قال الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء إن مصر تشهد خلال الفترة الحالية تطورات تحول ديمقراطى حقيقى خاصةً بعد انتخابات نزيهة سواء تشريعية أو رئاسية، تم بعدها تسليم السلطة من القوات المسلحة إلى سلطة مدنية لأول مرة، وتابع نحن نمر بلحظات تاريخية حيث نكتب دستور مصر بأنفسنا وهذا ما نتطلع إليه لتحقيق أهداف الثورة.
وأضاف خلال كلمته التى ألقاها أثناء افتتاح اليوم الثانى لقمة الأعمال والسياحة المصرية الأوروبية أنه بعد الانتهاء من إعداد الدستور الجديد ستتم الدعوة لانتخابات برلمانية يتم إجراؤها بعد شهرين، مشيراً إلى أنه عند بناء أى نظام جديد يجب أن يصاحبه نمو اقتصادى وقال نسعى لإعداد خطة لتحقيق معدلات نمو مرتفعة من خلال خريطة اقتصادية واضحة.
وأشار إلى أن الخريطة الاقتصادية تتضمن نظم التكنولوجيا لتشجيع الابتكارات فى إطار تدعمه دولة القانون وتشجيع الاستثمارات من خلال توفير المناخ المناسب وحل مشكلات المستثمرين، لافتاً إلى وجود بعض التحديات التى تعوق فرص الاستثمار وقال إن السوق المصرية واعدة.
هشام قنديل: الحكومة تعمل على محاربة الفساد الذى سيطر على جميع أرجاء الدولة
وأكد رئيس مجلس الوزراء خلال كلمته أن الحكومة تعمل جاهدة على محاربة الفساد الذى سيطر على جميع أرجاء الدولة خلال العقود القليلة الماضية، مضيفاً أن الحكومة تسعى أيضاً إلى تحسين الخدمات وتهيئة فرص الاستثمار، مشيراً إلى أن الحكومة جادة فى تسهيل جميع العقبات التى تواجه المستثمرين فى الوقت الحالى واحترام جميع العقود والقوانين.
وقال قنديل إن الحكومة حريصة على منح تراخيص لتأسيس الشركات الأوروبية الراغبة فى الدخول للسوق المصرية خلال فترة زمنية لا تتجاوز الشهرين، فضلاً عن تطبيق سياسة الشباك الواحد، لافتا إلى الالتزام بتوفير كل الضمانات للاستثمارات الأوروبية.
واختتم قنديل كلمته بالإشادة بالجهود التى قام بها الاتحاد الأوروبى لدعم التحول السياسى والاقتصادى فى مصر من خلال توفير مساعدات دولية بقيمة 5 مليارات يورو، مؤكداً أن الحكومة لديها أيضاً التزام بدعم جهود السلام فى المنطقة.
من جانبها قالت كاثرين آشتون، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسات الأمنية، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، إن الزيارة الحالية للاتحاد الأوروبى تعد أكبر زيارة فى تاريخ العلاقات المصرية الأوروبية، لافتة إلى أنها قامت خلال الـ20 شهراً الماضية بعدد واسع من اللقاءات مع كل طوائف المجتمع المصري.
كاثرين آشتون: بالرغم من مرور فترة طوية على الثورة فإن مطالب الشعب المصرى ما زالت فى تزايد مستمر
وتابعت كاثرين: إنه بالرغم من مرور فترة طوية على الثورة فإن مطالب الشعب المصرى ما زالت فى تزايد مستمر بالرغم من إجراء الانتخابات الرئاسية التى تعتبر أولى خطوات التحول الديمقراطى، وقالت لابد أن يتم تعميق الديمقراطية للمستوى الأعمق خلال الفترة المقبلة من خلال محاربة الفساد والانتهاء من إعداد الدستور إلى جانب إجراء الانتخابات البرلمانية فضلاً عن تدعيم المجتمع المدني.
