طالب عدد من مسئولى ومصدرى الحاصلات الزراعية باستغلال أزمة الجفاف والتصحر الحالية فى بعض الدول بالقارة الأوروبية للتوسع تصديريًّا فى تلك الأسواق لتوفير الموارد الدولارية، فى ظل نقص العملة الأجنبية مؤخرًا، والعجز الحالى فى تدبير الدولار اللازم للاستيراد.
وتشهد أوروبا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، إذ صدرت تحذيرات بصور مختلفة تشمل حوالى ثلثى القارة، وأن نحو %47 من القارة فى حالة “إنذار” بالجفاف، بالإضافة إلى أن %17 أخرى من مساحة أوروبا فى حالة تأهب”.
وحذر أحدث تقرير صادر عن المرصد العالمى للجفاف، من أن موجة الجفاف ستؤثر على المحاصيل الزراعية، وتؤدى إلى اشتعال حرائق الغابات، موضحًا أنها قد تستمر عدة أشهر أخرى فى بعض المناطق الجنوبية من أوروبا.
وأكدوا أن السوق المصرية هى الأكثر حظًّا لاقتحام الأسواق الأوروبية نظرًا لقربها وتعاملها معها منذ سنوات، موضحين أن تلك الدول على علم بالاشتراطات الأوروبية، ويتم تطبيقها عند التصدير وبالأكواد وبالمواصفات المطلوبة.
هانى حسين: نستعد للتواجد والمنافسة خلال صيف 2023 مع استمرار التغير المناخي
وأشاروا إلى أن المنتج المصرى يتمتع بسمعة طيبة، والسوق تستعد حاليًّا لتصدير المنتجات الشتوية، وبعد ذلك سيستعد لموسم الصيف 2023 بتجهيز الحاصلات المطلوبة والمتأثرة فى القارة الأوروبية.
من جانبه، أكد محسن البلتاجى، رئيس جمعية منتجى ومصدرى الحاصلات البستانية لـ”المال”، أنه يجب على مصر تجهيز سيناريوهات جديدة نتيجة تعرض أهم أسواقها الخارجية لأزمات اقتصادية وهى منطقة اليورو، إذ انخفض سعر اليورو والإسترلينى أمام الدولار، وتضاءلت قدرته الشرائية، وأصبح يتكبد خسائر أكبر عن الاستيراد .
وأوضح البلتاجى أنه على الشركات المصرية العمل على استغلال الفرصة والأزمة الأوروبية الحالية، موضحًا أن المستلزمات الإنتاجية الزراعية فى أوروبا سعرها ثابت مثل الأسمدة والمبيدات عكس السوق المصرية التى تعانى من استمرار تحرك أسعار الأسمدة.
وأشار إلى أنه يتم دعم القطاع التصديرى فى ظل استمرار أزمة الجفاف والتضخم الاقتصادى فى أوروبا .
يذكر أن صادرات مصر من المنتجات الزراعية تقدر بنحو 5.6 مليون طن سنويًّا، ويُعد الاتحاد الأوروبى وروسيا والخليج العربى من أبرز المستقبلين لتلك المنتجات.
بينما قال هانى حسين، المدير التنفيذى للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن الجفاف الحالى يُعد سابقة هى الأولى من نوعها بتلك الدرجة والشكل، موضحًا أن السوق المصرية لن تستطيع اللحاق بتصدير حاصلات زراعية الصيف الجارى، ولكن عليها الاستعداد لموسم الصيف المقبل 2023، ومعرفة المنتجات الصيفية المطلوبة فى السوق الأوروبية لاقتحامها.
وأضاف حسين فى تصريحات لـ”المال” أن مصر تستطيع توفير المنتجات المطلوبة للسوق الأوروبية، بالجودة والاشتراطات المطلوبة، موضحًا أن التوسع فى التصدير لن يؤثر على السوق المصرية.
وأوضح أن المجلس التصديرى يسعى لاقتحام عدد من الأسواق العالمية والآسيوية خلال الفترة المقبلة، والعمل على فتح التصدير أمام أنواع جديدة من الموالح والبطاطس والحاصلات الزراعية.
