أشارت نتائج الدراسة الاستقصائية التى أجراها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ومعهد IFO للبحوث، إلى أن الآثار الاقتصادية لأزمة «Covid-19» كانت أكثر وضوحًا فى مناطق عمل البنك الأوروبى عنها فى أوروبا المتقدمة، حيث بلغت خسائر الوظائف فى دولة مثل مصر %23.
وأضافت نتائج الدراسة أنه على سبيل المثال، فقد %15 من المستجيبين للدراسة فى مناطق عمل البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية وظائفهم بسبب أزمة «كوفيد 19» ، أى أكثر من ضعف نصيبها فى الاقتصادات المتقدمة.
وأوضحت أن إغلاق الشركات العائلية كان أكثر شيوعًا فى مناطق عمل البنك الأوروبى (بما يؤثر على 15 % من الأسر مقابل 2 % فى أوروبا المتقدمة).
ووفقاً لدراسة البنك الاستقصائية؛ تخفى هذه المتوسطات اختلافات كبيرة داخل مناطق عمل البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ؛ فقد تراوحت خسائر الوظائف بين %9 فى بيلاروسيا و%23 فى مصر.
كما كان إغلاق الشركات العائلية أقل شيوعًا فى المجر وبولندا واليونان (أثر على حوالى %6 من الأسر)، ولكنه كان أكثر انتشارًا فى مصر (يؤثر على ثلث الأسر)، وكذلك فى تركيا.
وأصدر البنك الأوروبى لإعادة الإعمار يوم الخميس الماضى، تقرير الآفاق الاقتصادية الإقليمية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط، وتضمن التقرير نتائج دراسة استقصائية أُجريت فى أغسطس الماضى من قبل البنك ومعهد ifo للبحوث الاقتصادية ومقره ميونيخ، التى تظهر أن التأثير الاقتصادى لأزمة «كوفيد – 19» على حياة الناس كان أكثر حدة فى المناطق التى يعمل بها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية منه فى أوروبا المتقدمة.
ووفقًا للدراسة، يبدو أن فقدان الوظائف بمناطق عمل البنك، ولا سيما إغلاق الشركات، أكثر انتشارًا مما كان عليه خلال الأزمة المالية العالمية، ويتحمل عبء الأزمة بشكل غير متناسب أولئك الذين لديهم مستويات تعليم ودخل منخفضة.
وأجرى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ومعهد ifo، الدراسة الاستقصائية لما يقرب من 40 ألف بالغ فى 14 دولة فى أغسطس 2020.
وغطت الدراسة ثمانية اقتصادات فى المناطق التى يعمل بها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية (المجر واليونان وأوكرانيا وبولندا وبيلاروسيا وتركيا وصربيا ومصر) وستة اقتصادات أوروبية متقدمة (السويد وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا).
وكشفت الدراسة، أن نسبة %73 ممن استجابوا لها فى المناطق التى يعمل بها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية قالوا إنهم تأثروا شخصيًا بأزمة كوفيد -19، مقارنة بنسبة 41 % فقط فى أوروبا المتقدمة، حيث كانت حزم التحفيز عادة أكبر.
كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك: الاقتصاد يسير فى طريق التعافى
وقال الدكتور باسم قمر، كبير الخبراء الاقتصاديين لدى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط، فى تصريحات لـ”المال”، إنه بعد إغلاق المدارس نتيجة أزمة وباء كورونا اضطرت الكثير من النساء بمصر لترك وظائفهم والبقاء بالمنزل للقيام بالالتزامات الأسرية.
أضاف أن جزءاً من الشركات العائلية فى مصر الصغيرة ومتناهية الصغر تحولت نتيجة الأزمة من العمل بالقطاع الرسمى إلى العمل بالقطاع غير الرسمى، وأغلبهم ممن كانوا يعملون بقطاع السياحة كالمطاعم أو المقاهى بجانب قطاع الغزل والنسيج كالمحلات العاملة فى مجال البيع والمشاغل الصغيرة والحياكة غيرها من القطاعات التجارية التى تأثرت جراء الوباء.
وأشار إلى أنه نتيجة الركود فى حركة السوق بسبب كورونا، اضطرت تلك الأسر والشركات العائلية إلى الخروج من سوق العمل الرسمى إلى الغير رسمى من خلال عدة طرق أبرزها البيع من خلال الانترنت وغيرها .
وتابع أن قيام تلك الشركات أو الأسر بذلك لا يعد إغلاقاً لأنشطتهم التجارية لكنهم لجأوا إلى القيام بذلك لحين عوة الأمور لطبيعتها، وقال إن هذا الوضع مؤقت وهو ليس بالأزمة القوية لكنه يعد أحد النتائج الطبيعية الناتجة عن وباء كورونا، مشيراً إلى أن الاقتصاد المصرى يسير فى طريق التعافى .
وأشار تقرير البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، الصادر يوم الخميس الماضى، إلى أن مصر هى الاقتصاد الوحيد فى جميع المناطق التى يعمل بها البنك الذى من المرجح أن يفلت من الركود فى 2020، مع نمو متوقع بنسبة %2.0 مدعومًا جزئيًا بمشاريع البناء العامة الكبيرة وحدوث طفرة فى قطاع الإتصالات.
وبحسب التقرير، تراجع البنك عن توقعاته للاقتصادات الناشئة التى يستثمر فيها، بعد أن استمرت إجراءات إحتواء تأثير فيروس كورونا لفترة أطول مما كان متوقعًا فى السابق.