يسعى بعض نجوم الدراما الرمضانية لالتفاف الشارع المصري حول مسلسلاتهم وليس مجرد تحقيق نجاح عادي ومشاهدة كبيرة مثل معظم المسلسلات الأخرى .
ويحرص النجم محمد رمضان بمسلسلاته على التفاف شريحة كبيرة من الجمهور حول أعماله الدرامية ، ويظهر ذلك في الترويج الذي يقوم به لمسلسله الرمضاني القادم” جعفر العمدة” للمخرج محمد سامي ، فيسعى محمد رمضان أن يحقق نفس مكانة مسلسلاته السابقة ” البرنس ” و” الأسطورة” الذي قدمهما مع المخرج محمد سامي وكذلك مسلسل ” ابن حلال” الذي قدمه منذ سنوات ولاقى نجاحا جماهيريا .
كما يسعى النجم أحمد العوضي لتحقيق نفس مستوى نجاح شخصيته الشهيرة” الخديوي” بمسلسل اللي مالوش كبير وذلك في مسلسله الرمضاني هذا العام ” ضرب نار” ويقدمه مع النجمة ياسمين عبد العزيز اخراج مصطفى فكري ، حيث يقدم العوضي شخصية ” جابر الكوماندا” في مسلسل ضرب نار ، ويحاول تشويق الجمهور لها عبر حساباته دائما ونشر صور لبعض الأشخاص الذين يقلدونه في ملابس شخصية الكوماندا وحتى تصرفاته .
أيضا يحرص النجم عمرو سعد بمسلسلاته السنين الأخيرة مثل ” ملوك الجدعنة” و” توبة” التي قدمها على أن يكون نجم الشارع دائما في شهر رمضان الكريم ، ويحاول بمسلسله الجديد ” الأجهر” إخراج ياسر سامي أن يحقق نفس مستوى نجاح مسلسل” ملوك الجدعنة” منذ سنوات الذي قدمه مع النجم مصطفى شعبان ، وأيضا النجم مصطفى شعبان يسعى بمسلسله القادم” بابا المجال” بتقديم التيمة الشعبية التي قدمها بمسلسل ” ملوك الجدعنة” ليكون نجم الشارع أيضا .
دعاء حلمي : هذه النوعية تحقق نجاحا وقتيا
بدورها أوضحت الناقدة دعاء حلمي أن هؤلاء النجوم يحاولون اللعب دائما على تيمة البطل الشعبي ليتلف الجمهور حول مسلسلاتهم ، لكنهم يفهمون فكرة البطل الشعبي بصورة خاطئة فليس هو الشخص الذي يرفع صوته بالشارع ويخلع ملابسه ليظهر عضلاته للجميع ويقوم بضرب 15 شخصا مع تحدثه بلغة التكاتك .
وأكدت أن ذلك لايمثل البطل الشعبي وانما هو بعيد تماما عن فكرة الرجولة ، فالذكورة ليست بحقن البوتوكس والبروتين لأن الرجولة تعني الشهامة والجدعنة ، لذلك هؤلاء ليسوا أبطال شعبيين لأنهم لن يكونوا تجار للمخدرات وسرسجية مثلما يظهرون في تلك المسلسلات التي تعتمد على تيمة شعبية .
ولفتت إلى أنه يمكن أن تحقق هذه المسلسلات نجاحا وقتيا مثل مسلسل ” ملوك الجدعنة” لكنها فيما بعد تكون مسيئة لصورة الفن المصري والرجل ، مثلما هناك مسلسلات تسئ للمرأة .
أردفت قائلة أن هؤلاء النجوم يحرصون على استخدام تيمة الفتوة التي كان يقدمها الراحل فريد شوقي ، مع اختلاف أن فريد شوقي كان يقدم نموذج البطل الشعبي بالفعل .
