذي يمتد من غربي الصين الى روسيا الغربية، وممر الصين – مونغوليا – روسيا الذي يمتد من شمالي الصين الى الشرق الروسي ، وممر الصين – آسيا الوسطى – آسيا الغربية الذي يمتد من غربي الصين الى تركيا ، وممر الصين – شبه جزيرة الهند الصينية الذي يمتد من جنوبي الصين الى سنغافورة ، بالإضافة إلي ممر الصين – باكستان الذي يمتد من جنوب غرب الصين إلي باكستان ، وممر بنغالديش – الصين – الهند – ميانمار الذي يمتد من جنوبي الصين الى الهند.
فضلاً عن طريق الحرير البحري ويبدأ من فوجو فى الصين ويمر عبر فيتنام وأندونسيا وبنجالديش والهند وسيريالنكا وجزر الملديف وشرق أفريقيا على طو ل الساحل الافريقى إلى البحر الاحمر وعبر قناة السويس إلى البحر المتوسط الذي يمتد من الساحل الصيني عبر سنغافورة والهند باتجاه البحر المتوسط بعد المرور على أثينا وينتهى الطريق فى موانئ إيطاليا.
وأشار البروفيسور في جامعة الشعب الصينية في كلمته إلي تصريحات الرئيس الصيني سابقاً حول أن المبادرة تلتزم بالمبادئ الأساسية في تحقيق التشاور المكثف والمنافع المشتركة بين البلدان وليس لها أي أغراض جيوسياسية ولا تقصد أن تحل محل مبادرات التعاون الاقتصادي.
وتابع أن الصين لا تسعى خلال المبادرة للهيمنة أو تحقق المنفعة لذاتها أوعلي حساب الآخرين ، مؤكداً أن المبادرة أيضاً ليست بالفخ كما يقول البعض بل تعود بالنفع علي كل الشعوب كما تعتبر التصنيع خياراً هاماً لزيادة فرص العمل.
وقال إن العالم يواجه حالياً نتيحة تفشي وباء كورونا المستجد تغيرات كبيرة لم يسبق أن تعرض لها منذ قرون ، كما عاني الكثيرون في العديد من البلدان جراء الآثار الاقتصادية الشديدة للوباء وارتفعت النزعة التجارية الأحادية لدي الدول .
وتابع إنه انطلاقاً من ذلك يجب علينا الاتحاد لبناء المبادرة لتعزيز التعاون والتعافي وهو ما ستساهم الصين في تحقيقه بالتعاون مع مصر والدول الأخرى.
وأشار إلى أن المبادرة تحتوي على العديد من أركان التعاون الأول يتعلق بقطاع الصحة، موضحاً أن الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي أكدا من خلال مكالمتهما الهاتفية إلي أهمية تطوير الشراكات الاستراتيجية بين البلدين .
وأوضح أنه قدمت مصر للصين في شهر مارس الماضي شحنة من المستلزمات الطبية وسلمت الصين في يوليو الماضي لمصر مستلزمات طبية وقائية وكواشف لفيروس كورونا المستجد، كما عقد خبراء قطاع الصحة المصريين والصينين ندوات عبر الفيديو كونفرانس لتبادل الخبرات عن كيفية التغلب علي الوباء ومكافحته، كما تم تشغيل خط إنتاج للكمامات وهو مشروع مشترك بين البلدين.
وكانت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد قد قامت بزيارة إلي الصين في الأول من شهر مارس الماضي وبصحبتها شحنة مستلزمات طبية كرسالة تضامن مع الشعب الصيني.
ولفت إلي أن الصين ستواصل العمل في مجال أبحاث اللقاحات وإنتاجها وتوزيعها بالتعاون مع البلدان الأخري، كما ستسعي لجعلها منتجا ًعاما يستطيع الناس في جميع البلدان استخدامة وتحمل كلفة الحصول عليه.
أما الركن الثاني للتعاون بالمبادرة فيتعلق باستكمال السياسات الخاصة بالإنتاج حيث كان للوباء تأثيراً شديداً علي البلدان وتقلص الطلب علي التجارة والاستثمار بمجالات كالبنية التجتبة وأصبح التركيز علي كيفية مكافحة الوباء ، ولذا يجب علينا استئناف العمل والإنتاج وتحقيق التدفق الطبيعي للسلع وتعزيز نقاط النمو الاقتصادي في مجال التجارة الالكترونية والذكاء الاصطناعي وتعزيز النشاط الاقتصادي في الدول ذات الصلة.
أما الركن الثالث بالمبادرة فهو تعزيز الانفتاح الاقتصادي ، وقد وضع الحزب الشيوعي الصيني مفهوم التنمية الجديد كمفهوم محلي ودولي ، وفي 15 نوفمبر الماضي وقعت الصين اتفاقية الشراكة الإقليمية مع 10 دول أخري وبلغ إجمالي عدد سكان الدول الأعضاء في تلك الاتفاقية نحو 2.27 مليار نسمة .
وأكد أن الاتفاقية تعد حالياً أكبر منطقة تجارة حرة في العالم ، مشدداً علي أن الصين ستعمل علي تطوير الاقتصاد الرقمي وتعزيز التعاون عالي الجودة لتطوير مبادرة الحزام والطريق.
أما الجزء الرابع من المبادرة فهو تعزيز الروابط الشعبية بين الدول ، مؤكداً أن المبادرة تعد طريقاً للتبادلات الحضارية الشعبية .
وقال أحد المتحدثين في الندوة ، إن مبادرة الحزام والطريق هي شبكة نقل مترابطة تضم خطوط للنقل بالكهرباء وشبكات السكك الحديدية وشبكات الاتصالات وغيرها، وفي مثل الأوضاع الحالية الناتجة عن وباء كورونا تحتاج الدول للبني التحتية كالتي ضمن المبادرة لتحقيق النهضة والتنمية، مؤكداً أن الصين لم تبخل بأي خبرات علي الدول الأخرى.
وقال متحدث آخر، إن أهمية افريقيا للمبادرة متزايدة، أهمها أنها كانت أول من طرحت منصة متعددة الجوانب مع الصين والتي كان من أبرز نتائجها منتدي التعاون الصيني الأفريقي .
ولفت إلي أن تلك المنصة كانت في البداية ثنائية تحولت بعد ذلك لمنصة متعددة واعتمدت الصين علييها للتحول نحو الخارج.
وقال خبير بالقسم الاقتصادي بوزارة الخارجية الصينية ، في كلمته بالندوة ، إن مصر هي صديق حميم وشريك قديم للصين .
ولفت الخبير الصيني إلي أن تحقيق التعاون عالي المستوي واحد من أهم الاستراتيجيات التي تتضمنها المبادرة.
وانطلاقاً من ذلك تبرز أهمية مصر في المبادرة ، ففي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس هناك العديد من المشروعات الكبري المقامة التي تعمل علي تحفيز التجارة وتوظيف الكثير من العمالة وتعود بالنفع الكبير علي كل المشاركين فيها ،وقد برزت نتيجة ذلك مشاريع أخري كمشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة .
وتابع إن المشاركة في المبادرة تحفز الدخل القومي، وتعمل علي تحقيق الرؤية الاقتصادية لاستراتيجية التنمية 2030.