تابعت البورصة المصرية مسلسل هبوطها، وتراجع المؤشر الرئيسى EGX30 أمس بنسبة %7.09 مسجلا 9428 نقطة، وسط هبوط لجميع المؤشرات.
وهبط مؤشر «EGX70ewi» فى ختام تدولات أمس بنسبة %6.5 إلى 948 نقطة، وEGX100 الأوسع نطاقا بنسبة %6 إلى 1023 نقطة، وأوقفت البورصة التداول على أكثر من 100 سهم بسبب التراجع بأكثر من %5.
وأكد المحللون أن هبوط البورصة الأمريكية فى بداية تعاملات جلسة الإثنين وإيقاف التداول للمرة الثالثة فى 6 أيام، عقب قرار البنك الفيدرالى الأمريكى بخفض سعر الفائدة إلى %0 يُعزز من احتمالات استكمال رحلة الهبوط.
وهبط مؤشر داو جونز ببورصة نيويورك بنسبة %9.89 بواقع 2293.4 نقطة، حتى منتصف جلسة الإثنين، والتى انتهت فى الساعة الحادية عشرة بتوقيت القاهرة.
من جهة أخرى، توقع محللون تجاهل البورصة لقرار البنك المركزى المصرى الاستثنائى بشأن خفض سعر الفائدة بنسبة %3 دفعة واحدة، والبقاء فى المناطق الحمراء تحت قبضة «الضغوط البيعية» وخوف المستثمرين من تداعيات تفشى فيروس كورونا.
وأرجعوا توقعاتهم إلى أن استجابة «المركزي» جاءت متأخرة – من وجهة نظرهم – فى الوقت الذى لم تعد البورصة تنتظر مثل تلك المحفزات، بقدر ترقبها لعوامل أخرى أهمها القضاء على فيروس كورونا أو انحسار انتشاره وإيجاد العلاج، للقضاء على حالة الخوف من المجهول التى تسيطر على قرارات المستثمرين فى سوق الأسهم.
يُذكر أن البورصة المصرية تكبدت خسائر سوقية بقيمة 168.7 مليار جنيه منذ الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا فى مصر، بجانب هبوط مؤشر السوق الرئيسي EGX30 بنسبة %31.3 وتحديدًا منذ جلسة تعاملات 16 فبراير 2020، بينما بلغت خسائر جلسة أمس فقط 32.4 مليار جنيه.
النمر: تحركات «المركزى» إيجابية للاقتصاد الكلي.. لكن الأسهم تنتظر القضاء على «كورونا»
من جهته، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم البحوث بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية، إن قرار البنك المركزى المصرى مفيد وإيجابى للاقتصاد الكلي، ويخفض من تكلفة الدين العام، وتكلفة التمويل للشركات، لكنه غير مفيد للبورصة التى ارتبط مستقبلها بالقدرة على حصر انتشار فيروس كورونا.
وأضاف أن حل أزمة البورصة المصرية والتراجعات العنيفة التى تعانى منها يكمن فى إيجاد علاج للفيروس، أو الوصول إلى أعلى سقف ممكن من تفشيه، بما يعنى الوصول لقمة الأثر السلبى له والذى ستعقبه رحلة صاعدة.
وأوضح النمر أن قرار البنك المركزى لن يزيد من شهية المواطنين للاستثمار فى البورصة فى ظل تكبدها خسائر كبيرة، متوقعًا بقاءها تحت قبضة الضغوط البيعية، واستكمال رحلة التراجع، مشيرًا إلى تحركات السوق الأمريكية الهابطة رغم قرار الفيدرالى الأمريكى خفض الفائدة.
من جانبه، قال عمرو الألفي، رئيس قسم البحوث بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، إن السوق تمر بحالة من عدم اليقين، مما يزيد من صعوبة توقع الآثار الناتجة عن قرار خفض الفائدة بنسبة %3 على تحركات البورصة اليوم.
الألفي: الخوف من المجهول يتحكم فى قرارات المستثمرين.. وإيجاد علاج للفيروس هو الأمل
وأضاف أن العاطفة هى المؤثر الأساسى على تحركات السوق وتحديدًا الخوف من المجهول وليس أساسيات الاستثمار، مشيرًا إلى أن مشكلة البورصة الراهنة لا ترتبط بتكلفة تمويل الشركات –رغم أهمية ذلك الملف- لكنها تكمُن فى إيجاد علاج فيروس كورونا.
وأوضح الألفى أن البورصة الأمريكية تحركت بشكل سلبى تجاه قرار البنك الفيدرالى خفض سعر الفائدة، لافتًا إلى أن تحركات الأسواق العالمية ستؤثر فى نظيرتها المحلية.
من جهته، قال عامر عبدالقادر، رئيس قطاع السمسرة بشركة «بايونيرز» لتداول الأوراق المالية، إن السوق وصلت إلى مرحلة تشبع بيعي، وبلغت غالبية الأسهم مستويات تاريخية، كما حاول سهم البنك التجارى التماسك مع نهاية جلسة أمس، فى إشارة إلى احتمالية ارتداده بسيطة تهدئ وتيرة التراجع خلال تعاملات اليوم.
وأكد أحمد فهيم، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «الشروق» لتداول الأوراق المالية، أن السوق أصبحت ضعيفة فنيا بسبب كسرها لكل مستويات الدعم المهمة وأبرزها مستوى 10000 نقطة ما يجعل كل الاحتمالات واردة على الأجل القصير.
وأوضح فهيم أن السوق لم تعد تتأثر بأى أخبار داخلية إيجابية مثل الضريبة أو غيرها، نظرا لارتباطها بأداء نظيراتها العالمية التى تشهد تراجعات حادة بسبب فيروس كورونا، مشيراً إلى أن انخفاض أسعار البترول زادت من حدة تراجعات الأسواق الخليجية والتى انعكست بدورها على البورصة المصرية.
كتب- أحمد على ومصطفى طلعت