شاركت مجموعة من نماذج الذكاء الاصطناعي في أول مسابقة ملكة جمال مخصصة للروبوتات المنشأة بواسطة تقنيات الـ” AI” المستحدثة، والتي تحمل عنوان جوائز ” FanVue World AI Creator” و تُعد هذه المسابقة، التي تنظمها “FanVue” في المملكة المتحدة، الأولى من نوعها.
وتمثل هذه المسابقة نسخة محدثة ومبتكرة من مسابقات ملكات الجمال التقليدية، حيث تشارك فيها نسخ رقمية افتراضية بالكامل، و تعتمد هذه النماذج المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي لإبراز شخصياتها وتواجدها، خصوصًا على منصة إنستجرام لتبادل الصور والفيديوهات. تظهر هذه النماذج في صور ورسوم متحركة واقعية للغاية، بحيث يبدو وكأنها إنسان حقيقي يتحدث ويجيب على الأسئلة ويدخل في مناقشات مع جمهوره، مما يجعل من الصعب التمييز بينها وبين الحقيقة.
“FanVue” هي منصة اشتراك للمبدعين تأسست في عام 2021 ومقرها المملكة المتحدة، تهدف إلى تمكين المبدعين من جميع أنحاء العالم من بناء أعمالهم الخاصة من خلال توفير الأدوات والمصادر والدعم اللازمين لهم لإنشاء محتوى حصري وبيع اشتراكات شهرية أو سنوية لجمهورهم.
وقدمت مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعي مفهومًا جديدًا ومحدثًا لمسابقات الجمال. هؤلاء المتسابقون ليسوا افتراضيين فحسب، بل يمتلكون شخصيات فريدة ويدعمون مجموعة متنوعة من القضايا على صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.
على سبيل المثال، قالت كنزة ليلي، عارضة الأزياء المغربية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، إنها سعيدة بترشيحها، خاصة وأنها وصلت إلى المرحلة النهائية بعد خمسة أشهر فقط من إنشائها.
ومع ذلك، فإن المنافسين الحقيقيين في هذه المسابقة ليسوا الروبوتات المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي، بل المطورين والمبرمجين الذين يقفون وراء هذه الأنظمة الذكية المعقدة. الجائزة ستُمنح لمخترع الروبوت، وبالتالي فإن الجوائز حقيقية، سيحصل الفائز على 5000 دولار نقدًا، بالإضافة إلى شبكة واسعة من العلاقات العامة واستشارات متخصصة من” FanVue” و تُعد هذه الجائزة الأولى من نوعها ضمن جوائز” FanVue World AI Creator” التي تهدف إلى إطلاق العنان لإبداع مجتمع الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الصدد، قال المؤسس المشارك لـ “FanVue” ويل مونانج “ما فعلته الجوائز هو الكشف عن المبدعين الذين لم يكن أحد منا على علم بهم، وهذا هو جمال إعطاء مساحة للمبدعين من عالم الذكاء الاصطناعي، إنها تمكن المبدعين من دخول مجال الاقتصاد الرقمي الإبداعي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي ومن خلال الوجوه الافتراضية التي يقومون بإنشائها دون الحاجة للدخول بهوياتهم وشخصياتهم الحقيقة”.
وفي حين أن ملكة جمال الذكاء الاصطناعي تعتبر خطوة إيجابية في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مسابقات ملكات الجمال، إلا أنها لم تخل من الجدل الذي أحاط بمسابقات ملكات الجمال التقليدية، وقد أثار هذا تساؤلات حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحدى هذه المعايير والممارسات التقليدية.
ووفقًا لإحدى محكمات مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعي سالي آن فوسيت، يجب تحويل التركيز من المظهر الجسدي لنماذج الذكاء الاصطناعي هذه إلى الشخصية وتقييم طريقة التفكير، مع تضمين نماذج الذكاء الاصطناعي من مختلف الأجناس والأحجام والأعمار، وحتى أولئك الذين يعانون من عيوب، في مسابقات ملكات الجمال.
وأضافت فوسيت “أود أن أرى شخصيات من جنسيات مختلف، شخصية أكبر حجمًا، أو أكبر سنًا، شخصية لديها عيوب، هناك نطاق كبير جدًا. لكنني أعتقد أنها السنة الأولى، حيث يلتزم الجميع بهذه الصورة النمطية النموذجية للجمال. ولأنهم جميعًا يتمتعون بالجمال الشكلي، أريد اختيار شخصية سأكون فخورة بأن أعلنها سفيرة الذكاء الاصطناعي ونموذج يحتذى به يقدم رسائل رائعة وملهمة”.
ويقر منظمو المسابقة والحكام بأن هذه هي المسابقة الأولى وأنه ينبغي تشجيع المزيد من التنوع في الإصدارات التالية.
ويكتسب المؤثرون الرقميون الذين تم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي شعبية كأدوات تسويقية متعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى ذلك، أصبح المؤثرون الجدد شائعين باعتبارهم شكلاً أرخص وأكثر تنوعًا من المؤثرين البشريين، يمكن تطويرها لتناسب أي موقف أو إستراتيجية تسويقية، مما يوفر خيارات إبداعية لا حصر.
ومن الأمثلة الشائعة على ذلك نموذج سيرين آي، “Seren Ay” وهي نموذج للذكاء الاصطناعي تم تطويره بواسطة فريق في تركيا، وقعت مؤخرًا عقدا لتكون سفيرة لعلامة تجارية لشركة تجارة إلكترونية للمجوهرات، وبالفعل جلبت الكثير من الزيارات والمبيعات إلى الشركة، مما يثبت أن المؤثرين في مجال الذكاء الاصطناعي لهم قيمة كبيرة بالنسبة للأعمال التجارية.