انتهت البعثة الأثرية المصرية اليابانية، برئاسة ساكوجي يوشيمورا، رئيس جامعة هيجاشي نيبون الدولية اليابانية والأستاذ الفخري بجامعة واسيدا، من استخراج جميع القطع الأثرية لمركب خوفو الثانية، من الحفرة التي اُكتشفت بجوار هرم خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة، لتنتهي بذلك أكبر عملية لكشف واستخراج مركب خوفو الثانية.
وأوضح عيسي زيدان مدير عام الشئون التنفيذية للترميم بالمتحف المصري الكبير، والمشرف على ترميم مركب خوفو الثانية، أنه تم استخراج ما يقرب من 1700 قطعة خشبية من 13 طبقة داخل الحفرة حيث تم الانتهاء من أعمال تسجيل وتوثيق جميع القطع والترميم الأولي لمعظمها، مضيفا أنه تم نقل حتي الآن 1343 قطعة منها الى المتحف المصري الكبير وجاري حاليا البدء والتجهيز للعمل في المرحلة الثانية من أعمال الترميم النهائي والدراسات اللازمة لتجميع وإعادة تركيب المركب لعرضها بجوار المركب الأولي داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد الذي يتم إنشائه الآن بالمتحف المصري الكبير.
وأوضح يوشيفومي اومورا الممثل الرئيسي للجايكا في مصر أن الجايكا سوف تقدم منحة قدرها 3 ملايين دولار لاستكمال أعمال الترميم النهائية وإعادة تجميع المركب لعرضها في المتحف بالإضافة الي المنحة التي تم تقديمها في عام 2013 وقدرها 2 مليون دولار شملت أعمال التنقيب وإستخراج القطع الخشبية للمركب من الحفرة الخاصة بها و إجراء أعمال الترميم الأولي.
ويعتبر مشروع ترميم وإستخراج القطع الخشبية لمركب خوفو الثانية واحدا من مشاريع الترميم التي تعبر عن أوجه التعاون المثمر بين مصر و اليابان، بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).
بدأ التعاون بين الجانب المصري والياباني في مشروع المتحف المصري الكبير منذ عام 2006، حين قدمت الجايكا الدعم المالي من خلال قرضين ميسرين للمساعدة الإنمائية الرسمية في بناء المتحف بناءً على طلب من الحكومة المصرية. ومنذ عام 2008 ، قدمت الجايكا تعاون ودعم فني من خلال المشروع المصري الياباني المشترك لترميم وتوثيق وتغليف ونقل 72 قطعة أثرية، من بينها قطع للملك توت عنخ آمون، من المتحف المصري بالتحرير الي المتحف المصري الكبير، وذلك من خلال التعاون المشترك بين الخبراء المصريين واليابانيين، حيث شارك حوالي 90 خبيرًا يابانيًا في هذا المشروع ، كما تم توفير عدد من الأجهزة الفنية ذات التقنية العالية ضمن المشروع مثل الميكروسكوب الرقمي وجهاز محمول للتصوير بالاشعة السينية ورافعة شوكية كهربائية لحمل الأثار الثقيلة بأمان.
هذا وقد أعرب السفير نوكي مساكي سفير اليابان بالقاهرة عن تقديره للتعاون المثمر بين البلدين في مجالات السياحة والثقافة معربا عن امتنانه لجهود الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار وكذلك الجهود الحثيثة للواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة مؤكداً أن المتحف المصري الكبير هو رمزاًللصداقة المصرية اليابانية.
من جانبه، أعرب أمورا يوشيفومي عن تقديره لقيادة الحكومة المصرية القوية و للجهود التي تبذلها الدولة المصرية في تحقيق مثل هذا التقدم الكبير في إنشاء المتحف المصري الكبير والأعمال ذات الصلة نحو افتتاحه ، مؤكدًا فخره بمشاركة الجايكا في الحفاظ علي كنوز الآثار المصرية للأجيال القادمة من خلال مشروع المتحف المصري الكبير.