أصدر الاتحاد العربى للنقل الجوى، دراسة تحليلية مشتركة مع المنظمة العربية للسياحة، وذلك لرصد مدى تأثير جائحة كورونا على قطاع السفر والسياحة، بالإضافة إلى طرح الحلول اللازمة لتخطى الأزمة.
وتضمن التقرير الخامس للاتحاد، الذى حصلت «المال» على نسخة منه، العديد من المحاور منها: تأثير انتشار الوباء على حركة المسافرين وسيناريوهات التعافى المحتملة (عالمياً وإقليمياً)، وتأثيره على عمليات المطارات، ووضع الأسطول الجوى.
كما تضمن التقرير رصد الدعم المالى الذى أقرته الحكومات لشركات الطيران فى العالم، والخسائر المتوقعة فى إيرادتها فى عام 2020، بالإضافة إلى دور التكنولوجيا فى إعادة إطلاق حركة السفر.
وأفاد التقرير أن النصف الأول من العام الجارى، شهد انخفاضاً كبيراً فى حركة المسافرين بسبب التدابير الصارمة التى تتبعها الدول حول العالم للحد من انتشار الفيروس.
وسجل عدد المسافرين على مستوى العالم أكبر انخفاض شهرى بنسب %94.3 و%87.0 على التوالى فى أبريل الماضى، مقارنة بنفس الشهر من العامين الماضيين، حيث توقف نشاط النقل الجوى بالكامل تقريباً بسبب القيود المفروضة.
بينما سجل شهر يونيو انكماشاً بنسب %86.5 و%80.1 على التوالى مقارنة بنفس الشهر من العامين الماضيين، ويعود هذا التحسن إلى زيادة عدد المسافريين المحليين.
وبلغت نسبة الانخفاض بعدد المسافرين فى العالم نحو %58.4 و%51.0 على التوالى فى النصف الأول من العام الجارى مقارنة بالنصف الأول من عام 2019.
ويتوقع التقرير أن تكون التقديرات الخاصة بالنصف الثانى من العام الجارى، إيجابية مع استئناف نشاط السفر فى معظم مناطق العالم، ولكن رغم ذلك فإن عام 2020 بالكامل من المتوقع أن ينخفض إجمالى عدد المسافرين فيه بنسب %54.7 و%40.4 على التوالى مقارنة بـ 2019 و2018.
أما التغير فى حركة المسافرين بالعالم العربى، فى عام 2020 بالكامل فمن المتوقع أن تنخفض بنسب تتراوح بين %57.1 و%34 على التوالى مقارنة بعام 2019 و2018.
وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن تعود حركة المسافرين فى العالم وبالنسبة لشركات الطيران العربية إلى مستويات 2019 وذلك بحلول عام 2024 بالنسبة لسيناريو التعافى السريع، بينما فى سيناريو التعافئ البطئ فمن الممكن أن تمتد فترة التعافى حتى عام 2027 لتصل لمستويات العام الماضى.
وعن مدى تأثير أزمة كورونا على حركة المطارات، فقد سجل الربع الثانى من عام 2020 انكماشاً حاداً بحركة المسافرين بسبب إجراءات الإغلاق التى اتخذتها الدول مع نهاية مارس وحتى أوائل يونيو 2020.
إفريقيا والشرق الأوسط الأكثر تاثراً خلال الربع الثانى من 2020 بانخفاض %97.4
وأشار التقرير إلى أن منطقتا إفريقيا والشرق الأوسط الأكثر تاثراً فى الربع الثانى من عام 2020، حيث انخفضت حركة المسافرين بنسبة %97.4 لكلا المنطقتين، تليهما أوروبا بنسبة %96.3 ثم أمريكا اللاتينية والكاريبى %93.1 وأمريكا الشمالية %89 وأخيراً اسيا والباسيفكى بنسبة %82.7.
ومن المتوقع أن يكون التأثير أخف خلال الربعين الثالث والرابع من 2020، حيث لفت التقرير إلى أنه هناك توقعات بانخفاض حركة المسافرين فى المطارات العالمية بنسبة %59.6 خلال العام الجارى.
ورصد التقرير وضع الأسطول الجوى على مستوى العالم، موضحاً أنه نتيجة لانخفاض الطلب على السفر بدأت شركات الطيران فى زيادة تخزين الطائرات، حيث ارتفع نشاط التخرين بنهاية مارس الماضى.
