التطبيقات الإلكترونية لها دور بارز في الانتخابات الإسرائيلية، إذ أطلقت حركة مدنية إسرائيلية الأسبوع الماضي تطبيقا إلكترونيا للهواتف الذكية لتشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم خلال الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الثلاثاء القادم.
واستوحت حركة (داريخنو) “طريقنا”، التي تصف نفسها بأنها أكبر حركة مجتمع مدني غير حزبية في إسرائيل، تطبيق (Democrator) “ديمقراطي” من أنشطة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية، حسب ما قالت.
التطبيقات الإلكترونية تشجع الناخبين على الاقتراع
ويهدف التطبيق إلى تشجيع التصويت في جميع مراكز الاقتراع في المدن الإسرائيلية، حيث أظهرت دراسة أجرتها حركة (طريقنا) أنه في جميع أنحاء العالم كان هناك انخفاض في نسبة الأصوات في الانتخابات التي أجريت خلال أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وسجلت إسرائيل حتى أمس السبت 827199 إصابة و6089 حالة وفاة بمرض (كوفيد-19) منذ بدء تفشي المرض في البلاد في أواخر فبراير 2020، بحسب وزارة الصحة.
وقال مرشح حزب العمل الإسرائيلي السابق والرئيس التنفيذي لحركة (طريقنا) يايا فينك، إن التطبيق “آمن ولا يوجد أي احتمال لتسريب المعلومات الشخصية للمستخدمين”.
وأوضحت الحركة أنه على عكس تطبيق (إلكتور)، الذي يشجع التصويت لليكود فقط، فإن (ديمقراطي) يشجع على التصويت من أجل زيادة نسبة المشاركة.
ولعبت التطبيقات التكنولوجية الحديثة على الهواتف الذكية دورا حيويا بارزا في انتخابات إسرائيل البرلمانية الأخيرة، حيث ساهمت باستقطاب المزيد من الأصوات لصالح أحزاب على حساب أخرى.
حشد أصوات الناخبين
وخلال الانتخابات الأخيرة، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب النصر الشكر لمدير حملته عوفر جولان، الذي ساهم في دعوة الناس لاستخدام التطبيق الإلكتروني “إلكتور” أحد وسائل حملته، قبل أن يشكر أقرب الوزراء والأشخاص إليه.
وعلى الرغم من أن الحملات الانتخابية الثلاث الماضية لم تسفر عن نتائج حاسمة إلا أن هناك اتجاها واضحا بأنه تم استخدام بيانات الناخبين والتطبيقات الإلكترونية من قبل الأحزاب الإسرائيلية في محاولة منها لحشد أصوات الناخبين.
وقال فينك لوكالة أنباء ((شينخوا)) “قمنا بتجنيد وتدريب آلاف المتطوعين لإرسالهم في يوم الانتخابات للوقوف خارج مراكز الاقتراع في جميع أنحاء إسرائيل”.
وأوضح أنه بدلا من الوصول العشوائي للناخبين سيتم مخاطبة الذين صوتوا بالفعل والطلب منهم إرسال ثلاث رسائل إلى أشخاص من عائلاتهم أو أصدقائهم لتشجيعهم على التصويت.
واستوحت حركة “طريقنا” هذه الفكرة من الانتخابات الأمريكية، التي جرت في نوفمبر الماضي بعد أن استأجرت منظمة (Vote Tripling) المؤيدة للديمقراطيين أشخاصا للوقوف خارج مراكز الاقتراع في عشر مدن حاسمة ومطالبة الناخبين بالاتصال بثلاثة أصدقاء أو إرسال رسائل نصية إليهم وتشجيعهم على التصويت.
وقال فينك “نحن ليس ضد نتنياهو، وسوف نرسل متطوعين إلى مراكز الاقتراع في معاقل الليكود مثل كريات شمونة وبني براك”، مضيفا “هدفنا هو تشجيع الديمقراطية الإسرائيلية من خلال زيادة إقبال الناخبين”.
تراجع الإقبال على الانتخابات
وأضاف فينك “إذا لم يصوت الناس ولم يؤمنوا بالنظام والمؤسسات الديمقراطية، فإن الوقت قصير قبل أن نتوجه إلى انتخابات جديدة”.
وعلى عكس الانتخابات الثلاثة الأخيرة، أظهرت استطلاعات الرأي الإسرائيلية تراجع في نسبة إقبال الناخبين على المشاركة في الانتخابات المقبلة، بسبب التعب من ثلاث جولات انتخابية والإرهاق من الأزمة الصحية التي ألمت بإسرائيل منذ أكثر من عام.
وقال فينك “الناس في حالة من اليأس النسبي من النظام السياسي والسياسيين، وهذا يترجم إلى انخفاض في إقبال الناخبين”.
وأظهر استطلاع أجرته حركة (طريقنا) انخفاضا بنسبة من 8 إلى 15 في المائة في إقبال البلدان التي لم تسمح بالتصويت عن بعد أثناء المرض.
وقال فينك “نريد إرسال ربع مليون رسالة خلال الـ 24 ساعة يوم الانتخابات”، مضيفا “شعارنا هو 75 في المائة إقبال، وتبقى إسرائيل ديمقراطية”.
وقالت الإسرائيلية لوسي البالغة من العمر (32 عاما)، وهي من سكان مدينة القدس”أتمنى أن تكون هذه الانتخابات ليست مثل سابقاتها، لقد تعب الناس من إعادة الانتخابات أكثر من مرة”.
تجاوز الأزمة السياسية
وأضافت لوسي، وهي أم لطفلين صوتت في الانتخابات الأخيرة لصالح “حزب أزرق أبيض” لـ((شينخوا)) “إذا كان التطبيق سيزيد من نسبة إقبال الناخبين، وسنستطيع من خلال ذلك تجاوز هذه الأزمة السياسية، فسوف استخدمه وأدعو أصدقائي وعائلتي أيضا لاستخدامه”.
وقال الإسرائيلي ناحوم البالغ من العمر (38 عاما)، وهو من سكان مدينة أشكلون لـ((شينخوا)) “لقد صوتت خلال الانتخابات الأخيرة لحزب الليكود، واستعملت تطبيق إلكتور”.
وأضاف ناحوم “أعتقد أن استخدام التطبيقات الإلكترونية في الانتخابات سيزيد من رفع نسبة التصويت، وبالتالي تجاوز هذا الشلل السياسي الذي تعيش فيه البلاد منذ عامين”.
وتخوض إسرائيل انتخابات برلمانية في 23 مارس الجاري للمرة الرابعة في غضون عامين، بعد فشل الائتلاف الحاكم في تمرير ميزانية الدولة لعام 2020 وسط خلاف بين رئيس الوزراء زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب “أزرق أبيض” رئيس الوزراء بالتناوب بيني غانتس.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.