تقدم مسرحية «الحادثة» للموسم الرابع على التوالي بقاعة مسرح «الغد» ثلاثة أيام متتالية الخميس والجمعة والسبت، الساعة التاسعة مساءا، وهي إحدى المسرحيات التي يقدمها مسرح الدولة وترفع شعار «الشباب قادمون»؛ فمخرج العرض وأبطاله من المسرحيين الشباب.
«الحادثة» نصا قابلا للتأويل والتناول برؤي متعددة
مسرحية «الحادثة» كنص مكتوب، كتبه لينين الرملي عن رواية «جامع الفراشات» للكاتب الإنكليزي جون فاولز، وهو واحد من النصوص القابلة للتأويل والتناول برؤي متعددة، كما أنه غير قابل للتقادم كونه يناقش موضوعا موجودا في كل زمان ومكان وهو محاولة فرض الحب من خلال السيطرة بالقوة .
تدور المسرحية حول شاب مجنون يخطف الفتاة التي يحبها لإجبارها على حبه، من خلال السيطرة عليها بالقوة، ويظل يحاول بكل الطرق وهي حبيسة فى مكان مجهول وبعيدة عن العالم الخارجي، لتصبح هي الأخرى من كثرة الضغط عليها نسخة منه، وتقوم هي برمي المفتاح من الشباك.
وتنقلب الأدوار ليتحول هو للمحبوس وهي للسجان، ورغم أنه يتاح لها فرصة للهروب إلا أنها لا تسطع القيام بذلك وتقرر البقاء في محبسها بعد إنقلاب الأدوار.
تشكل «الحادثة» الأفكار الخاصة بعلاقة الرجل بالمرأة والعكس على مر الأزمان والأماكن المختلفة، كما أنه يمكن زيادة الإسقاط لتصبح العلاقة بين الحاكم الظالم وشعبه المظلوم، ومدي إمكانية أن يتحول المظلوم إلى نسخة من قاهره ويتمسك بالبقاء تحت سيطرته.
مخرج المسرحية يقف أمام تحدٍ كبير
استطاع عمرو حسان مخرج العرض تقديم المسرحية بمجموعة من الشباب وهو التحدي الكبير.
وكانت «الحادثة» قدمت في أوقات سابقة بأبطال كبار وهم أشرف عبد الباقي وعبلة كامل، ولو كنت كمتفرج ذاهب لتشاهد نفس النص فلن تجد مرادك، ولو جئت لتجد نفسك أمام ممثلين يقدمون نفس أداء الممثلين الاوائل فلن تجد أيضا مبتغاك.
وهو ما نجح فيه حسان بأن يصنع عرضا جديدا من الألف إلي الياء من حيث الديكور والتناول الدرامي وأداء الممثلين .
وحاول فريق مسرحية «الحادثة» تقديم عرضا مسرحيا بتفاصيل تخصهم بالكامل، فمر على تقديم المسرحية للمرة الأولي عشرون عاما، وهي مدة زمنية كافية ليكون هناك متغيرات كثيرة في المجتمع وحتى في لغته وأفيهاته ورقصاته وأزياءه ــ وهو مالم يكن موجود في النص الأصلي.
ومن ذلك استخدام مشهد سينمائي للخطف فى بداية المسرحة وهو مالم يكن موجودا في النسخة الأصلية، كما تم استخدام أربعة شباب يجسدون الأشباح التي تطارد الفتاة لتخيفها وتطاردها .
بطل العرض أكثر الشخصيات تعقيدا
يظهر بالعرض بطلا مختل، يعاني انفصالا في الشخصية، باعتبار أن كل من يحاول فرض سلطته بالإكراه شخصية غير سوية، ويجب أن يدان من الجميع ولا ينصاع أحد لما يحاول القيام به، وعلى الجانب الآخر هناك البطلة التي تخضع في النهاية وتصير نسخة منه في إدانة أخرى لقبول مثل هذه السلطة المفروضة بالقوة.
ويحمل بطل المسرحية داخل نفسه ثلاثة شخصيات المختطِف العنيف الدموي، والمحب الضعيف المتخاذل، والمراقب الذي يبدو حكما بين الشخصيتين شديدتي التناقض، وهو ما تطلب جهداً فائقا من الممثل ، ليجسد تلك التحولات بقدر ملحوظ
الإيقاع الشديد أكثر ما يميز «الحادثة»
من أكثر الأشياء الملفتة في مسرحية «الحادثة» هو الإيقاع شديد السرعة، فنحن أمام مشاهد خاطفة مؤثرة اختذلت مدة العرض القديم لثلث الوقت تقريبا من ثلاثة ساعات لساعة واحدة، من خلال تناغم عناصر العرض المسرحي من حركة وإضاءة وملابس وديكور والعناصر الاخري التي اختريت بعناية لتكون جنبا إلى جنب مع أداء الممثلين المشدود والسريع والمؤثر في الجمهور .
“الحادثة” من إنتاج فرقة مسرح الغد برئاسة المخرج سامح مجاهد، وبطولة ميدو عبد القادر، شيماء عبد الناصر، فتحى الجارحى، نيجار.
والأشباح أحمد خالد، أحمد هيثم، محمود عاطف، ديشا مهدى، مساعد مخرج عادل دياب ومحمد رامى، مخرج منفذ حنان عامر وتامر بدير، ديكور محمد فتحى.
وإضاءة عز حلمي، ملابس أحمد فرج، موسيقى محمود صلاح حامد، مكياج إسلام عباس، تصميم دراما حركية محمد علي بكر، تأليف لينين الرملى، وإخراج عمرو حسان.