وأكد التقرير أنه مع نهاية مارس الماضى كان أكثر من %17 من الأسطول العالمى خارج الخدمة وهو ما يعادل 5 آلاف و830 طائرة، بينما بلغ عدد الطائرات خارج الخدمة فى أبريل ومايو نحو 17 ألف و35 طائرة، و18 ألف و679 طائرة على التوالى وهو ما يمثل أكثر من نصف الأسطول العالمى.
عدد الطائرات خارج الخدمة فى مايو الماضى أكبر بـ 4 أضعاف من إجمالى عددها بعد هجمات 11 سبتمبر
وأضاف التقرير أن العدد الإجمالى للطائرات خارج الخدمة فى مايو الماضى كان أكبر بأربعة أضعاف من عدد الطائرات الغير المشغلة فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر والأزمة المالية العالمية.
وبدأ إجمالى عدد الطائرات فى الخدمة بالازدياد أوائل يونيو الماضى، بعد فتح العديد من الدول لأجوائها جزئياً، ليصل إلى 17 ألف و231 طائرة وهو ما يمثل %50.9 من الأسطول العالمى.
وتحسن الوضع أكثر فى شهرى يوليو وأغسطس، حيث بلغت نسبة الطائرات الموضوعة فى الخدمة %62.7 ما يعادل 21 ألف و213 طائرة، و%68.1 بما يعادل 23 ألف و46 طائرة على التوالى من إجمالى الأسطول العالمى.
وفى المنطقة العربية، بدأ عدد الطائرات الموضوعة خارج الخدمة فى الازدياد منذ أبريل الماضى ليصل إلى 1148 طائرة بما يعادل %77.5 من إجمالى الأسطول.
ومع تخفيف القيود بشكل أوسع فى أغسطس ارتفع عدد الطائرات الموضوعة فى الخدمة ليصل إلى 933 طائرة وهو ما يعادل %62 من إجمالى الأسطول، ومن المتوقع أن يصل عدد الطائرات الموضوعة فى الخدمة لحوالى %68 من إجمالى الأسطول خلال الشهر الجارى.
توقع التقرير أن تسجل شركات الطيران حول العالم تراجعاً فى الايرادات بحوالى 419 مليار دولار بسبب أزمة كورونا فى عام 2020، وهو ما يمثل انكماشاً بنسبة %50 مقارنة بعام 2019.
وبلغ إجمالى حزم الدعم المالى الحكومى لشركات الطيران على مستوى العالم حوالى 126 مليار دولار وهو ما يمثل %30 من إجمالى الخسائر المتوقعة لصناعة الطيران.
وعلى المستوى الإقليمى، تلاحظ أن الدعم الأكبر كان على مستوى القارة الأمريكية، حيث تم تقديم 58 مليار دولار لدعم شركات الطيران، حيث يمثل إجمالى الدعم %45 من إجمالى الخسائر المتوقعة لشركات الطيران فى القارة الأمريكية.
العالم العربى استحوذ على %2.3 من إجمالى المساندة ..وقرابة %60 تراجعا فى الحركة
وتأتى أوروبا فى المرتبة الثانية، حيث وصلت حزم الدعم المالية المخصصة لشركات الطيران لحوالى %38.8 من إجمالى الخسائر المتوقعة، تليها أسيا بنسبة %17.8 أما أفريقيا الوسطى والجنوبية بـ %8.2 وأخيراً العالم العربى بـ%2.3.
أفاد التقرير بأن الاعتماد على التكنولوجيا هو عمل أساسى لتجنب لمس الأسطح، مطالباً بالاعتماد على تقنيات التعرف على الوجه والتكنولوجيا البيومترية والتى تُسرع من اجراءات السفر، واستخدام أنظمة تسجيل السفر الذاتى عبر استخدام الهواتف الذكية، وتجميع بيانات المسافرين من خلال اعتماد استخدام النماذج الالكترونية.
وأضاف التقرير أن %74 من المسافرين قلقون بشأن الاصطفاف عند نقاط تسجيل الدخول ومراقبة الجوازات، و%84 منهم بينما أكد أن الإعتماد على التكنولوجيا غير اللمسية سيؤدى لشعورهم بالمزيد من الأمان.
وتابع أن %74 من المسافرين يفضلون استخدام التقنيات البيومترية على جوازات السفر، و%65 قلقون بشأن تسليم الوثائق المتعلقة بالسفر لموظفى المطار.
أوصى التقرير بضرورة تبنى الحكومات للتقنيات البيومترية المتطورة عند نقاط الأمن والجمارك ومراقبة الجوازات، وأن يقوم المعنين بصناعة الطيران بوضع معايير دولية تسمح بدمج بيانات حجز المسافرين وبياناتهم البيومترية بحيث يصبح لكل مسافر رمز تعريفى موحد.