أحمد سعد الدين : هؤلاء النجوم يحرصون على استهداف الطبقة الشعبية وليس عيبا
أوضح الناقد الفني أحمد سعد الدين أن نجوما مثل مصطفى شعبان ومحمد رمضان وأحمد العوضي يستهدفون الطبقة الشعبية في مسلسلاتهم ، وذلك ليس عيبا أبدا ففي النهاية يقدمون فنا ويجذب الجمهور .
بينما نجوم آخرون مثل خالد النبوي وياسر جلال وغيرهم ، فهم يحبون الفن أن يقدم لجميع طبقات وشرائح الجمهور لذلك تكون مسلسلاتهم بعيدا عن الطبقة الشعبية وليست هيا المستهدفة في أعمالهم الفنية الدرامية ، باستثناء ياسر جلال يمكن أن يقدم مسلسلا يستهدف الطبقة الشعبية مثل ” رحيم” في موسم معين ثم يقدم مسلسلا آخر لجميع شرائح الجمهور مثل ” ظل الرئيس” وهكذا ” وفق” سعد الدين” .
نوه إلى أن الفارق بين مختلف المسلسلات سواء لنجوم يحرصون على استهداف الطبقات الشعبية بمصر أو النجوم الآخرين الذين يقدمون أعمالا هدفها كل الشرائح في المجتمع ، أن تكون معالجة هذه المسلسلات مميزة بمعنى أن يكون السيناريو جيد .
نادر عدلي : هولاء النجوم يكونون لهم رونقا خاصا جدا ويتوسم المشاهدين فيهم
بينما يرى الناقد الفني نادر عدلي أن شهر رمضان اعتاد في موسمه الدرامي على تواجد نجوما معينين بمسلسلات ملفتة، تحمل طابع الاثارة والتشويق بدرجة كبيرة مقارنة بأعمال درامية أخرى بعيدة عنها التي تتسم بالواقعية بصورة معينة .
وأضاف أن هولاء النجوم يكونون لهم رونقا خاصا جدا ويتوسم المشاهدين فيهم أنهم لن يخذلونهم في مسلسلاتهم بشهر رمضان ، لاسيما أن الجمهور يحرص على مشاهدة أفلامهم السينمائية أيضا مثل أمير كرارة وأحمد عز ومحمد رمضان وهذه تركيبة معينة .
بينما هناك تركيبة أخرى وهي النجوم الذين يحملون اسم معين بصورة جماعية نوعا ما ، تقترب من الأعمال الدرامية الاجتماعية التي تميل للواقعية وفق” عدلي ” ، وذلك موجود في شهر رمضان منذ سنوات سواء قل أو زاد في موسم معين .
تابع قائلا إنه يكون هناك اختيارات للمشاهد فيتجه في البداية لأعمال النجوم الذين يقدمون الإثارة والتشويق في مسلسلاتهم ، ثم يظهر عملا دراميا معينا مؤثرا ويثير انتباه المشاهد في موسم رمضان.
وأوضح أن هناك نجوما مثل إياد نصار وخالد النبوي وطارق لطفي وياسر جلال بالنسبة للمشاهد يحاولن تقديم مسلسلات مميزة فنيا ولا تمر مرور الكرام ، إنما الملفت حقيقة أن طبيعة الدراما لم تساهم أن يكون للمخرج التميز الأساسي بمعنى أدق أننا نبحث عن مسلسل معين يكون البطل فيه المخرج أو المؤلف وإن ذلك هو المنتصر ، وهو ما تحقق في مسلسل ” جزيرة غمام” رمضان 2022 للكاتب عبد الرحيم كمال .
ولفت إلى أنه استطاع فرض نفسه على باقي المسلسلات ، وذلك من حيث التماسك ووجود درجة من الخيال فيه والمشاهد وجد استمتاعا بتطوره ، مما يفرض نفسه في المشاهدة وذلك يكون مقياسا لهذا الموسم، واستطاع هذا العمل فرض نفسه على المشاهد من خلال الشاشة الصغيرة ، وهذه النوعية من المسلسلات سواء ما يقدم في شكل ميلودراما أو من خلال الأعمال الاجتماعية والاستهلاكية تكون محببة للمشاهد بدرجة كبيرة .