رحبت جامعة الدول العربية بالتفاهمات التي توصل إليها طرفا النزاع في ليبيا بشأن توحيد المؤسسات الليبية والمناصب السيادية، خلال جولة حوار جديدة في مدينة بوزنيقة المغربية.
وأنهى وفدان من المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ومجلس النواب الليبي، السبت بمدينة بوزنيقة في المغرب جولة جديدة من الحوار بين الجانبين دارت يومي 22 و23 يناير، واتفقا فيها على تشكيل وتسمية “فرق عمل مصغرة” تتولى اتخاذ الخطوات الإجرائية بشأن شاغلي المناصب السيادية.
توحيد المؤسسات الليبية
وبحسب بيان ختامي، ستقوم فرق العمل بتصميم نماذج الترشح، ودعوة المترشحين لتقديم طلبات الترشح مصحوبة بالشروط والمعايير المتفق عليها، والتأكد من مطابقة الترشيحات للمعايير والشروط المقررة، وتلقي نماذج الترشح والسير الذاتية للمترشحين اعتبارا من منتصف يوم 26 يناير الجاري إلى نهاية يوم 2 فبراير المقبل.
وتتمثل المناصب السيادية المعنية في محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية ووكيله، ورئيس ديوان المحاسبة ونائبه، ورئيس هيئة مكافحة الفساد ونائبه، ورئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات، بحسب البيان.
وأعرب مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان اليوم عن ترحيب الجامعة بالتفاهمات التي توصل إليها وفدا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين.
وقال المصدر إن الجامعة العربية تدعم كافة الجهود الوطنية التي ينخرط فيها الأشقاء الليبيون في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية متكاملة للوضع في البلاد.
وأشاد في هذا الخصوص بالتفاهمات التي توصل إليها وفدا مجلس النواب ومجلس الدولة خلال الاجتماعات التي استضافتها الحكومة المصرية في مدينة الغردقة بخصوص الترتيبات الدستورية التي تمهد للانتخابات المقرر إجراؤها في البلاد نهاية العام الجاري.
تنفيذ وقف إطلاق النار
وأعرب المصدر عن ثقته في أن هذا التقدم المهم سيساهم في حلحلة الأزمة الليبية ودفع مسارات التسوية التي ترعاها الأمم المتحدة، وخاصة فيما يتصل بتشكيل السلطة التنفيذية الجديدة، وتوحيد المؤسسات الليبية ، وتنفيذ أحكام اتفاق وقف إطلاق النار، والشروع في التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وجاءت جولة الحوار في بوزنيقة بعد ثلاثة أيام من اختتام اللجنة الدستورية الليبية اجتماعاتها في مدينة الغردقة المصرية بالاتفاق على إجراء استفتاء على مشروع الدستور، تمهيدا لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، وذلك غداة اتفاق ملتقى الحوار السياسي الليبي على آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة، التي ستتولى التحضير للانتخابات.
واستؤنف الحوار السياسي الليبي في نوفمبر الماضي في تونس، وتوافقت 75 شخصية ليبية من مختلف المناطق والفئات والمكونات السياسية في ليبيا خلال أولى جولاته على إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر القادم.
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، ويدور الصراع في الوقت الحالي بين حكومة “الوفاق الوطني” في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات “الجيش الوطني” بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في 23 أكتوبر الماضي توقيع وفدي اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في ليبيا بمقر الأمم المتحدة بجنيف.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.