المؤسسات الأجنبية والعربية تستغل الهبوط وتتجه للشراء مقابل مبيعات محلية
سجلت البورصة المصرية، أمس أدنى مستوياتها خلال 5 شهور، مدفوعة بضغوط بيعية من قبل المؤسسات المحلية، لتواصل سلسلة الخسائر الممتدة منذ أكثر من شهر، والتى فقدت خلالها أكثر من ألف نقطة و70 مليار جنيه خسائر سوقية.
وأظهرت شاشات التداول أمس تراجعات قوية على غالبية الأسهم وسط غياب ملحوظ للقوى الشرائية، وهبط مؤشر «egx30» الرئيسى بنسبة %1.05 عند 13379 نقطة، وهبط مؤشر «egx70 « للأسهم الصغيرة والمتوسطة %0.32 عند 599 نقطة، ومؤشر «EGX100» الأوسع نطاقا بنسبة %0.54 ليغلق عند 1518 نقطة.
وبلغت قيمة التداولات على الأسهم فقط 415 مليون جنيه تقريبا، وسيطر اللون الأحمر على معظم الأسهم المتداولة، إذ هبط 97 سهما، بينما صعد 24 من إجمالى 161 سهما متداولا، فى حين استقرت أسعار 40 ورقة.
وتراجع سهم «سوديك» بنسبة %4 بسعر 13 جنيها للسهم، وسهم البنك التجارى الدولى %1 ليصل إلى 69.5 جنيه، وجلوبال تيلكوم القابضة %1.7 ليسجل 4.47 جنيه، ومصر الجديدة للإسكان والتعمير %6.2 إلى 19.7 جنيه، والسويدى إليكتريك %3 ليسجل 13 جنيها.
وهبط سهم أسمنت بورتلاند طرة %9.3 ليصل إلى 10.3 جنيه، والسويس للأسمنت %4.2 ليصل إلى 13 جنيها، وذلك بعد إعلان شركة السويس للأسمنت المالكة لأسهم أسمنت طره أن مجلس الإدارة وافق على الإيقاف المؤقت لنشاط شركة أسمنت بورتلاند طره، عقب تدهور النتائج المالية والخسائر التى تجاوزت قيمة حقوق المساهمين.
وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «نعيم» لتداول الأوراق المالية، إن السوق فقدت مؤخرًا المكاسب التى سجلتها خلال 2018 والتى اقتربت من %20.
وأشار إلى أن السوق مرشحة لمواصلة التراجع صوب مستويات الدعم 13300 نقطة، ثم 13000 نقطة، بينما تظل أقرب مستويات مقاومة هى 13600 و14000 نقطة.
وأوضح أن هناك عدة أسباب مستمرة ومؤثرة على السوق منذ عام تقريبا، وتتمثل فى عوامل خارجية مثل الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، وأزمة صفقة الاستحواذ على شركة «جلوبال تيلكوم» القابضة، وتأخر وتذبذب برنامج الطروحات الحكومية، وتراجع نتائج أعمال بعض الشركات الكبرى خلال الربع الأول.
ونصح المستثمرين بالبعد عن عمليات «المارجين» وحماية رأس المال من التآكل والاحتفاظ بالسيولة المتاحة.
وقال هشام حسن، رئيس قطاع الاستثمار بشركة «رويال» لتداول الأوراق المالية، إن السوق لاتزال تعانى من تبعات التخوفات الجيوسياسية المتمثلة فى نزاعات أمريكا والصين، وتطورات الوضع فى الخليج، والتى بدورها لم تنعكس على تعاملات الأجانب الذين فضلوا الشراء خلال جلسة أمس، بخلاف المؤسسات المصرية التى فضلت البيع.
ورأى أن هبوط السوق كان مبالغًا فيه على مدار الأسابيع الماضية، إذ أن كل المؤشرات المالية تؤكد أن الاقتصاد المصرى بدأ فى رحلة انتعاشة قوية بشهادة كل المؤسسات الدولية، فضلا عن موافقة صندوق النقد على صرف الشريحة الأخيرة من القرض.
وأوضح أن السوق لديها منطقة دعم قوية بالقرب من 13300 نقطة و13000 نقطة، وحال كسرها لأسفل فمن المرشح اختبار مستوى 12100 نقطة، وهى المنطقة التى بدأت منها السوق رحلة الصعود مع نهاية العام الماضي.
ولفت إلى أن السوق لاتزال تتحرك فى اتجاه سلبى على المدى القصير، وبالتالى ينصح المستثمر بالابتعاد عن فتح أى مراكز مالية عن طريق «المارجين» والاحتفاظ بالسيولة المتاحة.
واتجهت تعاملات الأفراد المصريين والمؤسسات المصرية للبيع بصافى قيمة تداولات 7.3 و19 مليون جنيه على التوالى، بينما اتجهت تعاملات الأفراد العرب والأجانب والمؤسسات العربية والأجنبية للشراء بصافى 909 آلاف جنيه و71 ألف جنيه و9.2 مليون جنيه و16.1 مليون جنيه بالترتيب.