كشف الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الخميس، عن تفاصيل الكشف الأثري الجديد بمنطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربي بمدينة الأقصر.
وأوضح أنه تم الكشف عن هذه المقبرة شمال مقبرة “روى” وذلك بعد أن قامت البعثة الأثرية المصرية برئاسته من إزالة الردم الناتج عن الأعمال المتراكمة للبعثات الأجنبية منذ ما يزيد عن 200 سنة والذي كان يغطى المنطقة بأكملها.
وأشار إلى أن هذا الكشف الأثريّ سيعمل على توضيح بعض الأفكار والمفاهيم المتعلقة بتخطيط مقابر الأفراد بمنطقة ذراع أبو النجا.
ولفت إلي أن مع استمرار أعمال الحفائر وإزالة الردم تمكنت البعثة من العثور على مقصورة كاملة من الطوب اللبن والبئر الخاص بها داخل فناء مقبرة الصف، مؤكدا أنها تعتبر أول مقصورة كاملة يتم العثور عليها بجبانة طيبة.
وأضاف أن المقصورة تعد نموذجاً كاملاً لمقبرة من الطوب اللبن، مقبية ذات فناء صغير من الحجر يتوسطه بئر عميق، كما أثبتت الدراسات الأولية أنه من الأرجح تأريخ هذه المقصورة لفترة الرعامسة نظراً لوجود أمثلة مشابهة لها بجبانة دير المدينة.
وأشار إلى أن البعثة عثرت أيضاً على 6 مقابر أخرى أسفل فناء المقبرة وهو ما يمثل المستوى الثاني من المقبرة، حيث تم فتح مقبرة صغيرة منها و الخاصة بشخص يدعى شسب كان يعمل كاتبا لمخزن الملك.
وأوضح أنه تم العثور على العديد من اللقى الأثرية منها مجموعة كبيرة من تماثيل الأوشابتي المختلفة الأحجام والأشكال و المصنوعة من الفيانس الأزرق و الخشب، و قناع مجمع من الكارتوناج، وأكثر من 50 ختما جنائزيا لبعض الأشخاص الذين لم يتم العثور على مقابرهم حتى الاَن.
وتابع: “كما عثرت البعثة أيضا على بردية كاملة مكتوبة بالكتابة الهيراطيقية وملفوفة بخيط من الكتان، بالإضافة إلى عُملة بطلمية من البرونز المخلوط بالنحاس من عصر الملك “بطليموس الثاني”، ومجموعة من الأوستراكات المصنوعة من الفخار، والجزء العلوى لغطاء آنية كانوبية مصنوعة من الحجر الجيري على شكل قرد يُمثل المعبود “حابى” أحد أبناء حورس الأربعة”.
وأكد أن المقبرة تتميز بوجود مجموعة من المناظر الملونة والواضحة على أعمدة مداخلها ، وتحمل نصوصا سجل فيها اسم صاحب المقبرة، وألقابه حيث يحمل صاحب المقبرة العديد من الألقاب وهي الأمير الوراثي، العمدة، ورئيس الخدم، وحامل ختم ملك مصر السفلى، وحامل ختم ملك مصر العليا، بالإضافة إلى مناظر أخرى لصيد الأسماك والطيور والتي تظهر محتفظة بألوانها الزاهية، وبقايا منظر لحملة القرابين ومناظر للوليمة، والموكب الجنائزيّ.