وكالة OAG الأمريكية: رحلات الطيران لن تزيد عن 20 % من نظيرتها فى عام ماقبل الوباء
أعلنت وكالة «OAG» الأمريكية لأبحاث أن الحجوزات على شركات الطيران خلال الصيف المقبل لن تزيد عن %20خلال نفس الفترة من عام 2019 قبل اندلاع وباء فيروس كورونا.
ويتوقع خبراء فى وكالة OAG استمرار انخفاض الرحلات الجوية عبر الأطلنطى حتى نهاية الربع الثالث من العام الجارى على الأقل مع تفاقم الإصابات من مرض كوفيد 19 والتى قفزت إلى أكثر من 154 مليون حالة ، ووفاة ما يزيد عن 3.2 مليون ضحية.
أسوأ الخسائر بين القطاعات الصناعية
وكان المجلس العالمى للسياحة والسفر «WTTC» أعلن أن هذا القطاع تعرض لأسوأ خسائر بين القطاعات الصناعية بسبب القيود التى تم فرضها على الانتقال بين الدول لدرجة أن حصته فى الناتج العالمى انكمشت بحوالى 49 % لتهبط إلى 4.7 تريليون دولار فى عام الوباء وتسبب فى تسريح 162 مليون عامل فقدوا وظائفهم وهوى إنفاق السائح بأكثر من 69 % ليسجل أدنى مستوى فى تاريخه.
162 مليون عامل فقدوا وظائفهم وتراجع نفقات السائح بأكثر من 69 % لتسجل أدنى مستوى
وذكرت وكالة بلومبرج أن شركات الطيران العالمية – التى تشعر باليأس منذ تجميد الرحلات الجوية لمدة 13 شهرا عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن كورونا بات وباء عالميا فى مارس من العام الماضى – بدأت تشعر بالانتعاش بعد أن انتشرت أنباء عن مفاوضات بين واشنطن وبروكسيل لاستئناف سفر السياح الذين تلقوا تطعيمات من لقاحات مكافحة الفيروس اعتبارا من شهور الصيف القادمة.
شركات على حافة الانهيار
أدى توقف رحلات الطيران وإغلاق الحدود بين الدول إلى دفع العديد من شركات الطيران إلى حافة الانهيار أو الوقوع بين أحضان الحكومات التى تسعى لامتلاكها بعد أن تسببت الموحة الأولى من وباء كورونا فى إلغاء 72 % من تذاكر الطيران البالغ عددها 755 مليون وحدة فى غرب أوروبا فقط خلال الصيف الماضى بحسب وكالة OAG التى تتوقع إلغاء نسبة كبيرة من حجوزات الصيف المقبل البالغة حتى الآن 683 مليون مقعدا على طائرات الشركات العالمية.
ومع ذلك أكد كارستين سبور الرئيس التنفيذى لشركة لوفتهانزا المانية للطيران أن الولايات المتحدة ستعيد فتح مطاراتها للسياح الأوروبيين فى غضون أسبوعين أو ثلاثة، ولكنه حذر من هبوط أسعار التذاكر إلى مستويات غير مسبوقة للتشجيع على السفر رغم أن رحلات الطيران عبر الأطلنطى من أكثر المناطق انتظاما وازدحاما فى العالم منذ زمن طويل.
وأضافت كبرى الشركات الأمريكية «يونايتيد ايرلاينز وأمريكان ايرلاينز ودلتا اير» رحلات جوية جديدة خلال الصيف المقبل لدول مثل آيسلندا واليونان ،ف محاولة لاستقبال مسافرين من معظم الدول الأوروبية طالما تم تلقيحهم باللقاحات اللازمة للوقاية من الوباء المميت.
مبيعات ايرفرنس تنتعش فى أمريكا
وقال أوليفييه بييت رئيس مجموعة ايرفرنس – KLM الفرنسية الهولندية للطيران إن المبيعات الأمريكية انتعشت منذ الشهر الماضى بعد إعلان الرئيس الفرنسى إيماونويل ماكرون بتخفيف القيود على سفر الأمريكيين ،وتأكيد الاتحاد الأوروبى على إجراء مفاوضات مع البيت الأبيض لاستئناف الرحلات الجوية بين الولايات المتحدة ودول أوروبا.
