شهدت مؤشرات البورصة المصرية هدوءاً في حدة التراجعات بمستهل تعاملات جلسة اليوم الثلاثاء، وذلك بعد انخفاضات قوية شهدتها السوق أمس الإثنين.
وهبط مؤشر “egx30” الرئيسي بشكل طفيف بلغ 0.28% ليصل إلى 10552 نقطة ومؤشر “egx70ewi” للاسهم الصغيرة والمتوسطة 1.9% إلى 1921 نقطة، ومؤشر “egx100ewi” الاوسع نطاقا 1.5% ليسجل مستوى 2809 نقطة.
وسيطر الخوف والقلق على المتعاملين فى البورصة أمس الإثنين، فى ردة فعل سريعة على إعلان ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، ليفقد رأس المال السوقى للأسهم المقيدة بها 26 مليار جنيه مع اندفاع المستثمرين الأفراد نحو البيع فى اتجاه وصفه الخبراء بـ«الاضطرارى والوقائي».
وأنهى المؤشر الرئيسى للبورصة «EGX30» التعاملات هابطا بنحو %2.8 مسجلا 10581 نقطة، فى حين انعكست المبيعات الاضطرارية والوقائية للأفراد على نظيره للأسهم الصغيرة والمتوسطة «EGX70» ليغلق على تراجع نسبته %7.1 إلى 1958 نقطة، وكذلك «EGX100» الأوسع نطاقا الذى خسر %6.6 ليصل إلى 2853 نقطة، علما بأن الأخير كان قد تراجع بنحو %5 فى مطلع التعاملات، ما ترتب عليه إيقاف الجلسة لمدة 10 دقائق.
وأعلنت بريطانيا مساء الأحد ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، ظهر على أثرها ردود فعل سريعة من دول عربية وأوروبية، حيث أعلن عدد من الدول الأوروبية تعليق حركة الطيران من وإلى المملكة المتحدة، منها ألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وبلجيكا، بجانب دولة عربية هى السعودية.
وقال هانى توفيق، خبير أسواق المال، إن هناك حالة من عدم اليقين بسبب الفيروس وتأثيره بشكل عام، يصعب معها التنبؤ بأى تحركات مستقبلية للسوق.
وحول احتمالات التدخل الحكومى لدعم البورصة كما حدث فى الموجة الأولى، أكد توفيق أنه أمر غير مجدٍ، وأنه بالأولى أن يكون هناك اتجاه نحو جذب الاستثمار الأجنبى المباشر، للاستفادة من التعداد السكانى الكبير فى مصر.
من جانبه، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية، إن ظهور الفيروس الجديد، واتخاذ إجراءات احترازية سريعة من بعض الدول كان أمرا مفاجئا، خلق توقعات باحتمالية اتخاذ قرارات إغلاق اقتصادى عالميا خلال الفترة المقبلة، ما أثار مخاوف المستثمرين، خاصة الأفراد.
وتابع: تمت ترجمة ذلك فى اتجاه المستثمرين الأفراد للبيع الاضطرارى لغلق مراكز الشراء بالهامش، والوقائى لتجنب مزيد من الخسائر حال استمرار تراجعات السوق، ما انعكس على إغلاقات المؤشرين السبعينى والمئوي.
ويرى النمر أن هناك حالة من عدم اليقين، دفعت السوق للإغلاق أمس أسفل مستويات الدعم 10850 نقطة، ما يجعلها عرضه لمزيد من الضغوط البيعية والتى قد تهبط بها إلى 10400.
وحذر النمر من أن الهبوط أسفل هذا المستوى قد يقود السوق نحو 9700 نقطة، مؤكدا أن ذلك يرتبط بتحركات الدول فى اتجاه المزيد من الإجراءات الاحترازية الأكثر تشددا فى مواجهة كورونا.
وقال ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية، إن أنباء الفيروس الجديد خلقت مخاوف بسبب التوقعات باتخاذ إجراءات جديدة للإغلاق.
ورجح المصرى بدء تعافى السوق نهاية الأسبوع الحالي، مع وصولها لمستويات الدعم بجلسة الإثنين، مرجعا ذلك إلى قدرة البورصة على التأقلم مع الموجة الثانية، بحسب توقعاته.
ومن جانبه، قال أحمد أبو حسين، العضو المنتدب لشركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية، إن هناك حالة من عدم الوضوح بالسوق المحلية، تحول دون سهولة التنبؤ بالتحركات المقبلة، إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أن البورصة تستطيع امتصاص الموجة الثانية للفيروس سريعا فى ظل مرورها بالتجربة سابقا، وإيجاد آليات للتعامل معها.
ولفت أبو حسين إلى أن الإعلان عن السلالة الجديدة للفيروس انعكس بوضوح على تعاملات المستثمرين الأفراد، والذين اتجهوا نحو البيع بقوة لإغلاق مراكز الشراء بالهامش.
وسجل المصريون فى جلسة أمس صافى بيع بقيمة 46.9 مليون جنيه، فى حين اتجه العرب والاجانب للشراء بصافى 24.2 مليون و22.7 مليون على التوالى، وبلغت قيم التداول على الأسهم نحو 1.6 مليار جنيه.