تناولت مناقشات الشركات الموجودة فى فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب 2022، آليات تحول مصانع الصلب نحو استخدام الطاقة النظيفة، بالتزامن مع زيادة الاهتمام العالمى بالمشروعات منخفضة الانبعاثات الكربونية.
وأكدوا خلال المؤتمر أن المصانع تخطط لتكثيف الاتجاه بشكل كبير لتطبيق وتحقيق الاستدامة والاقتصاد الأخضر بقطاع الحديد الصلب، خلال المرحلة المقبلة.
وتستضيف مدينة دبى، بالإمارات، فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب 2022، خلال الفترة من 12 إلى 14 ديسمبر الحالى، والذى يعد أكبر تجمع سنوى للصناعة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يشارك فى المؤتمر فى دورته العام الحالى عدد كبير من المسئولين التنفيذيين لكبرى شركات صناعة الصلب فى العالم، لمناقشة الموضوعات المتعلقة بها والمشروعات القومية والتوافق مع المعايير الدولية للحفاظ على البيئة.
راجو داسوني: خلق سلاسل توريد خضراء ضرورة لخفض الانبعاثات الكربونية بالقطاع
من جهته، أوضح راجو داسونى، المدير التنفيذى لفاست ماركتس، الجهة المنظمة للمؤتمر، إن الظروف الحالية والتحديات الاقتصادية الراهنة التى يمر بها العالم تخلق طلبًا وفرصًا للنمو خلال السنوات القادمة، مع تعافى الاقتصاد العالمى ونمو المشروعات الكبرى.
واستطرد حديثه حول أهمية خلق سلاسل توريد خضراء دولية فى صناعة الحديد والصلب، والتوسع فى الصناعات ذات الانبعاثات المنخفضة من ثانى أكسيد الكربون فى منطقة الشرق الأوسط، بما يدعم التوجه العالمى فى خفضها والحفاظ على البيئة.
حسن المراكبى: تقليل الضرر البيئى أصبح اتجاهًا هامًا.. وبعض المستوردين يشترطون ذلك
وقال حسن المراكبى، رئيس مجلس ادارة مجموعة المراكبى للصلب إن التحول إلى الصناعة الخضراء أصبح اتجاهًا مهمًا جدًا لكل الصناعات خلال المرحلة الحالية.
وأشار فى تصريحات لـ«المال» على هامش مؤتمر الحديد والصلب إلى أنه ينبغى على المصانع التحول للاعتماد على الطاقات النظيفة لخفض الانبعاثات الكربونية.
وتابع “المراكبي” إن بعض المستوردين فى بعض الأسواق بدأ وضع بعض الاشتراطات تعطى الأولوية فى استيراد سلع معتمدة على الطاقات النظيفة تقلل من انبعاثات الكربون، وبالتالى الأكثر اعتمادًا عليها، ستكون له فرصة كبيرة فى المنافسة بالأسواق العالمية دون غيره.
ومن الجدير بالذكر أن استهلاك الصلب فى مصر حقق نموًا بنسبة فى حدود %10 خلال العام الحالى، ليسجل نحو 8 ملايين طن، مقابل 7.3 مليون طن فى عام 2021، مدفوعًا بارتفاع الطلب من جانب المشروعات القومية والأفراد.
وكشف اللواء إسماعيل جابر، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة العشرى للصلب، إن مصانع حديد التسليح عالميًا شرعت فى اتخاذ إجراءات ووضع خطط لمواجهة الانبعاثات الكربونية والحد منها عبر الاتجاه لاستخدام الطاقة النظيفة.
واستطرد حديثه قائلًا إن التوجه نحو الطاقة الخضراء والوقود النظيف أصبح أمرًا لا بد منه، وستعمل الشركات والمصانع على ضخ استثمارات للتوافق فى هذا الأمر، لأنه يصعب الاستمرار فى استخدامات مصادر الطاقة الحالية فى مصانع الحديد والصلب، فى ظل التوجه العالمى نحو خفض الانبعاثات الكربونية.
وأشار الى أن تطبيق سلاسل توريد خضراء بقطاع الحديد والصلب يتطلب ضخ استثمارات كبيرة، تتباين قيمتها من شركة إلى أخرى حسب لحجم ومصادر الطاقة التى تعتمد عليها.
وفيما يخص خطوات شركة حديد العشر، أوضح أنها بدأت وضع خطة نحو التحول لاستخدام الطاقة النظيفة.
حسان شعشاعة: توسعات المنتجين فى بعض الدول ستضيف طاقات بأكثر من 20 مليون طن بحلول 2030
من جهته، أكد المهندس حسان سليم شعشاعة، الرئيس التنفيذى للاستراتيجية والتحول المؤسسى بشركة “حديد الإمارات أركان”، فى تصريحات لـ”المال”، وجود فرص كبيرة لنمو صناعة الحديد والصلب فى الشرق الأوسط، مدفوعة بعدد من العوامل، فى مقدمتها توافر الطاقة وأسعار الغاز المناسبة ووجود الطاقة المتجددة، فضلًا عن توافر رؤوس الأموال، وكذلك وجود الأيدى العاملة، وسهولة عمليات إصدار التراخيص اللازمة لتدشين المشروعات الجديدة.
وأشار إلى وجود بعض المشروعات الجديدة فى بعض الدول على سبيل المثال منها الإمارات والبحرين وسلطنة عمان والجزائر وغيرها لإنتاج الصلب خلال الوقت الحالى.
وتوقع “شعشاعة” مساهمة هذه المشروعات فى إضافة طاقات إنتاجية جديدة تتعدى أكثر من 20 مليون طن بحلول 2030.
ومن الجدير بالذكر أن حجم الإنتاج العالمى من الصلب الخام، خلال الفترة من «يناير – أكتوبر 2022» سجل 1.552 مليار طن، مقابل 1.607 مليار، خلال الفترة نفسها من العام الماضى، بانخفاض %3.9، وفقاً للتقرير الشهرى لمنظمة الصلب العالمية “world steel”.
بينما ارتفع إنتاج مجموعة دول الشرق الأوسط، والتى تشمل «إيران، قطر، السعودية، الإمارات»، إلى 36.4 مليون طن، مقابل 33 مليونًا، بارتفاع %7.7 خلال الفترة نفسها من العام الماضى.