ويرى جون جرانت محلل الرحلات الجوية بوكالة OAG أن الصيف المقبل يشهد حركة كثيفة فى قطاع الطيران المحلى بفضل أعياد «الثورة والميوريال داى» وأن شركة أمريكان ايرلاينز وحدها تخطط للقيام بأكثر من 3100 رحلة طيران محلية بين المدن خلال شهرى يوليو وأغسطس لتشكل ارتفاعا من 563 رحلة خلال نفس الشهرين من العام الماضى و2964 رحلة بنفس الشهرين من 2019 .
الحجوزات الدولية تعانى من الركود
وأعلن بريان زنوتينز نائب رئيس تخطيط شبكة الطرق الجوية بشركة أمريكان ايرلاينز أن الرحلات المحلية بين المدن الأمريكية انتعشت معظمها منذ منتصف العام الماضى ،ولكن الحجوزات الدولية تعانى من ركود شديد بسبب قيود الاحتجاز والحجر الصحى ، وحظر دخول المصابين من أوروبا للولايات المتحدة والعكس ، ومتوقعا استعادة 90 % من طاقة رحلاتها التى قامت بها فى عام ماقبل الوباء.
اتفاق وزراء السياحة بمجموعة العشرين
واتفق ماسيمو جارافاليا وزير السياحة الإيطالى فى منتصف هذا الأسبوع مع وزراء السياحة فى مجموعة العشرين G20 التى تضم أقوى اقتصادات فى العالم على عقد أثناء اجتماع تحت رعاية رئيس إيطاليا فى روما للاتفاق على استئناف الرحلات الجوية طالما أن الركاب يحملون ما يعرف باسم جوازات سفر التطعيم ، فى محاولة لإنقاذ صناعة السفر والسياحة من الركود الناجم عن الوباء منذ العام الماضى وحتى الآن والتى لها أهمية حيوية فى تحقيق الانتعاش الاقتصادى العالمى.
كما أن دعم وزراء السياحة فى هذا الاجتماع الذى يعد الأول من نوعه منذ ظهور كوفيد 10 الجهود الرامية لتحقيق رحلات جوية تتسم بالسلامة والأمن والتنسيق بين المطارات للتأكد من أن المسافرين يحملون شهادة خضراء ديجيتال صادرة من حكومات الاتحاد الأوروبى وواشنطن والتى تؤكد أن حاملها تلقى التطعيم كاملا، وأن مناعته قوية لشفائه من المرض أو أنه أجرى اختبار حديث وتبين أنه سلبى لكورونا.
وأكد ماريو دراجى رئيس وزراء إيطاليا أن السياحة فى بلاده ستعود أقوى مما كانت بعد إعادة فتح الشواطئ والجبال والمدن أمام السياح من أى بلد فى العالم ، بينما طالب توماس بيريس نائب وزير الاقتصاد الألمانى بتطبيق المزيد من المرونة والاستدامة فى قطاع السياحة لتواجه المستقبل بشكل أفضل فى ظل وجود كورونا ، وإعادة فتح الحدود نع نهاية مايو الحالى حتى من الدول التى بها معدلات إصابة منخفضة.
شركات الطيران تستعيد 65 % من رحلاتها
وتخطط شركات الطيران لاستعادة %65 من طاقة رحلاتها عبر الأطلنطى، وإن كانت الخطوات الدبلوماسية لاستئناف الحركة الجوية على جانبى الأطلنطى قد تؤدى إلى منافسة شرسة على الأسعار لجذب الركاب فى وقت لا تستطيع الشركات المتعثرة أن تتحمل فيه حربا سعرية حتى فى الدول الأوروبية والأمريكية التى تعد أغنى أسواق الطيران فى العالم.
