قالت الجمعية المصرية لشباب الأعمال إن القمة الثلاثية بين مصر والأردن والعراق بالعاصمة العراقية، تعزز العلاقات بين الدول الثلاثة وتدعم مجالات الاستثمار والصناعة مستقبلاً، مشيرة إلي أن اللقاءات التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي مدروسة بعناية، وتستهدف دعم التعاون المشترك مع الأردن والعراق وعديد الدول العربية المختلفة والأفريقية، وهو ما يقوم به الرئيس منذ سنوات مع كافة الدول.
من جانبه، قال جمال أبو علي ، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لشباب الأعمال ، إن مصر تتطلع دائما إلى زيادة صادراتها إلى السوق العراقية، وإنشاء منطقة اقتصادية مشتركة ومراكز لوجستية ومناطق صناعية، وهو دائما ما تؤكده مصر، بخاصة فى أعقاب زيارة رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي إلى العراق فى 31 أكتوبر الماضي، حيث وقع وقتها رئيس الوزراء حينها، 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع نظيره العراقي مصطفى الكاظمي، شملت مجالات مثل النفط، والموارد المائية، والإسكان والتشييد، والنقل، وحماية البيئة، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالات أسواق الأوراق المالية وأيضا في مجال العدل والقضاء، وتستهدف مصر إلى زيادة صادراتها في السوق العراقية، لأن الأرقام تشير إلى ضعف قيمة الصادرات، والواردات بين البلدين، مؤكداً أن حجم التجارة بين مصر والعراق بلغ خلال العام الماضي حوالي 486 مليون دولار، منها 479 مليون دولار صادرات مصرية و7 ملايين دولار واردات من العراق، وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات المصرية، فيما وصل حجم التبادل التجاري عام 2018 وصل 1.650 مليار، وهو أكبر رقم للتبادل التجاري بين مصر والعراق منذ عام 2003.
وأشار أبو علي، إلى أن مصر تصدر للعراق عدة سلع ومنتجات، منها الأثاث وغزل القطن وعجائن ومحضرات غذائية متنوعة وأدوية ومحضرات صيدلة وزيوت ودهون نباتية وحيوانية وحديد وسيلكون وبصل مجفف وصابون ومحضرات تنظيف وبلاط وأدوات صحية خزفية وحاصلات الزراعية (خضر وفاكهة) ولدائن بأشكالها الأولية وملابس جاهزة ومنتجات بترول وكربون، وبحسب بيانات المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن العراق استورد 3% من إجمالى الصادرات الزراعية المصرية، وذلك في الفترة من سبتمبر 2018 حتى نهاية يونيو 2019، فيما صدرت مصر 4.289 مليون طن خضر وفاكهة بقيمة 2.154 مليار دولار خلال تلك الفترة، ووفقاً لآخر أرقام واردات مصر من العراق في عام 2017 جاءت مكسبات الطعم بقيمة 10 ملايين دولار، والشيكولاتة ومنتجات الكاكاو بــ4.9 مليون دولار، إضافة إلي أن مصر والعراق والإردن يخططا لاتخاذ إجراءات تنفيذية لزيادة معدلات التجارة والاستثمار خلال الفترة المقبلة،
وأكد من جانبه المهندس بسام الشنواني الأمين العام الجمعية المصرية لشباب الاعمال ، أن مثل هذه القمم الثلاثية التى عقدت فى القاهرة ونيويورك وعمان فضلا عن الاجتماعات التى تعقد بصفة دورية بين مسؤولي الدول الثلاث والزيارات المتبادلة، ومنها زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى العراق في 31 أكتوبر الماضي نقطة انطلاق لمسار العلاقات بين القاهرة وبغداد وعمان لتعزيز المصالح الاستراتيجية المشتركة، بالإضافة إلي أنها تمثل تعاون لتنسيق المواقف في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين البلدان الثلاثة ، عبر تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وزيادة التبادل التجاري،وذلك في إطار جهود حثيثة قائمة على رؤية استراتيجية شاملة لتأسيس تكامل سياسي اقتصادي تجاري أمني بين الدول الثلاث، مصر والعراق والأردن، قائم على الأهداف التنموية المشتركة، في إطارُ مشروع يطلق عليه “الشام الجديد” أو “المشرق الجديد”.
وأكد الشنواني، أنه وكما تريد مصر فتح آفاق جديدة للتعاون مع العراق والأردن، ولا سّيما في مجالات النفط والغاز، ضمن استراتيجية مصر لتكون مركًزا إقليمًيا لتجارة وتداول الغاز والبترول، والتي ُوقع في شأنها اتفاق مع عمان وبغداد على إنشاء خط بترول يبدأ من البصرة جنوب العراق مروًرا بمدينة الزرقاء الأردنية ثم إلى مدينة العقبة، يتم عن طريقه نقل النفط الخام إلى مصر للتكرير أو التصدير، بجانب مجالات البنى التحتية، وخاصة دعم عملية إعادة الإعمار في العراق بالتعاون مع شركات المقاولات المصرية، فيما قد شهدت العلاقات الأردنية العراقية تطوًرا ملحوظا، إذ زار العاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني العراق في مطلع العام الماضي بعد عشر سنوات من آخر زيارة له، وقبلها زيارة رئيس الوزراء الأردنى عمر الرزاز إلى العراق في ديسمبر 2018 ،والتي نتج عنها توقيع 15 اتفاقية لتعزيز العلاقات الاقتصادية، بالإضافة إلى بدء عمل البلدين بآلية النقل “Door To Door “بين البلدين والتي تقضي بدخول شاحنات النفط الأردنية إلى داخل العراق والعكس، كبديل عن الآلية السابقة التي تم فرضها نتيجة الأوضاع الأمنية في العراق في السنوات الماضية.
وشدد الشنواني، أن القمة الثلاثية، التي عُقدت في الأردن بوقت سابق، تم الاتفاق خلالها على ضرورة تفعيل الاتفاقات بين الدول الثلاث، وإطلاق مشروعات تنموية مشتركة وتنفيذها، إضافة إلي أن هناك مشروعات كثيرة يمكن أن تحقق فائدة مشتركة ونموا اقتصاديا في الدول الثلاث، وخاصة في مجالات: الطاقة، والتجارة البينية، والنقل واللوجستيات، مع ضرورة التعاون في مجال الصحة لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية؛ فهدف هذه الاجتماعات هو دفع التعاون وسرعة تحديد مشروعات مشتركة والدفع نحو تنفيذها، وهو ماحصل بمجال الربط الكهربائي بين مصر والأردن؛ من أجل توسيع أطر هذا التعاون خلال المرحلة المقبلة بين الدول الثلاث؛ نظرا لأهميته البالغة في الوقت الراهن، مطالباً بضرورة انشاء لجنة ثلاثية مهمتها زيادة التبادل التجاري بين الدول الثلاث، وتذليل معوقات حركة التجارة، بالإضافة إلى دراسة سبل تفعيل المقترح الأردني بإقامة مركز إقليمي للأمن الغذائي؛ من أجل التعامل الفعال مع نقص الغذاء في أوقات الأزمات، وكذا مقترح عقد اجتماع ملتقى أعمال، على هامش أول اجتماع لوزراء التجارة في الدول الثلاث، تنفيذاً لمقررات القمة الثلاثية في عمّان.