ولفت إلى أن التغير المناخى سيؤثر بشكل كبير على أغلب دول العالم، وخاصة القارة الأوروبية، مما يُساعد بعض الدول الأخرى لتحقيق عوائد جراء تصدير تلك الحاصلات ومنافسة الأسواق الأخرى.
وقال عضو آخر فى المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن الحرب الروسية-الأوكرانية ساهمت فى منح فرص جديدة للحاصلات المصرية لاقتحام أسواق جديدة، خاصة للموالح والفاكهة والخضراوات فى ظل أن أوكرانيا تُعد إحدى أهم الدول المصدرة للقارة الأوروبية فى مجال الخضراوات باعتبارها “مائدة الغذاء لأوروبا”.
وأضاف أن السوق الأوكرانية تشتهر بإنتاج وتصدير الفواكه والخضراوات، وتُعد من الدول الرئيسية المنتجة للطماطم، وهى إحدى أكبر خمس دول أوروبية مُصدّرة لخل التفاح، كما أنّها تُنتج البطاطا ودقيق البطاطا، إذ بلغت حصة أوكرانيا من الإنتاج العالمى للبطاطا حوالى %6.2.
الصفا للتصدير: 3 أزمات تواجه أوروبا أبرزها الطاقة والتضخم ما يقلل القوة الشرائية
ومن جانبه، أكد ناصر عبد الوهاب، رئيس الصفا لتعبئة وتصدير الحاصلات الزراعية، وعضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أن أوروبا تواجه 3 مشكلات مستعصية حاليًّا هى الجفاف، والطاقة، والتضخم، مشيرًا إلى أن هذه التعقيدات سوف تعمل على تآكل السيولة لديها، وبالتالى ستؤثر سلبيًّا على وارداتها من دول العالم، ومن بينها مصر .
وأضاف عبدالوهاب، أن انخفاض قيمة اليورو سوف تؤثر أيضًا على الأوضاع المعيشية فى القارة العجوز، وبالتالى ستقل القوة الشرائية من اليورو الذى ينخفض مقابل الدولار.
كان السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أكد فى وقت سابق أن الصادرات الزراعية سجلت أكثر من 4.2 مليون طن بزيادة ملحوظة عن نفس الفترة من العام السابق 2021 سواء من حيث الكمية أو القيمة.
وأضاف القصير أنه رغم أزمة جائحة كورونا التى أربكت حركة التجارة والنقل الدولى وكذلك الأزمة الروسية الأوكرانية، والتى تسببت فى نقص صادرات بعض السلع، فإن جهود الدولة المصرية ساهمت فى تعويض النقص والاتجاه إلى زيادة صادرات بعض السلع الأخرى من خلال فتح الأسواق الجديدة، والتوسع فى منظومة التكويد والمتابعة وتطوير الحجر الزراعى.
بينما أكد الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر، أن إجمالى الصادرات الزراعية خلال الفترة من أول يناير 2022 وحتى نهاية يوليو 2022 بلغت حوالى 4 ملايين و200 ألف طن من المنتجات الزراعية.
من جهته، قال خالد عبدالصمد، عضو شعبة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية فى القاهرة، إنه حال اتجاه تجار الجملة وشركات التصدير الزراعى إلى زيادة معدلات التصدير للدول الأوروبية سيؤدى ذلك تباعًا إلى زيادة أسعار البيع النهائى على المستهلك المحلى .
وطالب عبدالصمد، الحكومة ممثلة فى وزارات التموين والتجارة الداخلية والزراعة واستصلاح الأراضى والداخلية ومنافذ الخدمة الوطنية، بزيادة المعروض من الخضراوات والفاكهة فى السوق المحلية، فى حال اتجاه مصدرى المنتجات الزراعية لرفع معدلات التصدير للدول الأوروبية، نتيجة موجة الجفاف التى أضرت بالمحاصيل الزراعية لديهم.
محمد مجدى