وأوصت المفوضية الأوروبية حكومات الدول الأعضاء بتخفيف القيود على السفر اعتبارا من الشهر القادم لتعزيز صناعة السياحة والطيران المتعثرة ، واستقبال السياح الأجانب من معظم الدول التى بها مستويات إصابات متدنية ،ولاسيما أستراليا وسنغافورة بغض النظر عن تلقيهم التطعيمات أم لا ،ولكن مع إجراء اختبارات عليهم، أو قد يتعرضوا للحجر الصحى مثل الركاب الوافدين من الهند والبرازيل لانتشار العدوى مؤخرا فيهما والتى بلغت حوالى 21 مليون و15 مليون حالة على الترتيب، مقابل 5.7 ملايين حالة فى فرنسا، وأكثر من 4 ملايين فى إيطاليا و3 ملايين فى كل من ألمانيا وأسبانيا.
تطعيم %25 من سكان الاتحاد الأوروبى
وطالب المركز الأمريكى للسيطرة على الأمراض والوقاية بتطبيق معايير سلامة محددة منها ضرورة حصول الركاب على شهادة التطعيم بلقاحات مكافحة كورونا ولاسيما أن %25 فقط من سكان دول الاتحاد الأوروبى جرى تطعيمهم ،رغم أن العديد من الدول الأوروبية مازالت تعانى من ارتفاع الإصابات بها ومنها فرنسا التى بها 5.7 ملايين مصاب وبريطانيا وإيطاليا وروسيا التى بكل منها مايزيد عن 4 ملايين حالة.
دخول الأمريكيين بدون قيود لأوروبا
وأعلنت أورسولا فون دير لين رئيسة المفوضية الأوروبية أن الأمريكيين الذين تلقوا تطعيمات ضد مرض كوفيد 19 يجب أن يدخلوا أوروبا فورا هذا الصيف بدون أى قيود والسماح بدخول السياح الذين تم تطعيمهم باللقاحات التى أقرتها وكالة الأدوية الأوروبية ،ومنها أسترازينيكا وفايزر وجونسون اند جونسون ، أو من تم شفائهم من المرض ،أو كانت اختباراتهم سلبية.
ومازالت تداعيات الوباء تؤثر على حركة السياحة حتى الآن لدرجة أن منظمة السياحة العالمية توقعت مؤخرا هبوط السياحة فى العالم بحوالى %85 خلال الربع الأول من العام الجارى ، وهذا يعادل تقليص عدد السياح بحوالى 260 مليون سائح مقارنة بنفس الربع من عام 2019 .
سيناريوهان لانتعاش السياحة
وضعت منظمة WTO سيناريوهين لانتعاش السياحة فى النصف الثانى من العام الحالى اعتمادا على عدد من العوامل أبرزها الرفع الكبير لقيود السفر،ونجاح برامج التطعيم ،و إدخال بروتوكولات منسقة مثل الشهادة الخضراء الرقمية التى خططت لها المفوضية الأوروبية.
منظمة WTO تتوقع تعافى القطاع بعد 2.5 – 4 سنوات مع العودة لمستويات 2019
ويتؤكد المنظمة أن التعافى قد يستغرق من عامين ونصف إلى أربع سنوات حتى تعود السياحة العالمية إلى مستويات عام 2019 ،وأن التوقعات الإجمالية للتعافى هذا العام بنسبة %50 ،بينما يتوقع %4 فقط بداية التعافى من الربع الحالى ،و27 % منهم يرشحون التعافى بدءا من الربع الثالث ،بينما يرجح %18 منهم حدوث التعافى بداية التعافى من الربع الآخير من هذا العام ،وأن نسبة %50 من المشاركين باستطلاع الرأى يتوقعون حدوث انتعاش حقيقى العام القادم.
وطالبت منظمة WTO المجتمع الدولى باتخاذ إجراءات قوية وعاجلة لضمان أن يكون عام 2021 أكثر انتعاشا من عام الوباء الذى كان الأسوأ على الإطلاق بالنسبة للسياحة ،بعد أن سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أعلى نسبة تراجع فى السياحة خلال يناير الماضى بنسبة %96 ، بسبب قيود السفر لتشهد أوروبا وأفريقيا انخفاضاً بنسبة %85 فى عدد السياج ،بينما سجل الشرق الأوسط انخفاضاً بنسبة %84 فى حين هبط العدد إلى الأمريكتين بحوالى %79.
