تسببت التحالفات المنسحبة من ميناء شرق بورسعيد في رفع حجم أعمال ميناء بيريوس اليوناني بنسبة 23.8%، وكشف تقرير عن حجم أعمال محطة حاويات ميناء بيريوس باليونان أصدرته شركة كوسكو شيبينج للموانئ المحدوده التى تدير الميناء عن تطور حجم وإيرادات شركة كوسكو الصينية بالنصف الأول من عام 2019.
وذكر التقرير أن محطة بيريوس حققت زيادة ملحوظة فى إنتاجيتها مقارنة بالعام الماضى 2018، وأرجعت الشركة أسباب تحسن المؤشرات المالية للمحطة وزيادة حجم أعمالها، إلى دعم تحالف أوشن، وتحالف الإليانس التى انسحبت من ميناء شرق بورسعيد أبريل 2018، على خلفية صدور قرارات وزارة النقل 488 و800 عام 2016 بزيادة مقابل وأسعار الخدمات الملاحية بالموانئ المصرية.
وأشار التقرير إلى أن تردد خطوط التحالفين على الميناء رفع إنتاجية محطة حاويات بيريوس بنسبة 23% لتحقق 2.569.936 مليون وحدة (الوحدة تعـادل حاوية بـطول 20 قـدم ) مقارنة بـ 2.075.548 مليون وحـدة (الوحدة تعادل حـاوية بطول 20 قـدم ) للعام الماضى.
وزادت المبيعات بالمحطة فى النصف الأول من 2019 لتصل إلى 97 مليون و332 ألف دولار أمريكى مقارنة بـ 85 مليون و271 دولار أمريكى للعام الماضى بزيادة قدرها 14.1%.
ويعود انسحاب تحالف الإليانس وأوشن من ميناء شرق بورسعيد إلى ميناء بيريوس، أبريل 2018، إلى تطبيق هيئات الموانئ لقرارات وزارة النقل أرقام 488 و800 التى صدرت العامين الماضيين ورفعت رسوم الخدمات بالموانئ بنسبة 200%.
موانئ كوسكو البحرية تتوقع زيادة نمو حجم الأعمال
وأعلنت موانئ كوسكو البحرية عن توقعاتها بزيادة نمو حجم الأعمال وأكدت من خلال التقرير الذى نشرته على موقعها الرسمى التزامها ببناء شبكة محطاتها العالمية، واقتناص فرص الاستحواذ علـى محطات ما وراء البـحار بما يتماشى وخطط إدارتها لتقديم خدمات أكثر شموليـة وكفاءة تفى بمتطلبات التحالفات الملاحية.
وتتجه شركة كوسكو الصينية التى تشرف على إدارة ميناء بيريوس باليونان وفقا للتقرير إلى تعزيز خططها الاستثمارية بنسبة 27% لتصل إلى 896 مليون دولار أمريكى، حيث ترى الشركة الصينية أن ميناء بيريوس بوابتها للوصول لأوروبا.
لذا شملت استثماراتها الجديدة إنشاء محطة رابعة لتداول الحاويات ستزيد من إجمالى الطاقة الاستيعابية للميناء إلى 10 ملايين وحدة (الوحدة تعادل حاوية بطول 20 قدماً ) بدلاً من 7.2 مليون وحدة حاليا، إضافة إلى مجمع تجارى صغير حصرى لركاب السفن السياحية.
مخاوف من توسعة بيريوس على حساب شرق بورسعيد
ويحذر محمد البنا، رئيس مجلس إدارة شركة قناة السويس للخدمات البحرية ومدير التسويق السابق للخط الملاحى كى لاين، من فرص التوسع الجديدة لميناء بيريوس باعتباره المنافس لشرق بورسعيد فى حوض المتوسط.
وقال إن التحالفات التى تركت ميناء بورسعيد وتوجهت إلى ميناء بيريوس باليونان هى التى أدت إلى زيادة حجم أعماله وارتفاع الأرباح، لافتا إلى أنه مع ازدياد حركة التجارة والتوسعات التى تجرى فى الميناء سوف تزداد أعداد السفن التى تأتى للميناء، وبالتالى زيادة الأرباح.
وطالب البنا وزير النقل، ورئيس المنطقة العامة الاقتصادية لقناة السويس ببدء المفاوضات مع تحالفات النقل البحرى الكبرى فى العالم لوضع المنطقة الاقتصادية كمنطقة محورية للنشاطات اللوجسيتية، وإنشاء شبكة طرق قوية تربط الموانئ البحرية بشرق بورسعيد، وشبكة سكك حديدية لاستخدامها فى نقل البضائع من وإلى المناطق الصناعية والتخزينية داخل المنطقة الاقتصادية.
