أعلنت مجموعة البنك الدولي عن تخصيص 16 مليار دولار لمساعدة ما يقرب من 100 بلد نام على شراء وتوزيع اللقاحات والاختبارات والعلاج من فيروس كورونا المستجد لنحو مليار شخص، مقسمة إلى 12 مليار دولار من البنك نفسه، إضافة إلى 4 مليارات دولار لمصنعي اللقاحات، وما يتصل بها من إمدادات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، سيتم تقديمها من قبل مؤسسة التمويل الدولية، الذراع المخصصة لتنمية القطاع الخاص.
وقال ديفيد مالباس، الرئيس الثالث عشر لمجموعة البنك الدولى، فى مقال نشر على الموقع الرسمي للبنك إن جائحة كورونا لها تأثير مدمر على الصحة العامة والمجتمعات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، متوقعًا أن تتسبب الجائحة فى دفع نحو 150 مليون شخص إلى دائرة الفقر المدقع بحلول نهاية عام 2021، موضحًا أنه لابد لبلدان العالم أن تتعافى حتى تتمكن جميع شعوبها من أن تعيش حياتها بثقة.
وأضاف أنه من أجل إنقاذ سبل العيش وأرواح البشر، يجب وصول اللقاحات إلى جميع الناس فى كل دول العالم عند توافرها، مشيرًا إلى أن توفير الأمصال على نطاق عالمي بهذه الصورة يمثل تحدياً هائلاً، لا سيما للبلدان النامية.
وشدد على ضرورة تمتع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بإمكانية عادلة ومنصفة للحصول على اللقاحات، مع منح الأولوية لمن هم في أمس الحاجة إليها وفي العديد من الأماكن، الأمر الذى يتطلب تعزيز النظم الصحية وبناء القدرات اللوجستية اللازمة لنجاح عمليات التطعيم.
وأشار مالباس إلى تمتع موظفي البنك الدولي بخبرة تتراوح من الصحة العامة إلى المشتريات والنقل والخدمات اللوجستية، علاوة عن الخبرة الطويلة فى العمل الميداني بالدول النامية في جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن توزيع اللقاحات لنحو مليار شخص سيكون أمرًا معقداً، خاصة أن التطعيم على نطاق واسع يحتاج إلى تخطيط دقيق وموظفين مهرة وبنية تحتية صحية موثوقة، وستكون هناك ثلاثة مجالات حيوية، لضمان سريان تلك المهمة بدقة وكفاءة وفاعلية وهى اللوجستيات، والتنفيذ، وأخيرًا القبول العام.
فيما يتعلق باللوجستيات، قال الرئيس الثالث عشر لمجموعة البنك الدولى، إنه سيتعين على الحكومات تكثيف عمليات النقل والتخزين للحفاظ على سلسلة تبريد غير منقطعة للقاحات، موضحًا أن بعض البلدان ستحتاج بالفعل إلى المساعدة للوصول إلى المناطق النائية وتوسيع مناطق التخزين وبناء سلاسل التبريد وتحسين المنشآت الصحية.
وأوضح أن هناك تحديًا آخر يواجه عددا من الدول النامية وهو الفئات التى ينبغي عليها الحصول على اللقاح أولًا، خاصة أن تلك الدول لاتحصن قطاعات كبيرة من السكان البالغين، مقارنة بالرضع، مستشهدًا بمثال على من لهم الأولوية وهم العاملون في مجال الرعاية الصحية، وكبار السن، ومن يعانون حالات مرضية من قبل، ومقدمو الخدمات العامة مثل المعلمين ورجال الشرطة وغيرهم.
وأكد ديفيد مالباس على ضرورة الاعتماد على الابتكار الرقمي والتكنولوجى لتتبع وصول الأدوية إلى المواطنين وتوزيعها بشكل عادل، خاصة أن معظم اللقاحات التى تم الإعلان عنها فى وقت سابق تتطلب تعاطي جرعة ثانية، مستشهدًا على ذلك بباكستان التي دعم البنك الدولي بها التطعيم ضد شلل الأطفال باستخدام أدوات البيانات الرقمية لتحديد أماكن العدوى، وتوجيه القائمين على التطعيم، ورصد ما تحقق من تقدم، ويمكن أن يساعد ذلك في منع سرقة اللقاحات وتغيير وجهتها، فضلا عن الحد من مخاطر الاحتيال في مجال إعطاء اللقاحات.
وقد استثمرت مؤسسة التمويل الدولية مؤخراً في شركة بيوإى، وهي شركة هندية لصناعة اللقاحات، وتتوقع مساعدة منتجين آخرين في البلدان النامية على توسيع الإنتاج المحلي عند توافر اللقاحات، وتشمل الحلول المبتكرة وإعادة طرح قنوات توزيع الأغذية لتقديم اللقاحات واستخدام قاعدة البيانات المتسلسلة لتتبع عملية التسليم.
ومن جهة أخرى، أعلنت وكالة بلومبرج عن تخطى عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد 67 مليون حالة فى جميع دول العالم، فما بلغ عدد الوفيات 1.54 مليون شخص بسبب الفيروس، وذلك أمس الإثنين الموافق 7 ديسمبر 2020.
ومع تفشى الموجة الثانية من كورونا، جاءت الهند على قمة الدول النامية الأعلى تأثرًا بالفيروس، بعد أن بلغ عدد الحالات المصابة بالفعل 9.6 مليون شخص، والوفيات 140.2 ألف حالة وفاة.
وجاءت البرازيل فى المركز الثاني فى قائمة الدول النامية الأعلى تأثرًا بالفيروس، بعد أن بلغ إجمالى عدد الإصابات 6.6 مليون حالة، وعدد الوفيات 176.9 ألفًا.