انتعشت التجارة الإلكترونية في الكويت بعد أن دفع الخوف من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الكثير من المواطنين والأجانب في الكويت إلى اقتناء معظم حاجياتهم عبر الإنترنت.
وبات منظر الطرود محملة بسلع من داخل الكويت وخارجها أمرا عاديا في مختلف مناطق البلاد.
التجارة الإلكترونية في الكويت
وقالت الكويتية المتقاعدة من وزارة الكهرباء موضي العتيبي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها أصبحت تشتري كل حاجيات البيت من المواقع الإلكترونية سواء الخضر أو الفواكه أو الملابس أو غيرها من الأغراض ذات الاستخدام اليومي كالحليب والخبز والأجبان.
وأما الكويتي حمد العنزي، وهو موظف في أحد البنوك يبلغ من العمر (35 عاما) فأكد أنه ما عاد أبدا يذهب إلى سوق المباركية كالعادة لشراء اللحوم.
وأضاف العنزي أنه يكتفي بنقرة على هاتفه الذكي ليصله الخروف مقطعا وجاهزا للطبخ والتخزين من شركة المواشي الحكومية.
ويوفر الوقت والجهد، ويحقق أمانا كبيرا في مثل هذه الظروف بسبب مرض “كوفيد-19″، بحسب نائب رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية السابق خالد العتيبي.
توجه فرضه فيروس كورونا
وقال العتيبي ل(شينخوا) إن هذا التوجه فرضه مرض فيروس كورونا، وشجعه أيضا مستوى الخدمات، التي تقدمها مختلف الشركات لزبائنها في إطار تنافسها على تقديم عروض مناسبة بين فترة وأخرى.
ولا توجد إحصائيات رسمية لحجم التجارة الإلكترونية في الكويت، غير أن بحثا أجرته منصة (ريدسير) للاستشارات أشار إلى أن قطاع مشتريات البقالة الإلكترونية شهد قفزة هائلة في النمو تجاوزت 500 مليون دولار، متوقعا أن يشهد قفزة في 2021 ليصل حجمه إلى 716 مليون دولار.
وتشتهر الكويت بمجمعاتها التجارية، التي كانت نادرا ما تخلو من مرتاديها قبل انتشار مرض فيروس كورونا.
وأوضحت الكويتية تماضر الصالح، وهي معلمة في وزارة التربية تبلغ من العمر (25 عاما) ل(شينخوا) أنها شغوفة بالتسوق مثلها مثل غالبية الكويتيين، مضيفة “قبل كورونا، ماكان يمكن أن يمر علي أسبوع من دون أن أتردد على مجمع الأفينيوز، أكبر المجمعات التجارية في الكويت، مرتين على الأقل، لأرى جديد الموضة، وأقتني ما يناسبني.
مقاطعة الأسواق نهائيا
لكن الخوف من المرض دفع هذه الشابة إلى مقاطعة الأسواق نهائيا والاكتفاء بطلب ما تريد من محلات الملابس المعروفة، التي فعلت مواقعها الألكترونية وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بخصومات لاستقطاب المزيد من الزبائن، حسب ما قالت.
ويعتقد العتيبي أن المجمعات التجارية في الكويت لن تفقد وهجها باختفاء جائحة كورونا، ذلك أنها تشكل مكانا رئيسيا للترويح عن النفس وقضاء أوقات جميلة خارج البيوت، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يفضلون اقتناء أي سلعة بعد رؤيتها وتجربتها.
وأما نادين عارف (37 عاما)، وهي أردنية تعمل سكرتيرة في شركة خاصة فقالت إنها أصبحت أقل انفاقا من ذي قبل بسبب عدم استقرار سوق العمل وإمكانية تعرضها للتسريح في أي لحظة.
لكنها أشارت إلى أنها لم تعد تستغن عن تطبيق “تفاحة “على سبيل المثال في اقتناء الخضر والفواكه أسبوعيا.
وأضافت “أنفق أسبوعيا نحو 10 دنانير (الدينار الكويتي يساوي نحو 3.3 دولار) في شراء الخضر والفواكه من هذا الموقع مقابل خدمة توصيل لا يزيد سعرها عن نصف دينار”.
خدمة جيدة جدا
وتابعت “الخدمة جيدة جدا وسريعة، وتسمح لي بتوفير الوقت وتفادي التعرض لخطر العدوى، بالإضافة إلى الحصول على خضر وفواكه بنوعية جيدة وسعر منافس جدا للأسواق.”
ويرى المحلل الاقتصادي ميثم الشخص، أن المواد الاستهلاكية كان لها دور كبير في رواج التجارة الألكترونية في الكويت بعد أن غير كورونا جزئيا ثقافة الشراء لدى الكويتيين والمقيمين وحفزهم على التعامل بشكل غير مباشر.
وقال الشخص ل(شينخوا) إن الوضع الجديد عزّز أرباح الكثير من الشركات، بينها شركات التوصيل، ودفع شركات أخرى إلى تقديم خدمات جديدة مثل شركات بيع الأثاث التي تحولت إلى بيع بضاعتها الكترونيا.
وتوقع المحلل الاقتصادي أن تتسع رقعة الاعتماد على تطبيقات التوصيل وخدمات البيع الألكتروني في المستقبل لتشمل قطاعات أخرى مثل خدمات الصيانة، ما سيخفض في نظره التكلفة، لكنه ربط ذلك باستمرار تنفيذ الإجراءات الاحترازية والقيود.
وسجلت الكويت حتى الآن 209523 حالة إصابة بمرض فيروس كورونا و1172 حالة وفاة.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.