قال ممثلو مكاتب التمثيل التجاري المصري في مكاتب الإمارات والمملكة العربية السعودية وعمان إن اقتصاد تلك الدول تأثر بشدة نتيجة تداعيات فيروس كورونا، ولكن ما زالت الصادرات المصرية لتلك الدول تشهد تطورا، وفي المقابل تضررت نتيجة لتوقف الأنشطة الاقتصادية.
جاء ذلك خلال الندوة الموسعة التى عقدتها جميعة رجال الأعمال المصريين برئاسة المهندس علي عيسى، وبمشاركة الدكتور أحمد مغاوري رئيس التمثيل التجاري.
وشارك في الجلسة التى انعقدت عبر الفيديو كونفرانس الدكتور يونان إدوارد رئيس المكتب التجاري المصري بدبي والمشرف على سلطنة عمان، وعمرو هزاع رئيس المكتب المصري بجدة، وأحمد فاضل بديوي رئيس المكتب التجاري بالكويت.
وقال رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين إن منطقة الخليج تلعب دورًا مهمًا على المستويين التاريخي والاقتصادي بالنسبة لمصر، خاصة فيما يتعلق بالتبادل التجاري والاستثمار.
فائض تجاري تاريخي
وتحدث رئيس مكتب التمثيل التجاري المصري بأن مصر سجلت العام الماضي لأول مرة فائضًا بقيمة 700 مليون دولار مع دول الإمارات والسعودية والكويت.
وقال إن الإمارات تمثل أكبر مستثمر لمصر، وكذلك السعودية والكويت من قائمة الأكثر استثمارًا بالسوق المحلية بفضل الإصلاح الاقتصادي التى نفذته مصر الفترة الماضية.
وأشار رئيس المكتب التجاري إلى أن العالم يشهد فترة معقدة ومركبة اقتصاديًا، نتيجة أزمة جائحة كورونا التي أثرت على العالم بالكامل ودول الخليج أيضًا باعتبارها تعتمد بشكل اساسي على البترول.
تقارير تشير لعمق الأزمة الاقتصادية
وأشار مغاوري إلى تقرير صندوق النقد الدولي الذي يتوقع انكماش معدل النمو الاقتصادي في الخليج إلى سالب 2.7%، إلى جانب إعلان مؤسسات التصنيف الدولية تراجع تصنيف بعض الدول نتيجة الأزمة الراهنة.
وتابع أن الأزمة الراهنة عرضت دول الخليج لاستنزاف في مواردها المالية نتيجة انهيار أسعار البترول.
وتابع أن الإمارات قامت بتأجيل معرض إكسبو 2020 لمدة سنة، ما سيكون له تأثير سلبي على قطاع السياحة والعقارات وبالتأكيد على العمالة.
العمالة وكيفية الاستفادة منها
وقال مغاوري إن الأزمة في الخليج تضيف تحديات تتعلقوكيفية الاستفادة منها، ولكن الفترة الحالية تتطلب العمل على 3 مستويات تتضمن تحديد إطار التعاون بين المكتب ورجال الأعمال، وكيفية تنفيذ تلك الرؤية، ثم الاستدامة في تنفيذها .
وذكر أن الفترة الراهنة أثبتت أهمية الاستثمار في الأمن الغذائي، كما اكتشفت ريادة الصادرات الزراعية وجهود بعض المكاتب مثل مكتب الكويت في تخفيف الاشتراطات والقيود على المنتجات المصرية.
وقال يونان إدوارد رئيس المكتب التجاري المصري بدبي والمشرف على سلطنة عمان إن الإمارات كان وضعها أصعب لأن اقتصادها كان يعاني قبل أزمة كورونا، نتيجة عدة عوامل أبرزها قطع العلاقات مع قطر وحرب اليمن والنزاع الايراني – الصيني – الأمريكي .
الرهان كان على إكسبو 2020.. ولكن تأجل
وأضاف إدوارد أن الامارات كانت تراهن على معرض إكسبو 2020 لانعاش اقتصادها ولكن بسبب كورونا قررت غلق كل الأنشطة الاقتصادية والمولات.
وذكر أن القطاع العقاري في الإمارات تأثر أيضًا نتيجة كورونا، رغم أن الجميع يعلم أن الفترة الحالية هي الأفضل لشراء وحدة سكنية بأسعار رخيصة.
ووفقًا لادوارد فإنه من المتوقع أن يتحول النمو الإماراتي إلى سالب 3.5%، وهو أمر قاسٍ وصعب بالنسبة لهم.
التعايش في الإمارات
وتحدث أيضًا عن الإجراءات التى بدأت الإمارات تتخذها للتعايش مع الجائحة من بينها فتح جميع المنشآت باستثناء الطيران، الذي من المقرر استئنافه 7 يوليو المقبل في محاولة لاعادة الحياة للاقتصاد.