ولفتت كاثرين إلى أن الاتحاد ملتزم بتقديم الدعم لمصر فيما يتعلق باسترداد ملف الأموال المهربة فى الخارج التى استولى عليها عناصر النظام السابق، فضلاً عن دعم الاستثمار والسياحة لمصر بحيث يتمكن الاقتصاد من الوقوف على الطريق السليم.
وأكدت كاثرين أن عدداً كبيراً من الشركات الأوروبية لديها رغبة لضخ استثمارات جديدة بالسوق المحلية خلال الفترة القليلة المقبلة لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبى من أكبر الدول التى تقوم بضخ استثمارات مباشرة داخل السوق المحلية.
وقالت كاثرين إنها وجهت رسالة للرئيس محمد مرسى بضرورة إتاحة الفرصة للمجتمع المدنى للمشاركة فى الحياة السياسية مشيرة إلى أن الاتحاد جاء لمصر ليس فقط لاعطاء الوعود ولكننا ملتزمون بتقديم الدعم الكامل لمصر.
وأعادت كاثرين التأكيد على أن العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبى لا تقوم على جانب واحد ولكن على الحكومة المصرية أن تكون ملتزمة أيضا للقضاء على التحديات.
وفى نهاية كلمتها أشارت آشتون إلى أن دول الاتحاد الأوروبى مبهورة بالآثار المصرية والمناطق السياحية المصرية، لافتة إلى أنه يتم تدريس الحضارة المصرية للشباب داخل الجامعات الأوروبية.
وأكد محمد كمال عمرو وزير الخارجية عمق العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبى مدللاً على ذلك بالزيارة التى قام بها الرئيس محمد مرسى لبروكسل خلال شهر سبتمبر الماضى، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبى هو الشريك الأقرب لمصر بحكم العلاقات التاريخية والجغرافية.
ولفت خلال كلمته إلى أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبى انطوت على العديد من الانجازات إلا أن هناك مجموعة من التحديات التى يجرى العمل على حلها بمشاركة جميع الأطراف السياسية سواء حكومات أو أحزاباً أو مجتمعاً مدنياً.
محمد كمال: مصر تتطلع إلى المزيد من التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي
واعتبر عمرو أن زيارة الاتحاد الأوروبى لمصر هى أكبر زيارة فى تاريخ الشريكين، مشيراً إلى أن مصر تتطلع إلى المزيد من التعاون المشترك القائم على أساس احترام الخصوصيات الثقافية وهو ما يمكن أن يتحقق من خلال تجاوز القوالب التقليدية.
وقال إن مصر تتطلع لأن يكون هناك دعم من الاتحاد الأوروبى للاقتصاد المصرى ليبرهن على مدى مصداقية وعوده السخية بالمساعدات المالية، وقال : نطلب من الاتحاد الأوروبى المعاونة فى قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والبحث العلمى وتوطين التكنولوجيا فضلاً عن إعداد برنامج متكامل للارتقاء بالموارد البشرية.
وأضاف وزير الخارجية: أتوقع من الاتحاد الأوروبى تعزيز دوره فى مجال تشجيع التعايش المشترك والتسامح وقبول الآخر واحترام الأديان ومواجهة الاعتداء على الجاليات المصرية فى الدول الأوروبية بمزيد من الأهمية.
يأتى لقاء اليوم بعد حدث مهم شهدته القاهرة أمس، تمثل فى انعقاد الاجتماع الثانى لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين والذى تم فيه بحث آليات التعاون فى مجال الدعم المؤسسى، فضلاً عن بحث تطورات الازمة السورية والقضية الفلسطينية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يضمن تحقيق استقرار منطقة المتوسط، على أساس قرارات مجلس الأمن ومرجعيات مؤتمر مدريد للسلام على اساس مبدأ الارض مقابل السلام، مع التأكيد على أهمية وقف النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية لأن ذلك يؤدى إلى وجود أزمة فى تحقيق السلام.