جذب الاستثمارات الأجنبية لشرق بورسعيد لن يتأتى إلا بطرح الأراضى للمستثمرين بنظام حق الانتفاع طويل الأجل بسعر مناسب عالميا
ويرى البنا أن جذب الاستثمارات الأجنبية لشرق بورسعيد لن يتأتى إلا بطرح الأراضى للمستثمرين بنظام حق الانتفاع طويل الأجل بسعر مناسب عالميا، ويتناسب مع حجم البنية التحتية فى المنطقة الاقتصادية، لتصبح الحكومة المصرية شريكا فى المشروع بالأرض والبنية التحتية.
وطالب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بإنشاء موقع إلكترونى حديث للتسويق للمنطقة والسماح للمستثمرين المحليين والأجانب بالتسجيل فيه ومراسلتهم من خلال الموقع تحت إشراف مكتب استشارى متخصص.
ورفض مروان السماك وكيل خط الهاباج لويد الألمانى أحد خطوط التحالف الرئيسية المنسحبة لليونان التعليق على تقرير كوسكو، مكتفيا بقوله إن التقرير مرتبط بنتائج أعمالهم عالميا، وكان قد وصف فى تصريحات سابقة محاولات عودة التحالف لشرق بورسعيد بالحثيثة، موضحا أن الجهات المعنية تدفع فى طريق عودة التحالف للموانئ المصرية.
ويتكون تحالف الإليانس من 5 خطوط ملاحية رئيسية تشمل هاباج لويد، يانج مينج، كى لاين، إم أو إل، إن واى كى «Hapag Lloyd – Yang Ming – K Line – MOL – Nyk»
فيما يضم تحالف أوشن إليانس خطوط” سى إم إيه “وإيه بى إل” و”أو أو سى إل” و”إيفرجين و”كوسكو شيبينج”.
خبراء: مطالب بدراسة علمية لحجم وشكل المتغيرات السياسية والاقتصادية
وكشف السيد حلمى، رئيس مجلس إدارة شركة نيكستشوت للملاحة أن المصاعب والتحديات التى تواجه عودة الخطوط الملاحية المنسحبة لليونان إلى مصر كثيرة، أهمها أن اليونان تعانى من أزمات اقتصادية وستجتهد لمنع رحيل التحالف عن موانيها بمنحه مزيدا من التخفيضات والإعفاءات وهذا ما أوضحه تقرير شركة كوسكو شيبينج للموانى التى تدير الميناء، إضافة إلى سعيها لإنشاء 4 محطات حاويات لاستيعاب النمو المتوقع المتزامن مع حزمة التخفيضات التى تقدمها للخطوط الملاحية لجذبها للتردد على الميناء.
وقال حلمى إنه لابد من تحفيز الخطوط العالمية غير المنتظمة وجذبها للتعامل مع الموانئ المصرية، لافتا إلى أن ما تحصل عليه وزارة النقل من مبالغ نظير الرسوم التى رفعتها القرارات الخاصة بخدمات الموانئ، ومقابلات الانتفاع بالأنشطة، لن يعوض خسارة مصر من السفن، إذا فضلت العبور بالطرق البديلة، وعبر موانئ الدول المنافسة.
مؤشرات الأداء بالموانئ عامل هام لجذب التحالفات والاستثمارات الأجنبية
ويرى محمد شادوفة، رئيس منطقة القناة بشركة إفجى أن ظروف الاستثمار ومؤشرات الأداء بالموانئ المصرية عامل هام لجذب التحالفات والخطوط والاستثمارات الأجنبية.
ولفت إلى أهمية أن تستعين الحكومة المصرية ببيت خبره عالمى يدرس المتغيرات الاقتصادية والعلاقات بين الدول وتأثيراتها على حجم الاستثمار فى مصر وكيفية خلق فرص خاصة.
ويتوقع شادوفة أن مستقبل حركة التجارة البحرية سيبقى من نصيب الموانئ التى تدخل فى شراكات مع الخطوط الملاحية لضمان تحقيقها عوائد ثابتة وجيدة.
وأضاف أن خريطة الترانزيت فى الموانئ المصرية تغيرت كثيرا بسبب تغير تشييد موانئ ومحطات حاويات جديدة بحوض البحر المتوسط، وكذلك اتجاه المنظمات الدولية البحرية لحساب المتغيرات المناخية والبيئية، حيث تتجه السفن حاليا للعمل بالطاقة النظيفة والتردد على الموانئ التى تقدم لها هذه الخدمة.
وتابع: لابد أن نلتفت إلى أهمية إقامة مثل هذه المحطات كعنصر جاذب للخطوط الملاحية سواء بالوقود أو الغاز فى موانئ بورسعيد أو السويس.