ارتفاع العوائد السياحية الصينية 102 %
أعلنت أكاديمية السياحة الصينية أن العوائد السياحية فى الصين تبلغ 1.28 تريليون يوان (حوالى 195 مليار دولار) فى النصف الأول من العام الحالى بزيادة %102 عن نفس النصف من عام الوباء ،رغم أن جكومة بكين استطاعت احتواء فيروس كورونا بعد حوالى 3 شهور فقط من ظهوره ، ليتوقع داى بين مدير الأكاديمية القيام بأكثر من 1.7 مليار رحلة محلية داخل الصين فى النصف الحالى من هذا العام بزيادة 85 % عن نفس النصف من عام 2020.
وجاء فى مسح أجرته الأكاديمية أن أكثر من 83 % من المشاركين فيه مستعدون للسفر فى الربع الثانى من هذا العام بعد تسجيل 697 مليون رحلة محلية فى الربع الماضى ،بينما وصلت عوائد السياحة فى البلاد إلى 560 مليار يوان، بزيادة %136 و%150 على التوالى ، بالمقارنة برحلات وعوائد نفس الربع من العام الماضى.
اللقاحات كلمة السر على جواز السفر
ويبدو أن اللقاحات التى ابتكرتها شركات الأدوية العالمية ضد فيروس كورونا ستكون بمثابة جواز السفر بين العديد من دول العالم ليزداد التفاؤل بتعافى السياحة العالمية ، حيث بدأت العديد من الدول والتكتلات العالمية بإصدار موافقات وتوصيات باستقبال المسافرين الذين حصلوا على اللقاحات المرخص بها، دون الحاجة إلى متطلبات الحجر الصحى.
جواز سفر رقمى خاص بفيروس «كورونا»
كشفت الدنمارك عن نيتها إطلاق جواز سفر رقمى خاص بفيروس كورونا كدليل على تلقى اللقاح ، وبدأت بريطانيا العمل على إصدار جواز سفر للملقحين ضد كورونا، للسماح لهم بالسفر خلال العطلات.
وتبذل وزارات الخارجية والنقل والصحة والرعاية الاجتماعية جهودا لبحث خيارات السفر إلى الخارج من خلال الدول التى قد تطلب مثل هذه الوثيقة كشرط للدخول ، بعد موافقة عدة دول بدخول السياح الذين حصلوا على تطعيم دون الحاجة للمكوث بالحجر الصحى، مثل قبرص وإستوانيا وجورجيا وإيسلندا وبولندا ورومانيا وسيشيل ، بينما أصدرت الصين فى مارس الماضى جوازات سفر كورونا لمواطنيها الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا والراغبين فى السفر للخارج.
منظمة «WTO» ترفض الاعتراف بفاعلية أمصال كورونا
ترفض منظمة «WTO» الاعتراف بفاعلية توفير جوازات السفر الخاصة بالحاصلين على اللقاح المضاد لفيروس كورونا ، وترى أنه لا توجد معلومات موثقة بشأن قدرة تلك اللقاحات على منع الإصابة بالفيروس فعليا ، ومشيرة بأن فكرة منح جوازات سفر خاصة مميزة للحاصلين على اللقاح لن يكون عادلا بالنسبة لمواطنى الدول الأكثر فقرا التى تعانى من تباطؤ توفير وتوزيع اللقاحات ، مما يتسبب فى التمييز ضد الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على اللقاح ، ويتعارض ذلك مع مبدأ عدم المساواة.
واستقبلت الوجهات السياحية فى جميع أنحاء العالم عددا أقل من السائحين الدوليين بمقدار تعدى المليار شخص وأقل مقارنة بعام 2019، بسبب الانخفاض غير المسبوق فى الطلب والقيود المفروضة على السفر على نطاق واسع بحسب بيانات منظمة WTO التى أعلنت أن هذا الانهيار فى الرحلات الجوية عرض 120 مليون وظيفة سياحية مباشرة للخطر، ويمثل خسارة تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار فى الإيرادات السياحية، أى أكثر من الخسائر التى تكبدتها الأزمة الاقتصادية العالمية خلال عامى 2008 و2009.