وذكر أن الامارات اتخذت حزمة من الإجراءات لتحفيز اقتصادها من بينها ضخ 30 مليار دولار لمساعدة الشركات ، صرفت 85% منها حتى الآن ، بجانب تخفيض أسعار الطاقة والايجارات وتأجيل تحصيل الرسوم والضرائب .
500 ألف مصري.. والصادرات زادت للضعف
وقال إن كل العوامل السابقة أثرت على العمالة المصرية البالغ عددها 500 ألف عامل حيث بدأ عدد كبير في الحصول على اجازة بدون مرتب منذ مارس الماضي ، بخلاف الاستغناء عن أخرين .
وأما على مستوي التجارة قال رئيس مكتب التمثيل التجاري في دبي أنها زادت للضعف حيث بلغت نحو 750 مليون دولار خلال الربع الأول مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي .
وأشار إلى أنه بالرغم من محاولة الامارات للعودة ولكن لايوجد اجراءات مؤكدة حتى الآن في ضوء معدلات الاصابات .
السعودية ..ومصير 1.5 مليون عامل
ومن جانبه قال عمرو هزاع رئيس المكتب المصري بجدة إن المملكة العربية السعودية تمثل الشريك التجاري الأول أو الثاني لمصر سواء من حيث الصادرات أو الاستثمار .
وتابع خلال مؤتمر جميعة رجال الأعمال المصريين أن الفترة الماضية كان هناك حراك في العلاقات مشترك حيث تم تشكيل الجانب السعودي في مجلس الأعمال المشترك وجاري اختيار الجانب المصري ولكن جاءت كورونا وتوقف النشاط .
وذكر هزاع أن وقف العمرة والحج بالنسبة للسعودية لم يكن قرارا هينا ولكم أن تتخلوا مدي التأثير الاقتصادي نتيجة لذلك بخلاف انهيار اسعار البترول وتوقف الأنشطة الترفيهة التى بدأت العام الماضي التى بدأت تؤتي ثمارها على مستوي السياحة الداخلية وتوفير نفقات السفر للخارج.
وشرح هزاع الإجراءات التى اتخذتها المملكة العربية السعودية لمواجهة الأزمة والتى من بينها منح 8 مليار ريال للمشروعات الصغيرة ومرتبات العاملين.
وقال إن كل ما سبق كان له تاثير سلبي على دخول السعوديين انفسهم حيث تراجعت الأجور إلى 60% وبالتالي أثر على العمالة المصرية هناك والبالغة 1.5 مليون عامل .
وأشار إلى أن عدد واسع من المصريين الحصول على اجازة والعودة لمصر وتم ادراجهم حيث أن بعضهم فقد عمله نهائيا والبعض الأخر يسعى للعودة فور تحسن الأوضاع .
41 % نموًا في الصادرات الزراعية للسعودية
وكشف أنه بالرغم من الأزمة الراهنة إلى أن الحاصلات الزراعية للمملكة ارتفعت بسنبة 41% حيث بلغت 418 ألف طن خلال الربع الأول مقابل 248 ألف طن وقيمتها زادت من 100 مليون دولار إلى 117 مليون دولار .
الكويت تفقد 90% من مواردها
ومن جانبه، قال أحمد فاضل بديوي رئيس المكتب التجاري بالكويت أن الاقتصاد الكويتي تأثر بنسبة 90% وارتفع العجز في الميزانية، وبدأت تفكر في اللجوء لصندوق المستقبل المخصصة للأجيال القادمة نتيجة لانهيار أسعار البترول.
ولفت إلى أن الكويت وضعت 5 مراحل للعودة للحياة الطبيعية بدأت المرحلة الأولي منها يوم الثلاثاء الماضي من خلال فتح بعض المطاعم والمحلات، ثم المرحلة الثانية تشمل نزول 50% من العاملين بالحكومة والقطاع الخاص.
وتابع أن الكويت منذ 17 أبريل الماضي، أوقفت التشديد الرقابي على الصادرات المصرية ، الذي تم فرضته منذ نوفمبر الماضي على السوق المحلية فقط.
وأشار إلى أنه بالرغم من فك التشديد الرقابي فإن تجارة الترانزيت تراجعت بسنة 70% نتيجة غلق الحدود.
وبالنسبة للعمالة المصرية، قال إن الوضع مثل باقي الدول؛ حيث تأثرت العمالة بجائحة كورونا لافتاً إلى أنه تمت اعادة ما يقرب من 7100 مصري حتى الآن، بخلاف رحلات الطيران اليومية التى تنقل نحو 2000 مصري.