أكد البنك الزراعي أنه قام بتمويل زراعة 45 فدانًا بقصب السكر بنظام الشتلات والري بالتنقيط والطاقة الشمسية، وذلك بمحافظتي قنا والأقصر، لتكثيف توعية المزارعين لاستخدام نظم الري الحديث لترشيد استهلاك المياه وزيادة إنتاج المحاصيل الإستراتيجية. وتنفيذًا لتوجهات عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتكثيف حملات التوعية للمزارعين بأفضل السبل والآليات الزراعية، وتأكيد فوائد وإيجابيات نظم الري الحديث، بما يساعد على ترشيد استخدام المياه ومضاعفة الإنتاج وفتح آفاق التصنيع الزراعي بهدف توفير فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي والتنموي المنشود.
يُذكر أن وزير الزراعة السيد القصير، والأستاذ علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك، ووفد من قيادات البنك الزراعي المصري في زيارة ميدانية لمزارع القصب بمحافظتي قنا والأقصر، التي يتم تمويلها لإنجاح تجربة زراعة قصب السكر بنظام الشتلات والري بالتنقيط لتكون بمثابة مزارع نموذجية يقتدي بها مزراعي القصب سعيًا لتعميمها في محافظات الصعيد .
ويدعم البنك الزراعي المصري تلك التجربة التي تعد الأولى من نوعها لاستخدام نظم الري الحديث في زراعة محصول إستراتيجي من المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه مثل قصب السكر، بما يوفر استهلاك مياه الري ويستهدف الوصول إلى أعلى إنتاجية من المحاصيل الإستراتيجية.
وقام البنك برعاية وتمويل التجربة في مزرعتين؛ إحداهما على مساحة 25 فدانًا في قرية الحميدات شرق بمركز إسنا بمحافظة الأقصر، والمزرعة الثانية بمساحة 20 فدانًا بقرية حلفاية بحري بمركز نجع حمادي بمحافظة قنا.
كما شمل تمويل البنك الزراعي المصري للمزرعتين إنشاء محطة طاقة شمسية لكل مزرعة لاستخدامها في أغراض الري، ما أسهم في تقليل التكلفة الإجمالية لاستهلاك الطاقة، مقارنة باستخدام الديزل، فضلًا عن أنها طاقة نظيفة للمحافظة على البيئة.
ونظرًا لنجاح تلك التجربة وتحقيقها لنتائج إيجابية كثيرة أعلن الأستاذ علاء فاروق، رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، خلال تفقُّده للحقلين عن مبادرة لتمويل تكاليف زراعة 50 فدانًا من الحقول الاسترشادية لزراعة قصب السكر بنظام الشتلات والري الحديث،
وذلك بهدف التوسع في هذا النوع من الزراعة، ولكي تكون تلك الحقول بمثابة نماذج ناجحة وتجارب عملية يحتذي بها مزارعو القصب وتشجعهم على التحول لنظام الري الحديث بديلًا عن الري بالغمر.
وتعد زراعة قصب السكر بالشتلات من التجارب الزراعية الجديدة وأحدث التقنيات المستخدمة فى زراعة القصب وتمثل نقلة نوعية فى إنتاجه بمصر، ووفقًا للدراسات التي أجريت على هذا النوع من الزراعة.
فإن تلك التقنية ترفع إنتاجية الفدان إلى 60 و65 طنًّا، بدلًا من 46 و47 طنًّا حاليًّا؛ أى بنسبة زيادة تقارب 40%. وفى حال استخدام نظام الرى بالتنقيط للتنفيذ ضمن خطة الدولة لتحديث نظم الرى تنخفض كمية المياه المستهلكة في الري من 12 ألف متر مكعب إلى 6 آلاف متر، أى بمعدل 50% تقريبًا.
وعن تلك التجربة يؤكد جهاد عبد الرازق، مالك مزرعة قرية حلفاية بحري بمركز نجع حمادي، أنه بدأ تجربته بالزراعة بالشتلات والري والتنقيط على مساحة 20 فدانًا دفعة واحدة،
وساعده في ذلك حصوله على تمويل من البنك الزراعي المصري بعدما لمس تحمس مسئولي البنك لتمويل تلك التجربة لأنها تتوافق وتوجهات البنك نحو التوسع في تمويل المحاصيل الإستراتيجية بالري الحديث، مؤكدًا أن تجربة زراعة قصب السكر بالشتلات المطورة والري بالتنقيط هي مستقبل زراعة القصب بمصر.
وذلك لعدة أسباب؛ من أهمها أن الزراعة بالشتلات تزيد من إنتاجية الفدان بما يزيد على الضِّعف، مقارنة بالزراعة “بالعُقل”، ومن المتوقع أن تصل إنتاجية الفدان الواحد بحد أدنى إلى 72 طنًّا.
وأضاف أن القيمة الأهم هي ترشيد استهلاك المياه المستخدمة في الري من خلال الري بالتنقيط، ويكون من خلال خراطيم تنقيط يتم دفنها فى الأرض على بُعد 40 سنتيمترًا.
ويتم زرع النباتات فوقها والمياه التى تصعد على جذور النبات يتم من خلالها التحكم فى الأسمدة وزراعة المحصول بشكل عام، وهو ما يعني توفير في المياه والأسمدة والطاقة، ومن ثم تخفيض تكاليف الإنتاج بنسب تترواح بين 30 و40% من تكاليف الزراعة بما ينعكس على تحسين مستوى دخل المزارع.
من جانبه وجه إبراهيم عبد الكريم، مالك مزرعة قرية الحميدات شرق بمركز إسنا بمحافظة قنا، الشكر للبنك الزراعي المصري على مساندته ودعمه لإنجاح تجربة زراعة قصب السكر بالشتلات المطورة والري الحديث، ما يؤكد حرص البنك الشديد على دعم المزارعين وتقديم كل التسهيلات لهم بما ينعكس على تنمية القطاع الزراعي .
وقال: أنا أزرع القصب منذ سنوات طويلة ولا أتردد في تجربة أية نوعيات جديدة من الممكن أن تزود أو تحسن الإنتاجية، لكن هذه المرة الوضع مختلف، والفرق كبير جدًّا، سواء في الأنتاجية العالية للفدان أو في كميات المياه التي يتم توفيرها،
علاوة على تقليل 50% من الأسمدة الأزوتية وتقليل تكاليف الزراعة والطاقة بمعدلات كبيرة جدًّا، وهي تجربة تستحق أن تعمم بين كل مزارعي القصب في محافظات الصعيد، خاصة في محافظة قنا التي تستحوذ على النصيب الأكبر من زراعات قصب السكر.
وطالب مزارعي القصب بضرورة التحول لزراعة القصب بالشتلات المطورة والاعتماد على الري بالتنقيط، بديلًا عن الزراعة التقليدية نظرًا للمكاسب والعوائد الكثيرة التي ستعود عليه.
في الوقت نفسه سيسهم في ترشيد استهلاك المياه والمحافظة على موارد الدولة المائية، مؤكدًا أن البنك الزراعي المصري حريص بشكل كبير على دعم المزارعين الراغبين فى التحول إلى أنظمة الرى الحديث ومنح تمويلات لكل التكاليف دون فوائد وعلى أقساط سنوية متساوية لمدة 10 سنوات.