مع توقعات باختفاء موبايلاتها من الأسواق العالمية
تتوقع مؤسسة فوبون ريزيرش آند ستراتيجى أناليتيكس «FRSA» هبوط مبيعات شركة هواوى تكنولوجيزالصينية للأجهزة والبرامج الإلكترونية بأكثر من %4 وحتى %24 خلال العام الجارى؛ بسبب الحظر الأمريكى مع احتمال اختفاء موبايلاتها السمارت من الأسواق العالمية.
وأكد عدة خبراء بمؤسسة «FRSA» أن مبيعات هواوى ثانى أكبر شركة فى العالم للموبايلات السمارت من ناحية الحجم ستهوى بنسبة كبيرة خلال الستة شهور المقبلة بعد أن تصاعدت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين؛ بسبب القيود الأمريكية على شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية، خاصة «هواوي»، رغم أن هذه القيود تستند إلى اتهامات لا أساس لها؛ لأن الحكومة الأمريكية لم تصدر أبدا أدلة دامغة لإثبات أن هواوى متورطة فى أنشطة تجسس مستتر، لكنها تحاربها فقط لأن الشركات الأمريكية غير قادرة على التفوق على نظيرتها الصينية أو حتى منافستها.
وذكرت وكالة رويترز، أن إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فرضت منذ منتصف الشهر الجارى قيودا على هواوى تكنولوجيز ووضعتها ضمن قائمة الشركات المحظور التعامل معها مما يعنى عدم قدرتها للقيام بأعمال تجارية مع الشركات الأمريكية، خاصة أبل وجوجل غير أن هواوى استطاعت حتى الآن توقيع 5 تعاقدات لتكنولوجيا الجيل الخامس G5 مع 40 عميل حول العالم.
ولكن وزارة التجارة الأمريكية أعلنت الأسبوع الماضى، إنها تدرس تقليص العقوبات على هواوي؛ لمنع تعطيل عمليات الشبكة الحالية ومعداتها، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت إمكانية وصول هواوى إلى برامج الهاتف المحمول قد تأثرت أم لا حيث تشغل هواوى موبايلاتها بنظام التشغيل أندرويد من جوجل؛ بسبب حظر شراء سلع مصنعة فى الولايات المتحدة مما أثار تساؤلات بخصوص إمكانية تحديثات هواوى لبرمجياتها فى المستقبل.
وكانت شركة جوجل أعلنت عن تعليق بعض المعاملات مع شركة هواوى ومنها نقل أجهزة وبرامج وخدمات فنية باستثناء تلك المتاحة بشكل علنى من خلال ترخيص مفتوح المصدر مما يمثل ضربة لشركة التكنولوجيا الصينية التى سعت الحكومة الأمريكية، لحظر التعامل معها فى جميع أنحاء العالم غير أن متحدث باسم جوجل أكد أنه سيكون باستطاعة أصحاب موبايلات هواوى الحاليين استخدام وتنزيل تحديثات لتطبيقات جوجل ومنها جوجل بلاى والحماية الأمنية التى يوفرها جوجل بلاى بروتكت والتى تعمل على أجهزة هواوى الحالية؛ لأنه يوجد حوالى 2.5 مليار مستخدم نشط لأجهزة أندرويد فى أنحاء العالم.
وقضت هواوى السنوات القليلة الماضية تجهز لخطة طارئة من خلال تطوير التكنولوجيا الخاصة بها فى حالة تم منعها من استخدام أندرويد، وإن بعض هذه التكنولوجيا مستخدمة بالفعل فى منتجات يملكها صينيون ولكن واشنطن خففت بشكل مؤقت بعض القيود عن هواوى ومنحتها ترخيصا لشراء سلع أمريكية حتى 19 أغسطس القادم، بفضل الشعبية الهائلة التى تحظى بها تحديث تطبيقات جوجل مثل جى ميل ويوتيوب والمستخدمة فى أجهزة هواوى.
وينطبق الحظر على الشركات الأجنبية، خاصة الصينية التى تنتج سلع وخدمات يدخل فى مكوناتها 25% على الأقل من التكنولوجيا أو الخامات الأمريكية، كما أن هواوى ستختفى أيضا من أسواق موبايلات دول غرب أوروبا اعتبارا من العام القادم إذا لم تتمكن من استخدام تطبيقات جوج، كما أكدت ليندا سوى مديرة استراتيجيات الموبايلات السمارت بمؤسسة «FRSA» التى قالت إن حصة هواوى فى أوروبا التى تعد أهم سوق لموبايلاتها الفاخرة تبلغ حوالى 30% وبلغت مبيعاتها العالمية العام الماضى حوالى 208 ملايين جهاز نصفها لأسواق خارج الصين.
وتتوقع ليندا يوى انخفاض المبيعات العالمية لهواوى بحوالى %23 مرة أخرى خلال العام القادم، ولكن الشركة لن تتأثر أرباحها كثيرا بفضل الأعداد الهائلة من المستهلكين الصينيين الذين يستخدمون أجهزتها لدرجة أن توقعات المؤسسات البحثية العام الماضى، لمبيعات هواوى وصلت إلى أكثر من 258 مليون موبايل هذا العام، ولكن بعد الحظر الأمريكى تراجعت التوقعات إلى 200 مليون موبايل وهو رقم مازال ضخما أيضا.
وتزعم شركة هواوى أنها تتطور تكنولوجيا متقدمة لتصبح مكتفية ذاتيا خلال السنوات القادمة، ولكن خبراء التكنولوجيا يرون أنها لن تتمكن من ذلك؛ لأنها لا تملك المكونات الأساسية ومبتكرات الملكية الفكرية اللازمة للأجهزة السمارت والتى لا تتوفر خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
لذلك يتوقع ستيوارت راندال الذى يتتبع صناعة الرقائق بوكالة إنترابنك للاستشارات بمدينة شنغهاى، أن هواوى ستضطر لتسريح آلاف العاملين وستحتفى كلاعب عالمى لبعض الوقت ليتجه المستهلكون إلى شراء الموبايلات الذكية من شركات أخرى مثل سامسونج الكورية الجنوبية وأبل الأمريكية وأوبو وفيفو الصينيتين.